الإثنين 2025/4/28 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم
بغداد 29.95 مئويـة
نيوز بار
قراءة في لوحة للفنان غسان فاضل حسون
قراءة في لوحة للفنان غسان فاضل حسون
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

الوصف: C:UserslenovoDesktop8772b37e-c558-48ba-a705-ddfc50dc7627.jpeg الوصف: C:UserslenovoDesktop32737445-6c74-46f3-8e9f-b62d104c565a.jpeg

سعد المعموري الموسوي

 

((بين الشكل والمضمون))

      الفن التشكيلي التجريدي هو نوع أو اسلوب حديث في الفن  التشكيلي الذي يركز على الشكل واللون والملمس دون تمثيل واقعي للواقع  ، لإيمان الفنان بدلالة اللون والشكل وحتى الخامات لها تمثيل و وظيفة تواصلية و جمالية ودلالية  التركيز على ذلك بدلاً من تمثيل الواقع الذي تخطته الذائقة الفنية العامة وكان لاختراع الكاميرا الفوتوغرافية الأثر الكبير بانحسار عمل البورترياهات بشكل عام، كذلك تخلت نظرية الفن الحديث عن النقل الحرفي و ذهبت فلسفة الجمال مذهبا فلسفيا مفاده( ان للقبح جمال) ايضا، ومن هنا راحت هذه المدرسة لاتعني بالشكل واللون البراق بل اهتمت بالفكرة والمشاعر والهواجس النفسية المخفية، ان الواقعية بالفن، تجاوزها الزمن و عد النقل الحرفي للواقع عبثا، ولا يكون الفن  الا خلقا لا كالتصوير  الفوتوغرافي ، وعليه  يجب ان يكون الفن  مغاير ومختلف، وتسألت عن دور الفنان ، في الخلق والابتكار.  ان هذا الفن او المدرسة  تشعرك  بالمضمون  المغيب  خلف الشكل، و قد تكون اللوحة  رسالة فكرية او تعبيرا عن الافكار والمشاعر والاحساسيس، يوظف هذا الفن ذلك بكتل لونية وأشكال هندسية، ذات دلالات متعددة، و أشكال مموهة لتعطي المتلقي  فسحة للتأمل الفلسفي،والروحي . اليوم

أمامنا لوحة للصديق الفنان غسان فاضل الذي اشتغل على اكثر من اسلوب ومدرسة بالفن التشكيلي ،  ويضعنا امام عملا فنيا فيه اللون وتضاده وقد بأن الشكل واضحا مستفاد من تجارب عراقية وعالمية ومزج بين الشكل الهندسي والتجريدي، هذه اللوحة  التي حركت فينا الحنين للماضي و(للحارات والبيوتات) المكتظة بالناس والمارة وصخب الاطفال وشقاوتهم  شدنا الحنين لمناطقنا الشعبية  والى  العادات الممهورة بطيبة أهلنا،  في الحارات والشوارع الضيقة والتي تضيق بالناس  والألفة الطبيعية  والتقاليد السالفة التي تجاوزها التقدم للاسف ، فكانت اللوحة ترجمة للحنين والماضي المعجون بوجع وألم لذيذ،  الحنين لايامنا وللحظاتنا واكتشافاتنا الاولى المبكرة . بين دربونات الحي و الحارة.

  بيوت، جدران وخربشات ،شبابيك مشرعة ،أجساد، وتطلعات احتضنتها تلك الجدران و عاشت وتربت بينها  اجيال، أطفال خرجوا للحياة  يحملون تطلعات وآمال، هموم وهواجس نضجت واستقرت ذكريات، في تلك البيوت وباحتها منها،انتظار المرأة  للرفيق الغائب تترقب الطريق الطويل، الطريق الذي سقته امهاتنا ببركات الماء خلف المسافرين أبواب جلست امهاتنا على عتباتها يتسامرن ليبعدن عنهن الملل والرتابة،ومن بين اقدام  الأمهات يتقافز الأطفال مرحا ولعبا مع اولاد الجيران ،في الجدران الرطبة والبيوت بسراديبها  التي تقاوم حرارة الصيف ،نكهة لايعرفها إلا من عاش فيها وترعرع يسمع صرير الابواب وصوت العصافير، ويترقب عودة السنونو، لايعرف هذا ، إلا من ارتوى من( ناكوط الحب) واكل من خبز التنور ووووو،،هذه ليست بيوت متراصة انها تاريخ ووعي وثقافة اجيال، خلف الابواب التي تعاطفت مع العشاق بانتظار ا لبدر يطل وابتسامة تهل في تلك البيوت كتبت أروع القصائد لحبيب غائب واملا مفقود   وامنيات لعله يعود،، اختلاف ألوان النسيج المجتمعي المتراص والمتحاب تعبر عنه هذه الكتلة من البيوت، بيت بجانب اخر و سطح مفتوح على اخر وتناقل الرغيف من يد ليد   ، خسرنا الكثير بتقدمنا بالزمن خسرنا الطيبة والبساطة ،خسرنا رائحة التراب حين يلقاه المطر خسرنا رائحة شواء الخبز إذ شذاه انتشر، خسرنا ما يبعثه لنا من عبق رفيقنا النهر،  خسرنا كل شيء جميل وبقيت فرشاة الفنانين واقلام الكتاب والشعراء، هي الذاكرة وهي السجل لبعث عبق تلك الايام الجميلة، تقبل محبتي ايها الكبير

المشـاهدات 36   تاريخ الإضافـة 27/04/2025   رقم المحتوى 62198
أضف تقييـم