
![]() |
الذاكرة .. والشاعر جواد الشلال البنائية التكوينية والنسق الثقافي |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
مؤيد عليوي عقارب الساعة تلدغ ذاكرتي على ورق الزيتون ، ثم تنكر فعل ذلك أتذكر أن الساعة المتأخرة على ورق الكتابةِ تزدحم بالزوايا ، مثل فجر يأكل ضباب البارحة.. أيها الناعي كأسيّ الأخير ، كثيرة أوراقي ، مثل أسفار القدامى ، التقطها من فوق المآذن السرية ، اتصيد أشكالها من المطر الراقص على المرايا .. هي الزوايا سعة المتأخرين.. وهي العقارب حركة لدغ الذاكرة .. اصل اليابسة ندى مات بقبلة من الشمس.. حديث لعله مع جاري ، الذي يتاجر بالأساطير والتمائم، له صداقة مع صغار الجن ، ويجيد لغة الأحجار، والكائنات القديمة .. سألته : كيف اتخلص من قراءة الشعر والأكثار من التدخين ، ونبذ الأشكال في الزوايا... !؟ قال : سأهبكَ حجراً يقصُّ أثر الشتائم في الذاكرة، يرافقه جنيّ يجيد سفسطة عتيقة .. يتحكم بعقارب الساعة ، ولدغ الذاكرة على ورق الزيتون .. كان السطر الأول من النص عنوانا أراده الشاعر، ولأنه جزءا من البناء الفني في المدلول العام للنص ، بما يخرجه من العنونة الى البناء التكويني من النص، وربما ناقد آخر يعيده عنوانا أو يجعله متصلا باخر النص من حيث دائرية المعنى في عودة الاخير ليتصل بالأول، واغلاق معنى النص ،بدلا من جعله مدلولا عاما مفتوحا على تأويلية المتلقي بعد انهاء عملية القراءة .. أما البنائية التكونية عند غولدمان، فاعتمد في نقل ترجمته على مصدر سبق وتناولته في دراسات سابقة : ((النظام أو الكلّ المُنظم الشامل، لمجموعة من العلاقات بين عناصره، المعاصر التي تتحدد طبقا لعلاقاتها مع الكل الشامل،..)) المصدر: أ.د عهود ثعبان الاسدي ، "البنائية التكوينية والبلورة غولدمانية" ، الانترنت موقع جامعة كربلاء، تاريخ النشر ٢٠٢٣/ ١٢ / ٢١ . وبما أن ماهية السرد واحدة في الشعر والنثر، فإن من الممكن النقدي الأدبي توظيف مفهوم غولدمان للبنائية التكوينية في القصة ، في دراسة الشعر ها هنا ، وعلاقته بالبنية الفكرية الاجتماعية للعصر بما يتصل بالمعادل الموضوعي فيكون النص النقدي الأدبي في هذه السطور بين البنائية التكوينية والانزياح منه الى النسق الثقافي المضمر للشاعر جواد الشلال، الذي يجسد البنية الفكرية الاجتماعية للعصر ليغدو النص النقدي الادبي جزءا من النقد الثقافي عبر وجود نسق واقعي يعبر عن شعراء من كبار السن أو تقدم بهم الشعر ليكتب عن الذاكرة والذكريات مع مرور الوقت مما جعل عنوان النص(عقارب الساعة تلدغ ذاكرتي على ورق الزيتون، ثم تنكر فعل ذلك) يصير جزءا من النص فعملية التذكر تأتي دون ارادة الشاعر معبرا عنها بطريقة تدل عن وجود ارادة اقوى منه تشبه لدغ العقارب موظفا لفظة تداولية في اللغة المعتادة لكنها تشكل بنية اساسية وحجر الزاوية في المدلول العام للنص، اقصد أن عملية التذكر القسرية والنبش في دفاتر الذكريات عند الشاعر ؟! وهي تتصل ببنيات ما بعدها مكونة بنية اكبر وهي الجزء الاول من النص، التي تتصل بعلاقات مع بنية أخرى اساسية أيضا هي الجزء الثاني من النص(حديث لعله مع جاري، الذي يتاجر بالأساطير والتمائم،) ويتصل مع ما بعده خاتما النص ب( يرافقه جنيّ يجيد سفسطة عتيقة../يتحكم بعقارب الساعة ،/ ولدغ الذاكرة على ورق الزيتون ..) كاشفا أن مَن كان يرغم الشاعر على التذكر جاره الدجال اللص لذكرياته ، بعد هذا من البنائية التكوينية وفضح المعنى العام او المدلول العام ، ثمة سؤال هل قاوم الشاعر تلك السرقات واللصوصية ؟، الجواب نعم من خلال كتابة الشعر بفنية لها جماليتها الخاصة عندما مارس فعل كتابة الشعر فالشعر سلام يحقق التوزان الذاتي -اقصد دون الحاجة للآخر - بين داخل الشاعر ومحيطه ، وبين عقله وقلبه ، وبين الواقع والمتخيل ، مما يجعل الشاعر اقوى من غيره مهما تحذلق ذلك الآخر معه، (عقارب الساعة تلدغ ذاكرتي على ورق الزيتون ، ثم تنكر فعل ذلك ../أتذكر أن الساعة المتأخرة على ورق الكتابةِ تزدحم بالزوايا ) الشعر والسلام من خلال ورق الزيتون، السلام الداخلي للشاعر واستقرار الطمأنينة،ثم نلحظ (عبارة تنكر ذلك ) وهو فعل الارادة الخارجية التي تريد سرقة ذكرياته ، ثم ينتهي النص بعملية ( قال : سأهبكَ حجراً يقصُّ أثر الشتائم في الذاكرة،/ يرافقه جنيّ يجيد سفسطة عتيقة ../يتحكم بعقارب الساعة ،/ولدغ الذاكرة على ورق الزيتون ..) انتصار الشاعر اذ كشفه للعبة جاره بالذي من خلال فعل الكتابة فعملية الكشف ذاتها تعني انتصارا وينتهي سرد النص في هذه المنطقة منه، ثم نعود الى سردية الشعر فيها الحوار وفيها المعنى السردي من خلال تراكيب الجملة الشعرية ففي كل سطر تجد السردية فعالة بقوة .. كأن النص حديث الشاعر في مقهى لزميل له اقصد لشاعر آخر يفهم ما يقصده شعره، بمعنى توظيف الشاعر جواد الشلال لشفاهية الحكي اليومي من النسق الثقافي اليومي واحاديث جلسات الشعراء في المقاهي او غيرها . |
المشـاهدات 32 تاريخ الإضافـة 27/04/2025 رقم المحتوى 62199 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |