الإثنين 2025/4/28 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم
بغداد 19.95 مئويـة
نيوز بار
العراق ..والمحيط العربي المعادي
العراق ..والمحيط العربي المعادي
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عبدالهادي البابي
النـص :

 

 

 

قد يعتقد البعض أن العداء العربي للعراق يخضع للمزاج المذهبي (الطائفي) بإعتبار أن الأكثرية السكانية للعراق هم من الشيعة ..ولكن لو تتبعنا حركة التاريخ  السياسي في منطقتنا وعلاقة العراق بجيرانه (العرب) نجد أن هذا العداء المستحكم - وإن يبدو من الخارج أنه عداءً مذهبياً- ولكنه بالواقع  لاعلاقة له بالدين والمذهب والقومية .  فقد كان صدام حسين (سنياً )..وكان نظامه نظاماً ذا صبغة قومية ترتكز على الموروث السنّي  ولكن العرب كانوا يتآمرون على نظامه ..وكان هو في أغلب خطبه ولقاءاته يشكو من جفاء الحكام العرب للعراق ، ويتهمهم بالخيانة والإتباع للأجنبي وينعتهم بأقبح الصفات وكان يعتبر حكام السعودية أنهم من أصل يهودي وليسوا عرباً !..وعندما قام العرب بمساعدة صدام في حربه مع إيران ليس لإن صدام كان سنياً ..بل لإن العرب كانوا يخشون من المد الثوري الإيراني الذي نادت به الثورة الإسلامية في إيران عام  1979..والدليل أن العرب أنقلبوا على صدام بعد الحرب بل وشاركوا في الحصار الإقتصادي على الشعب العراقي .ولما أطيح بنظام صدام عام 2003 وجاء نظام سياسي ديمقراطي تعددي يشمل جميع مكونات الشعب العراقي إزداد العداء العربي للعراق بل أصبح أشد ضراوة وعنفاً ..وطبعاً يعتقد البعض أن هذا العداء العربي الجديد هو بسبب وصول الشيعة إلى السلطة في العراق  لأول مرة في تاريخهم .. ولكن الحقيقة ليس هذه..أنها أشمل وأعمق وأبعد من ذلك ..والسبب كما نراه ببساطة هو مكانة العراق التاريخية وموقعه الجغرافي المميز وثرواته الكثيرة وخيراته الوفيرة التي تجعله دائماً في موقع الزعامة والقيادة التي يخشاها جيرانه العرب ..إضافة إلى روح أبنائه (الثورية) وشعورهم العربي الأصيل وأنتمائهم الديني الذي يجعلهم يرفضون الذل والتبعية والخنوع للأجنبي ..فهي عقدة تاريخية سلبية مستمكنة في ذهن المواطن العربي أتجاه العراق ..إن مانسمعه من تصريحات سياسية  وإعلامية وحتى ثقافية صادرة من جهات عربية - تسبق أنعقاد القمة العربية في بغداد- وهي تدعوا زعمائها بعدم الحضور والذهاب إلى بغداد ماهي إلاّ أمتداد لتلك العقدة القديمة عند الحكام والقادة العرب الذين يخشون أن يرو أنفسهم صغاراً كلما حضروا إلى بغداد التاريخ والحضارة والمجد ..رغم أن العراق يتعامل مع أشقائه بكل أحترام وتقدير ولايشعرهم أنهم غرباء بل هم ضيوف كرام في بلدهم الثاني ..ولكن تبقى العقدة ..!!

المشـاهدات 30   تاريخ الإضافـة 27/04/2025   رقم المحتوى 62202
أضف تقييـم