الأربعاء 2025/4/30 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 23.95 مئويـة
نيوز بار
من ادب الرحلة كتاب (الطريق إلى إفرست ) صورة غنية عن تجربة رحالة "عبد المنعم الديراوي"
من ادب الرحلة كتاب (الطريق إلى إفرست ) صورة غنية عن تجربة رحالة "عبد المنعم الديراوي"
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

حمدي العطار

هو نص يعكس مزيجا رائعا من أدب الرحلة، والمغامرة ، والتجربة الإنسانية العميقة،ولم يكتف الديراوي فقط بسرد وقائع تسلقه لجبل إفرست ، بل أضفى بعدا ثقافيا، اجتماعيا وإنسانيا ، مما جعل من رحلته قصة ملهمة تحمل رسالة سلام وحب من العراق إلى العالم.

*تحليل التجربة

أدب الرحلة : جنس أدبي شامل، تتوفر فيه كل الامكانيات الفنية والمرونة الكافية  ويتيح للكاتب أن يجمع كل الاجناس الادبية (القصة والشعر والرواية والمذكرات وحكايات المغامرة والمقال ) ويمكن للرحالة ان  يتطرق إلى الجغرافيا ، ويتحدث عن كل المضامين المكانية والزمانية والانثربولوجيا ، والعادات وتقاليد الشعوب والديانات والعلاقات الاجتماعية والخلفيات التاريخية والتحليل  السياسي والاجتماعي   ، فأدب الرحلة عنوان كبير قادر ان يضم كل العناوين الادبية والدراسات الثقافية والادب المقارن والدراسات الشعبية التراثية !

*الدافع الشخصي والرسالة

كان دافع الديراوي مزدوجا :حب المغامرة ، والتحدي الشخصي، ورغبة في إيصال رسالة سلام من أعلى نقطة في العالم، في وقت كان العراق يعاني من الصراعات.

بين يدي كتاب (الطريق إلى إفرست) للرحالة الصحفي "عبد المنعم موسى الديراوي" الذي صدر له في مجال أدب الرحلة أيضا (رحلاتي بين الغرائب العجائب) و(القبيلة الغامضة في جزر أندمان ) وللرحالة بصمة سردية تتصف بالبساطة والسلاسة  فهو يهدف الى (استمتاع القارئ وجعله يعيش الأحداث المفرحة والمحزنة وحتى التي تتصف بالشاقة ) وفي كتابه هذا الذي يتناول فيه رحلة (تحدي ومغامرة) للرحالة تجاوز عمره الخمسين عاما ان يقوم بهذه الرحلة الصعبة للوصول الى قمة إفرست ورفع العلم العراقي وتوجيه رسالة (حب وسلام) الى كل دول العالم من أعلى مكان في العالم والذي يطلق عليه (سقف العالم).

*التحضيرات والتحديات

التدريب الشاق على الاخص والديراوي يعيش في بيئة مثل البصرة التي تفتقر إلى التضاريس الجبلية ، تجاوز الصعوبات الإدارية  كالحصول على تأشيرات السفر وخاصة الى النيبال ، غياب الدعم الرسمي والمادي باستثناء دعم محدود من محافظ البصرة الراحل محمد مصباح الوائلي .

يذكر الرحالة بإن رحلته الى إفرست ليست للاستجمام والراحة فهي  رحلة (تجمع بين الرياضة والترحال)  زمنيا كان ذلك عام 2009 ، وبدأ يجمع المعلومات الجغرافية والبيئية والمناخية عن جبال الهملايا والمحطات والمدن التي يجب ان يمر بها ليصل الى قمة إفرست! كانت الفكرة – تقريبا- غير مقبولة من قبل الكثير من الاصدقاء بل البعض كان يسخر من هذا القرار الذي يربط بين الرحلة والهدف "هنا تولدت لدي فكرة في أن أجمع ما بين عشقي لهذا الجبل الأشم وما يدور من صراع وسيل دماء. ففكرت من منطلق  إن الخطيب إذا أراد أن  يلقي خطبته لا بد له من أن يقف على مكان مرتفع لكي يراه الأخرون وسمعوه"ص10

كان على الرحالة المؤلف ان يكتسب القوة والقدرة الجسمانية لكي تنجح خطته في تسلق قمة إفرست التي يبلغ أرتفاعها 9 كم ويطلق عليها قمة او جبل الموت لأن مجموعة المتسلقين الذين لقوا حتفهم يبلغ 329 شخصا! وبدا الرحالة التحضيرات من خلال ممارسة رياضة الصعود والهبوط ، وقدم شقيقه الدكتور عقيل الديراوي نصيحته الى الرحالة (سيكون الظهر مقوسا في خلال التمارين وهذا سيشبه حركة الجسم وانحنائه هنالك على جبال الهملايا"  وكان الرحالة وهو يعيش في مدينة البصرة وارض فيها منبسطة فلجأ الى "السلم الذي يتوسط البيت وبدأ ممارسة رياضة  الصعود والهبوط"ص14 ثم كان عليه الحصول اولا على فيزا من السفارة الهندية لأن جبال هملايا تقع على حدود (الصين والنيبال وشمال الهند) دولة الهند لم يكن لرحالة مشكلة في السفر اليها فقد زارها من قبل والصين لا يحتاج للذهاب اليها لكن دولة النيبال يعد الرحالة اول عراقي (ستطأ أقدامه ارض دولة النيبال) ويؤكد الرحالة " بإنه "صاحب تجربة سفر في بلدان العالم وحيدا"ص16 وحضر له شقيقه الدكتور (كمية من الأدوية أخذت حيزا لا بأس به من حقيبة سفري" ص17

*الرحلة الى الهند والنيبال

التفاعل مع ثقافات مختلفة ، النقد الاجتماعي، ونقل صور إنسانية عن الشعوب التي مر بها ،إبراز الفوارق الطبقية والدينية، مع تعليقات نقدية على التقاليد المحلية.

الرحالة عنده الطريق وما يمر به من مدن واحداث جزء مهم من رحلته لذلك المؤلف يسرد لنا فترة اقامته في الهند وحصوله على فيزا من السفارة النيبالية الموجودة في الهند – على الرغم من عدم السماح لمنح الفيزا للعراقيين- ولا نعرف السبب- ، وفي وصف سريع لكنه مشوق يسرد لنا الرحالة الاماكن التي زارها في الهند ، المعابد والحدائق ومكان ضريح غاندي وانديرا غاندي ، كما تعرف القارئ على الاطعمة الهندية (الحارة) ويذكر الاشياء الغريبة والطريفة التي صادفته في الهند ، فهو يرى احد الهنود الذي تبرع بقصر لأيواء القرود بسبب معتقد الديني ، ولا يفوت الرحالة فرصة النقد والمقارنة بهذه العبارة " حزنت كثيرا عندما شاهدت أناسا ينامون في الشوارع يبدو أنهم لا يمتلكون بيوتا تأويهم. أليس من الأجدر به أن يجعله مأوى للفقراء والمساكين ! ودائما الرحالة يسألونه من اي بلد وعندما يعرفون انه من العراق يذكرون له القتل والتفجيرات مع الاسف وليس حضارة العراق وتاريخها العريق! ومر سريعا على (صرح تاج محل ) وعلاقاته مع الدليل السياحي وما يتناوله بما يشبه  (القات اليمني) بعدها يصف لنا مطار عاصمة النيبال (كاتمندو) وقد بدت لي كافة الوجوه هندية إلا أنا الغريب بينهم!

*العاصمة كاتمندو

يعطي الرحالة وصفا لهذه المدينة الغريبة من خلال "زحمة السيارات وعربات التوكتوك وعربات أخرى..والشوارع الرئيسية التي لا يتجاوز عرض الواحد منها عشرة الى خمسة عشر مترا!ويتطرق المؤلف الى بعض العادات وتقاليد الشعب النيبالي وهي من مهام ادب الرحلة فالميت هناك يتم حرق حسب الدين الهندوسي وكذلك زيارة المعبد البوذي ووجود فكرة المخلص المنتظر عنده "بوذا الذي ينتظرونه أن يخرج يوم ليخلص البشرية من الظلم" وهنا يشير المؤلف الى (أوجه الربط فيما بين بعض العقائد السماوية من جانب الوثنية "ص52 ، ويسرد لنا الرحالة المعيشة الصعبة لهذا الشعب الفقير إذ الرجل والمرأة التي تحمل طفلها اثناء العمل الشاق ، وتحدث عن الانغام الهندية وعن الاسواق الشعبية واجور العمل اليومية 2 دولار باليوم) وعن الاساطير والالهة المتعددة ، وعن المهن الشاقة مثل الحمالين (كن من النساء)

*الوصول إلى قمة إفرست

وصف شاق لتجربة التسلق، نقص الأوكسجين، مخاطر الانهيارات والهزات الارضية والتفاعل مع متسلقين من مختلف دول العالم والوصول الى قمة إفرست وارسال رسالة السلام.

المشـاهدات 21   تاريخ الإضافـة 29/04/2025   رقم المحتوى 62311
أضف تقييـم