النـص :
الاجواء السائدة في الدوائر تؤشر لتخلف واضح سواء لجهة تعامل الموظف مع المراجع أو لجهة المرافق الخدمية داخل الدائرة التي يفترض جهوزيتها لتوفير اماكن الانتظار المناسبة ووجود القنوات الكفيلة بايصال طلب المراجع الى الجهة المعنية داخل الدائرة. المتابع للظاهرة سوف يفاجأ بالرقابة التي تسير عليها الاجراءات والسياقات وكذلك العلاقة الاجرائية بين الموظف والمواطن لا توجد اية متغيرات على الاوضاع القائمة منذ تأسيس الدولة العراقية فقد بقى المنتسب الى دائرة يخضع الى ذات التقاليد السطحية فيما بقي المراجع يكابد ذات المصاعب والمعاناة جراء تراجع جميع العوامل الادارية التي يمكن ان تنسجم مع متغيرات العصر وتطور المنظومة الادارية في معظم الدول والبلدان.. ومازال الموظف في دوائرنا الحكومية يرى في دوره الوظيفي الوسيلة التي تمكنه من التنفيس عن مكبوتات عديدة في مقدمتها الشعور بأهمية الذات الذي لا يمكن ان يتحقق من غير الحط من ذات المراجع والعمل على استفزازه وارهاقه بشتی الوسائل .. يحدث هذا في الوقت الذي حدثت متغيرات بطبيعة منزلة المواطن الذي ازداد وعياً وتعليماً ولم يعد يمثل المواطن البدوي القادم من اقصى صحراء البداوة او المواطن القروي القادم من مجاهيل القرية على الرغم من ان هذين المواطنين يتمتعان بحقوق المواطنة الناجزة التي ينبغي على الموظف اخذها بنظر الاعتبار وتقديم الخدمة الى من يتمتع بها كما ينبغي من غير الاخلال بقواعد الاخلاق والاداب فضلاً عن الالتزام بمعايير النظام والقانون التي ينبغي الالتزام بها وعدم الاخلال بها لاي سبب من الأسباب.
|