
![]() |
الأحجار الكريمة ...زهور لاتذبل |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : عالم لطيف وجذاّب فيه كل السحر والخيال والذوق والجمال لكل من أستخدمه وعمل به وتقرّب منه حتى أصبح عاشقاً له موّلعاً به حّد الهيام والشوق والجنون..!!ومنذ اللحظات الأولى التي أصبح الإنسان فيها يتذوق الجمال ويستوعبه ، لفت إنتباهه شكل الأحجار الكريمة وألوانها المتعددة وأدهشته بلوراتها الهندسية وبريقها الساحر الآخّاذ.. حتى أصبح حُبه للأحجار الكريمة يعيش عميقاً في قلبه ، وليس فقط سحرها الغامض السبب الوحيد في هذا الحب، إنما ألوانها الرائعة وثبات تلك الألوان رغم عوامل الزمن ..فقد عرف الإنسان وبحكم التجربة أن ألوان الزهور والشجر والفراشات وشفق الغروب وزرقة السماء هذه كلها ألوان خلابة لكنها مؤقتة وغير ثابتة..أما بريق الأحجار الكريمة فيبقى ثابتاً لا يتغير لآلاف السنين إلاّ ما ندر.. ولهذا ومنذ القدم عرف الإنسان وثمّن ذلك الثبات في عالم متغير..إنها زهورلا تذبل ..!! وعن كيفية نشأتها الأولى وأسباب تكوينها يقول الخبراء والمختصون في جيلوجيا الأحجار بأن من الأحجار والمعادن من جاء مع النيازك والمذنبات والكواكب البعيدة جداً والتي أصطدمت بالأرض قبل ملايين السنين فتشظّت أجزاء منها على سطح الأرض وتناثرت وأختلطت مع التربة وبقيت محافظة على أشكالها وخصائصها لعدة ملايين أخرى من السنين حتى وجدها الإنسان بمختلف الأشكال والأحجام وعلم أن لها خاصية تختلف عن التراب والطين والصخور الأخرى في الأرض ، فأخذها وأزال عنها الطين والتراب والعوالق الأخرى فنحتها وأستخدمها كأشياء ثمينة عنده ..وهناك من العلماء من يقول بأن هذه الأحجار تكونت من تراكم الصخور في أعماق الأرض حيث تعرضت لحرارة شديدة وضغط كبير مكونة صخوراً وأحجاراً ومعادن جديدة ..ومنها الصخور الرسوبية والنارية والمتحولة فهي وأن أختلفت في تركيباتها الجيلوجية ولكنها تبقى أحجاراً مميزة لها خصائصها وأشكالها الجميلة المختلفة ..ولهذا ...فعندما يقتني الإنسان خاتماً فيه حجر كريم عليه أن لايقلل من شأنه ، لأنه لايدرك القيمة العظيمة لهذا الحجر فلربما جاء هذا الحجر بواسطة نيزك مارق ضرب الأرض قبل ملايين السنيين ، فهو بالتالي يحمل معه كائن قد سافر في عباب الكون الفسيح ولاشك بأنه يحمل في ذراته كل أسرار السموات البعيدة والأكوان السحيقة ..!كما وأن علم الأحجار الكريمة لايقتصر على المستخدمين لها فقط ، بل هناك من الدارسين والباحثين الذين يقومون بدراسة كل حجر على حده ، سواء كان ذلك في حالتها الخام أو بعد قطعها من الصخور والمناجم ثم القيام بصقلها وجراختها ونحتها وعمل النقوش والخطوط عليها ومن ثم صياغتها على الذهب أو الفضة..وتعتبر بعض الأحجار الكريمة رمزاً للسلطة والسيادة.....وكان ينظر الى الأحجار الكريمة على مر العصور بصفتها مصدراً للسلطة والثراء ورمزاً للسيادة ، حيث كانت التيجان بل وحتى السيوف والخناجر والدروع ترصع بالجواهروالأحجار الكريمة النادرة .....فلقد كان الملوك والأمراء والسلاطين على مّر العصور يستخدمون الأحجار الكريمة بكافة أنواعها ويعملون منها خواتيم وحلي وتيجان لهم ولنسائهم وبناتهم ..وهي ترصع بالجواهر وتصاغ بالذهب الخالص وبعضها بالفضة النقية الصافية ، كما وترصّع بها الأواني والسجاد والعروش والصولجانات والسيوف والخناجر والدروع وحتى الآثاث وغيرها من مقتنياتهم الخاصة ...وفي كوكبنا الأرض يوجد اليوم آلاف الأنواع من الأحجار والمعادن المختلفة قد يقدر عددها بأربعة آلاف نوع..ولكن العدد المستخدم منها في صنع الأحجار الكريمة هو (54 نوعاً فقط) ، أما الأعداد الباقية فلاتستخدم في تصنيع الأحجار الكريمة ، ولكنها تستخدم في إكمال بعض النواقص في التحف والكماليات والمنحوتات الفنية الأخرى ..إن عالم الأحجارالكريمة عالم كبير وواسع وعميق وجميل لايمكن أن نختصره ببضعة سطور ولايكفيه منشور ..ونزولاً لرغبة بعض الأصدقاء الأعزاء وإقتراحهم علينا أن نكتب عن عالم الأحجار الكريمة بطريقة أدبية سلسة ومفهومة كالتي نكتب فيها مواضيعنا ومقالاتنا وتحقيقاتنا ومتابعاتنا الصحفية ولإننا عملنا ميدانياً وتابعنا هذا العالم الجميل لإكثر من عشرين عاماً وكنا على تماس مباشر به فإننا سنشرح لكم بالتفصيل (على شكل حلقات ) قادمة إن شاء الله عن أنواع ومناشيء وفوائد وخصائص الإحجار الكريمة...نأمل أن تنال رضاكم وحسن متابعتكم أفكاركم عن هذا العالم الجميل .. |
المشـاهدات 56 تاريخ الإضافـة 03/05/2025 رقم المحتوى 62450 |