
![]() |
العراق بين القديم الذي يَحتَضِر و عُسرة ولادة الجديد |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : في بداية الثمانينيات من القَرن الماضي وأنا بِداية شَبابي، أسمع هذه المقولة " القديم يَحتَضِر والجديد عَسِرُ الولادة"! ربما كانت هذه المَقولة تَعكِسُ واقعَ حالٍ ضِمن العالم الذي كان يَقبَع تَحت إفرازات الحَرب الباردة بَين المُعسكرين (الغربي والشرقي أو الإشتراكي والرأسمالي) إن صَحت التسميَتيّن؟.قد يرى كُلَ مُتابع أن نهاية عقد الثمانينيات وبداية عقد التسعينيات تَغيُراتٌ كبيرة حَصَلَت في موازين إستراتيجيات العالم بعد إستنباط القطب الرأسمالي لِتقنيات (حَرب النُجوم) التي جَعلت لهُ اليَد العُليا، وأَخمَدت الحَرب الباردة، وهكذا ظَهرت أفكار العَولمة ومَعها مبدأ " دَعهُ يَعمل دَعهُ يَمُر" الذي أطلقهُ الفَرَنسيون قبل أكثر مِن ثلاثة قُرون!، لكن الواقع بَعد عَقد التسعينيات يُبين أن هناك إيقاع حَياتي له صِفاتهُ وأدواته، فَهُناك تَطور كَبير وهائل في العلوم والتكنولوجيا وخاصة في مَجالات الإتصالات وتَقنيات البَرمجة التي أتاحت إمكانيات هائلة لِقنوات الإعلام و(السوشيَل ميديا) لـتكون فاعلة بِشكل هائل ضِمنَ المُجتمعات عموماً وهذا ما حَدَ من الحالة الموصوفة أعلاه وربما يكون القديم تَمَ دَفنهُ، والجديد ليس بِفكر بَل حالة نهوظ وهاهو يَنشط بكل الإمكانيات ويَخلق عالماً جديداً لهُ سمات تَتميز بِطغيان الذكاء الصناعي وخطوط الإنتاج التي تَتحكم بها بَرامج وأذرع العَمَل السريعة والدقيقة في أغلب مَحاور الصناعة والزراعة، وهنا يُمكن القول أن المَقولة ضمن العنوان، لم يَبقَ لها مَعنى ضِمن الحياة الجديدة في الدول التي لها مُستوى مَقبول من التَطور.إنَ ما يَعنينا هُنا ما هو الواقع في العراق ؟ فما هو القديم الذي يَحتَضِر وماهو الجَديد الذي صَعب الولادة؟ .الواقع يُبَين أن القديم الذي كانَ يَحْتَظِر في العقود الأخيرة للقرن المُنصَرِم، إن صَحَت الفِكرة والتَسمية، بدأ يَتَعافى في بعض زَوايا الحياة الجديدة في العراق! حيث أن نُظُمَ الأعراف العشائرية والشعائر الدينية الخاصة بِسلبياتها وإيجابياتها بَدأت تَظهر وبِشكلٍ قوي في عموم الصورة الحياتية في المُجتَمَع، ولها تأثير قوي مُباشر على تَفاصيل الحياة اليومية، كما أن تأمين الخدمات الصحية والتعليمية وتأمين الطاقة التي تُعتبر اليوم مِن سمات القديم ضمن واقع العراق بَدَأت تَضعف كثيراً، أما الجديد بِرَغم التطور الهائل الذي تَشهَدهُ عموم التقنيات الحديثة، إلا أنه لا يَتَلَقى التَبني المَطلوب من قِبَل المُجتَمَع ، سوى بَعض القشور مثل الألعاب الإلكترونية والركيك من (السوشيَل ميديا)!وذلك لضعف المُستوى العلمي وقِلة الوعي بين شريحة واسعة من المُجتَمَع. وهنا نَجد أن هناك فجوة كبيرة ضمن إمكانيات تفاعل المُجتمع مع ما هو مَطلوب منه ضمن الحياة الحديثة، وهذا واقع غير إعتيادي يَجعَلنا نُراوح ولا نَتَقَدم !. مَثلاً آلية الدفع الإلكتروني ضِمن الحَياة اليومية في العراق لم تَنتَشر بالشكل المطلوب ، تَرويج المُعاملات الرسمية التجارية والشخصية إلكترونياً، تَجري بِصعوبة رغم ما تقوم به الحكومة بِفَرضها رسمياً في أغلب مُفردات المُعاملات مِثل التَسجيل والبيع والشِراء إستِصدار الوثائق الرسمية، فالكثير مِن شرائح المُجتَمَع غير مُأَهلة لتلبية مُتَطَلَبات الحياة التي تُعتَبرحديثة ضمن المُجتَمَع العراقي، حيث أن هذه المُفردات مُطَبَقة في الكثير من دول العالم مُنذُ عقود.هنا بات على الحكومة أن تَخلق مؤسسات تُعنى بِنشر الوعي والتعليم اللازم لتأمين الإمكانيات اللازمة للمجتمع كي يَسير ضمن الجَديد من الحياة التي سَبقنا الغَيْر عِدة عقود فيها.كما مِنَ المُهم أن تُشَرَع قوانين صارمة ضِد ضِعافَ النفوس الذين يُحاولون السَطو الإلكتروني على المال العام والخاص، لزيادة ثقة المُجتَمَع بهذه الآليات الحديثة كي نَحث الخُطى نَحو جَديدنا لتأمين حَياة أفضَل لِأجيالنا. |
المشـاهدات 71 تاريخ الإضافـة 05/05/2025 رقم المحتوى 62534 |