الثلاثاء 2025/5/6 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 18.95 مئويـة
نيوز بار
في الهواء الطلق (يهوذا) بين العرب والمسلمين (2 ـ 4)
في الهواء الطلق (يهوذا) بين العرب والمسلمين (2 ـ 4)
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي عزيز السيد جاسم
النـص :

 

 

وعندما اختفى الفيلسوف الايطالي برونو في بيت صديقه الفينيسي بناء على دعوة منه وحماية له من ملاحقة محاكم التفتيش, سلمه الصديق الى المحاكم فكان نصيبه القتل حرقا بتهمة الهرطقة! وعند الاعدام حرقا كان "فوشنيجو" الصديق يرفع اليه الصليب, فأدار الفيلسوف وجهه عنه! وما من مسافة تبعد خيانة ولي النعمة عن خيانة الصداقة , ولا عن الخيانة الزوجية.

فذوو النفوس الصغيرة, التافهة, المريضة, صغارا كانوا او كبارا, يخونون الصديق وولي النعمة والجار, لانهم لا يعرفون معنى للضمير, وهم يولعون بالدسائس والاكاذيب والوشايات والنفاق والتدليس والغدر.

وهم يجدون في كرامة ذوي الضمائر والخلق المتين, وانفتهم من الرد على المكائد والخيانات بالاساليب ذاتها, تشجيعا لهم في تسطير قصص الخيانة, حتى اذا ما جاءتهم الضربة انكفأوا متخاذلين, جبناء, يقبلون الاحذية. وعلى تنوع وتعدد وتعاظم الخيانات, ليس هناك اخطر من الخيانة القومية والوطنية).

كتبت هذه المقالة في مرحلة الحرب العراقية ـ الايرانية حاملة رسائل واضحة على مختلف المستويات السلطوية والمواقف الشخصية حيث يرى انه كان للامة العربية قديما وحاضرا خونة من اسوأ سلالات الخيانة, وقفوا الى جانب الاعداء القدامى والجدد, منهم العملاء والجواسيس والمندسون والطابور الخامس, والادلاء والمزيفون والمرجفون ومثبطو العزائم ومروجو الاكاذيب, والذين يحاربون العروبة باسم الاسلام, ويناكدون الاسلام باسم العروبة.ويتجرأون على العروبة والاسلام باسم التأورب والتأدلج الغربي والذين اذا ما مرت الاوطان بالمحن الدامية ابتهجوا مغبطين.

ويلاحظ الباحث والمتفحص لنصوص السيد جاسم ان ثنائية العروبة ـ الاسلام مقترنة بالوحدة العربية الاسلامية مع رفض لجميع محاولات الفصل والتفريق ومحاولات خلق فجوة بين الاثنين حيث يقول ان الامة العربية العريقة دفعت- عبر تاريخها- ضريبة كبرى بل عدة ضرائب الى الاعداء الحاقدين والطامعين, الذين اثار الكراهية في نفوسهم ما احتواه تاريخ العرب من حضارة, علم وفكر وفلسفة, وبخاصة عندما اصبحت الحضارة العربية - الاسلامية قلب الحضارة البشرية ورمزها المتقدم, ويستشهد بما ذكرته الدكتورة (سيجريد هونكة) في كتاب شمس الله على الغرب: "ان العرب ظلوا ثمانية قرون طوال, يشجعون على العالم علماً وفناً وادباً وحضارة, كما اخذوا بيد اوربا واخرجوها من الظلمات الى النور, ونشروا لواء المدنية, انى ذهبوا في اقاصي البلاد ودانيها سواء في اسيا او افريقيا او اوربا. ثم تنكر اوربا على العرب الاعتراف بهذا الفضل."

و "ان اوربا تدين للعرب وللحضارة العربية, وان الذي في عنق اوربا وسائر القارات الاخرى للعرب كبير جدا, وكان يجب على اوربا ان تعترف بهذا الصنيع منذ زمن بعيد, ولكن التعصب الديني واختلاف العقائد اعمى عيوننا وترك عليها غشاوة, حتى اننا نقرأ ثمانية وتسعين كتاباً من مائة فلا نجد فيها اشارة لفضل العرب وما اسدوه الينا من علم ومعرفة, اللهم الا هذه الاشارة العابرة الى ان دور العرب لا يتعدى دور ساعي البريد الذي نقل اليهم التراث اليوناني."

وتؤكد: "ان العرب اصحاب نهضة علمية لم تعرفها الانسانية من قبل وان هذه النهضة فاقت كثيرا ما تركه اليونان او الرومان."

وهذا الطرح المنصف لم يحظ بتسليط ضوء مثلما مثلما حظت الطروحات الغربية المشوهة للحقائق والتي تناقلها بعض العرب على انها مسلمات وحقائق! 

المشـاهدات 23   تاريخ الإضافـة 05/05/2025   رقم المحتوى 62579
أضف تقييـم