
![]() |
(هَوَس غيبلي العالمي) |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
أحمد العراقي
إن الأساليب البصرية للذكاء الاصطناعي تتنامى يوماً بعد آخر، ممهدةً الوسائل والطرق الأكثر اختصاراً في إنجاز العديد من المهام التكنولوجية والمطروحة على أرض الواقع، وفي ظل هذا الامتداد التكنولوجي،تقف البشرية أمام دوامة من القلق، لأن الحاجة الماسة للجهد البشري لم تعد كما كانت، فالرسم والتصميم والمنتجة وغيرها من الأعمال قد فُتحت لها نوافذ عديدة ومبسطة أكثر ابتعاداً عن الجهد البشري والسويعات والدقائق التي يستغرقها في الإنجاز لتلك الأعمال، ومن هنا تثار جملة من التساؤلات الكثيرة حول هذه الانتقالة الحاصلة في المواقع والواقع على وجه الخصوص، ففي الأسابيع الأخيرة الماضية اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي نمط فوتوغرافي (صوري) أسفر عن تحويل الصورة البشرية الملتقطة إلى صورة كارتونية مشابهة لها مأخوذ من فيلم كارتوني شهير من أفلام الإينيمي، منشأه في اليابان_طوكيو_كوغانه، والمؤسس الأبرز لهذا الأستوديو هو هاياو ميازاكي، مؤلف وفنان ومخرج سينمائي، حاصل على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة في الرابع والعشرين من مارس عام 2002، وقد كان لميازاكي تعقيباً على موجة الذكاء الاصطناعي بأنها تمثل إهانة للحياة، ولم تقف تلك الموجة التكنولوجية عند هذا الحد، بل أحدثاً تغييراً مرعباً لا يضاهى، فالعالم البشري قد انهال على برامج الدردشة لتحويل صوره إلى لوحات أشبه بالفيلم الكارتوني غيبلي؛ من أجل الاستمتاع بتلك الوسائل المختصرة، دون أن يعي خطورتها وما ستضفيه في المستقبل، و يُفترض أن تختزل الشركات العالمية المصنّعة لتلك البرامج والمسيّرة لتلك التطبيقات الخاصة بالدردشات والتواصل والأعمال التجارية وغيرها؛ كل هذه المجريات في خانة خاصة بعيداً عن المنجز البشري، لكي لا يتوقف الاحتياج إليه، ووضع إشارات واستدلالات على المحتوى الموضوع بالذكاء الاصطناعي، كرموز وأرقام ومسميات التوثيق على الأفلام والفيديوهات والهويات البصرية والعلامات التجارية، وبخلاف ذلك فإن تلك الوسائل ستحجّم عمل البشرية وقد تقضي عليه تماماً ولم يعد بالإمكان الاعتماد عليها إلى المدى البعيد، ولن تتسنى أي فرص لإيقاف هذا الموج الافتراضي الهائل، أو توظيفه بطرق لا تنافس النزعة البشرية وإبداعاتها. |
المشـاهدات 94 تاريخ الإضافـة 07/05/2025 رقم المحتوى 62613 |