الإثنين 2025/5/12 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم
بغداد 36.95 مئويـة
نيوز بار
صراعات وانتهاكات السجون العراقية : بؤر لأزمات مستمرة
صراعات وانتهاكات السجون العراقية : بؤر لأزمات مستمرة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب صباح تبينه
النـص :

 

 

 

تتحول السجون العراقية يوما بعد يوم إلى مساحات للعنف والانتهاكات حيث تتفاقم الصراعات بين النزلاء ، وتتكشف فصول مأساة إنسانية تفتقر إلى أبسط معايير حقوق الإنسان في ظل غياب الإصلاحات الجذرية وتراجع الرقابة الحكومية أصبحت هذه السجون مرتعا للفساد والتعذيب ، بينما تتصاعد التوترات بين السجناء خاصة بين نزلاء بغداد والنجف في مشهد يعكس أزمة أعمق في منظومة العدالة العراقية .

 

صراعات داخلية : سجناء بغداد والنجف نموذجا

 

تشهد السجون العراقية ولا سيما في بغداد والنجف نزاعات متكررة بين النزلاء تتحول أحيانا إلى مواجهات دامية حيث تعود جذور هذه الصراعات إلى عدة عوامل منها :اولا : الانقسامات الاجتماعية والطائفية : رغم مرور سنوات على التغيير السياسي في العراق لا تزال الانقسامات الطائفية والمناطقية تلعب دورا كبيرا في تأجيج الخلافات بين السجناء حيث تتحول الخلافات الفردية إلى صراعات جماعية .ثانيا : الاكتظاظ ونقص الخدمات : تعمل السجون العراقية بأكثر من ضعف طاقتها الاستيعابية مما يزيد من حدة التنافس على الموارد الشحيحة مثل الغذاء والرعاية الطبية ومساحات العيش الأساسية .ثالثا : سيطرة عصابات داخلية : تفرض بعض المجموعات نفوذها داخل السجون مستغلة ضعف الإشراف الأمني مما يؤدي إلى اشتباكات عنيفة بين العصابات المتنافسة .

 

انتهاكات ممنهجة : بين التعذيب والإهمال الطبي

 

لا تقتصر المعاناة داخل السجون العراقية على الصراعات بين النزلاء بل تتجاوزها إلى انتهاكات منهجية تكشفها بين الحين والآخر تسريبات مصورة وتقارير حقوقية ومن أبرز هذه الانتهاكات :

 

* التعذيب الجسدي والنفسي : تظهر لقطات مسربة عمليات ضرب مبرح واستخدام الصعق الكهربائي وإهانات لكرامة السجناء سواء من قبل القائمين على السجون أو من نزلاء آخرين

 

* ظروف احتجاز غير إنسانية : زنازين مكتظة، وتهوية سيئة وانتشار للأمراض بسبب الإهمال الصحي فضلا عن نقص حاد في الأدوية والرعاية الطبية.

 

* الفساد المالي : اتهامات متكررة بطلب رشاوى من عائلات السجناء مقابل تحسين ظروف احتجاز ذويهم أو نقلهم إلى زنازين أقل ازدحاما .

 

ردود الفعل : بين الوعود الحكومية وتجاهل المعاناة

 

فيما تواجه هذه الانتهاكات إدانات واسعة من منظمات حقوقية محلية ودولية تتراوح ردود الفعل الرسمية بين الوعود الفضفاضة والإنكار المطلق :

 

* الجهات الحكومية : تصدر بيانات رسمية تنفي فيها الانتهاكات المنهجية وتعد بإجراء تحقيقات "شاملة" لكنها نادرا ما تفضي إلى نتائج ملموسة .

 

* منظمات حقوق الإنسان : تطالب بزيارات مفاجئة للسجون وإشراف دولي على أوضاعها ومحاسبة المسؤولين عن التعذيب والإهمال .

 

* عائلات السجناء : يلجأ بعضها إلى الاحتجاج أمام السجون ، مطالبين بتحسين الظروف أو الإفراج عن ذويهم خاصة المحتجزين دون محاكمة .

 

في الختام ... أزمة إنسانية تحتاج إلى حلول عاجلة

 

السجون العراقية لم تعد مجرد أماكن لإعادة تأهيل المحكومين بل تحولت إلى فضاءات للعنف واليأس تعكس إخفاقات متراكمة في النظام القضائي والأمني .إن معالجة هذه الأزمة تتطلب إرادة سياسية حقيقية تبدأ بتقليل الاكتظاظ، ومحاسبة المتورطين في الانتهاكات وفرض رقابة مستقلة على السجون .السؤال الذي يبقى مطروحا : هل ستتحرك الحكومة العراقية لإنهاء هذه المعاناة أم ستستمر السجون سجناً ليس فقط للنزلاء، بل للعدالة والكرامة الإنسانية في العراق ؟

المشـاهدات 47   تاريخ الإضافـة 11/05/2025   رقم المحتوى 62788
أضف تقييـم