
![]() |
قضية للنقاش. القراءة الورقيّة إلى أين . |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
مصر ======
لابد لنا من الإعتراف وعدم دفن روؤسنا بالرمال وعدم مجابهة الحقيقة أن إنصرافنا عن القراءة الورقية أبعدنا تماما وبمسافات كبيرة عن التفكير الجاد والموضوعي وأوقف نمو العقل وقدرته على القراءة الجيدة لمجريات الأمور وأخذنا إلى طريق الانبهار بما نري ونشاهد دون عدم قدرة على قراءة ما بين السطور وما الهدف لما هو مطروح على الساحة وبالتالي كان علينا طرح هذا على بعض الكتاب والكاتبات محاولة جادة لبحث عن سبل لعودتنا إلى القراءة الورقية وبالتالي عودتنا إلى تنشيط عقولنا وقدرتها على التفكير ============.
في حقيقه الامر فان السؤال هو كيف نغرس في النفوس عاده القراءة؟ ثم ان الحديث يدور ليس فقط حول الكتب الورقيه بل وعن ذلك القسم الكبير من تلك الكتب التي انتقلت الى التدوين في الشبكه العنكبوتيه ومن أجل ان نغرس في الناس حب القراءه لابد لنا ان نتعامل مع هذه القضيه منذ الطفوله اي ان نبدا بالبيت، بوضع مكتبه صغيره في حجرة كل طفل وان نسبق ذلك بجذبه الى القراءه وتحبيبه فيها بقص الحكايات الخياليه على الطفل. ثانيا ان القراءه مرتبطه ارتباطا وثيقا بالحقيقه بمعنى انه اذا لم تكن الكتب تنقل الحقيقه الينا فانها لا تصبح جذابه، مما يقودنا الى قضيه اشاعه الديمقراطيه التي تسمح بالاعراب عن الحقيقه الاجتماعيه والسياسيه والفنيه. هذا لكي نعود بالقارئ الى الكتب لأنه اذا لم الحقيقة مباحه انعدمت جاذبيه القراءة بل وفائدتها ومعناها. أنها قضية تربوية وسياسية أيضا. د. أحمد الخميسي قاص وكاتب مصري تسألني عن حلم وردي بعيد المنال... ومع ذلك سأجيبك باختصار مفيد... هذه مسؤولية الدولة في المقام الأول حين تتلاحم بالمجتمع.. وذلك بإصلاح التعليم والإعلام.. والعناية الشاملة بإصلاح كل منابع الوعي. د. أحمد علي منصور شاعر وناقد مصري القراءة تربية اسرية ومدرسية وتنشئة اجتماعية ولها وظيفتان:هي في ظاهرها تسلية وفي باطنها ثقافة-والثقافة من ثقف العود اي صقله وهذبه.والقراءة في علاقة جدلية مع الكتابة ولكن الكتابة كتابات.كتابة مناصرة لنزعة الفن للفن ولا تدافع عن اي قضية وهي ملهاة اكثر منها ثقافة .الشيء-منطقيا ورياضيا-في ذاته ولذاته لا قيمة له. كتابة هادفة تؤمن ان الفن للمجتمع هو الاجدر.كتابة تدافع عن قضية ومنخرطة في التاريخ ولها بعد تعليمي وتعلمي قادرة على ترسيخ مبدأ الهوية والانتماء وارساء الغيرية اي التفكير في الذات في علاقتها بالاحر الذي يتقاسم معها المكان والزمان محليا وكونيا وفاء لمقولة عالم الاجتماع ابن خلدون الذي عرف الانسان بصفته مدني بالطبع.كتابة هادفة تستنهض الهمم وتدعو الى التفكير السليم والى امتلاك ادوات علمية بمقتضاها يركب ويفكك ويحلل ويفسر ويستنتج. كتابة تدافع عن قيم انسانية عليا وسامية باسلوب شائق وماتع واجراء سليم كذلك للغة بوسعها ان تنمي الشغف الضامن للاستمرارية وللسيرورة.لا شيء كما يقول الفيلسوف الالماني هيجل حدث في التاريخ بدون شغف.Rien ne s'est accompli,dans l'histoire,sans passion. "كيف نعيد القارىء الى محراب القراءة الورقية وكيف نجعل منها نشاطا بيولوجيا اساسيا من طقوسه الحياتية؟" سئل فيلسوف :"لم نشكو اليوم من قلة القراءة؟"فرد"من لم يمتلك القدرة على القراءة بالامس ليس باستطاعته امتلاكها اليوم وغدا..."! القارىء الذي جبل على القراءة منذ الطفولة والشباب لن يتخلى عنها مهما كانت الظروف ومن ادركته في خريف العمر او في شتائه فهي اضافة والاضافة لا تلغي ما سبق وقد يتخلى عنها لفاىدة طبيعة اخرى نشأ عليها وتصبح عندئذ حلقة من الحلقات التي يمكن تجاوزنا. من هجر القراءة لن يعود اليها ومن ترسخت في ذهنه وذاكرته وذائقته يبقى ملازما لها وملازمة له.في هذا السياق كتب الروائي الفرنسي جوستاف فلوبيرGustave Flaubert الذي هاس في القرن التاسع عشر ومؤلف روايته الشهيرة والعالمية:"Madame Bovary":"اقراوا لتعيشوا"lisez pour vivre.القراءة والحياة توامان لا ينفصلان لانها تعلم القارىء التجاوز،تجاوز فردانيته وانانيته ومعرفته الحسية المعطلة للتفكير وتدعوه الى الانفتاح عن الاخر وعن العالم ،عن ثقافات اخرى وعادات ونقاليد مغايرة وحضارات وطرق في التفكير متنوعة وانظمة حياة مختلفة لكنها جامعة للجنس البشريةحيثما كان.تعلم القراءة القارىء مبدا الاختلاف وحقه وتنسيب المعارف والعلم كما تمكنه ايضا من امتلاك رؤية للعالمUne vision du monde اي طريقة في النظر بمعنى التأمل والفهم والتأويل.يعرف الرواىي الفرنسي ميشال تورنييMichel Tournier الكتابة والقراءة انهما عمل ابداعي مشتركUne co-creation بين الاثنين وعلى هذا الاساس يصبح القارىء بدوره مبدعا لا مستهلكا سلبيا....! مصطفى ضية،شاعر وناقد وروائي تونسي،يدرس اللغة الفرنسية وادابها ويهتم كذلك بالفلسفة وبالدراسات اللسانية وعلوم التربية. ============ في عصرٍ تُهيمن عليه الشاشات الرقمية والإشعارات السريعة، أصبحت القراءة الورقية نشاطاً مهدداً بالانقراض، لا لأنها فقدت قيمتها، بل لأنها خسرت حصتها من الاهتمام في سباق الحياة المعاصرة. لكنَّ إعادة الاعتبار للكتاب الورقي ليست مستحيلة، بل تتطلب استراتيجيات ذكية تعيد ربط الإنسان بالورق والحرف، وتحوِّل القراءة إلى طقس يومي لا يقل أهمية عن وجبة الطعام أو ساعة الرياضة. فكيف يمكننا تحقيق ذلك؟ الإجابة تكمن في خلق منظومة ثقافية متكاملة تعيد للقراءة وهجها، وتجعل منها نشاطاً بيولوجياً ينتمي إلى روتين الإنسان اليومي. كإحياء النشاطات الثقافية القرائية، اي بناء مجتمعات قارئة، فالقراءة ليست فعلاً فردياً فحسب، بل يمكن أن تكون جسراً للتواصل بين الناس. لذلك، تُعدُّ النشاطات الثقافية الجماعية ركيزة أساسية لتعزيز عادة القراءة الورقية. يمكن تحقيق ذلك عبر تأسيس نوادٍ قرائية كتحويل المقاهي والمكتبات العامة إلى فضاءات مفتوحة للقُرّاء، حيث تُنظم جلسات أسبوعية لمناقشة كتب محددة، مع توفير نسخ ورقية مجانية أو مخفضة للجمهور. وإقامة وتنظيم المهرجانات الأدبية المتنقلة في الشوارع والساحات العامة، حيث تُعرض فيها الكتب بشكل جذاب، مع فقرات قراءة مسرحية أو موسيقية تجذب العابرين. إضافة إلى دعم الكتاب الشباب، فهم جسر الوصل بين الأجيال، وقدرتهم على طرح أفكار معاصرة تجذب قراءً قد يفتقدون الصلة بالكلاسيكيات. وذلك عبر تنظيم مسابقات أدبية بمكافآت رمزية، فليس المال وحده هو الحافز، بل الاعتراف. حيث يمكن للمكتبات أو الجامعات تنظيم مسابقات قصصية أو شعرية، مع طباعة الأعمال الفائزة في كتيبات تُوزع مجاناً، وتخصيص مساحات في الإذاعات المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي لعرض أعمال الشباب، مثل قراءة فصول من رواياتهم أو مقابلات معهم حول تجربتهم الإبداعية. والدفع لافتتاح ورشات العمل الإبداعية، والتدريب على مهارات فن القراءة السريعة، فعندما يتحول القارئ إلى كاتب، يصبح ارتباطه بالكتاب الورقي أعمق، لأنه يدرك جهد الكلمة المطبوعة. هنا تأتي أهمية ورشات تعليم الكتابة للطلاب في المدارس والجامعات بالتعاون مع المؤسسات التعليمية، حيث يمكن تنظيم ورش لكتابة القصة القصيرة أو الشعر، يُشرف عليها كتاب محترفون، وتختتم كل ورشة بإصدار مجموعة أدبية للطلاب المشاركين. إن توظيف الكتابة كوسيلة للتعبير عن الذات في المراكز الثقافية أو مراكز الشباب، أمر مهم جداً، حيث يكتشف المشاركون أن الكتابة الورقية يمكن أن تكون ملاذاً نفسياً من ضغوط الحياة الرقمية. وأيضا تشجيع الكتابة على الورق بدلاً من الأجهزة الإلكترونية، عبر توفير دفاتر مخصصة وأقلام فاخرة، لجعل عملية التدوين تجربة حسية ممتعة و إقامة أمسيات أدبية فلا شيء يعيد الروح للقراءة مثل سماع الكلمات تُلقى بصوتٍ حي، وسط جمهورٍ يتنفس الإثارة. لذا، يجب تحويل الأمسيات الأدبية إلى حدث ثقافي جاذب. وهكذا تتحول القراءة إلى طقس يومي، ونشاطاً بيولوجياً، وجزءاً من الروتين اليومي، مثل شرب القهوة. وتشجيع الأسر على تخصيص 30 دقيقة مساءً للقراءة الورقية الجماعية، بعيداً عن الأجهزة. أن إعادة إحياء القراءة الورقية ليست معركة ضد التكنولوجيا، بل هي إعادة تعريف للتوازن بين السرعة والتأمل، بين اللمسة الباردة للشاشة والدفء الحميم للورق. النجاح في هذه المهمة يتطلب تعاوناً بين الأفراد والمؤسسات وحكومات تدعم المشاريع الثقافية. س: كيف نعيد القارئ إلى محراب القراءة الورقية، وكيف نجعل منها نشاطا بيولوجيا أساسيا من طقوسه الحياتية؟ ج: هذا سؤال صعب. فخو لا يدور حول كسب الناس إلى صف القراءة، وانما تفترض وجود القاريء، لكن كيف نجره إلى القراءة الورقية. وأعتقد إنه سؤال مهم في ظل هيمنة وسائل الاتصال الجماهيري على عقل القارئ، والأسباب واضحة أولا إن المادة المنشورة في وسائل التواصل هي مجانية وتصل إلى القار ولا يذهب إليها إلا نادرا، وأيضا، هي حتى وإن كانت تستخدم الكلمة لكنها تأتي كصورة وأحيانا مصحوبة بالموسيقى والمؤثرات البصرية، وثالثا تقدم بشكل مشوق، وبالجهة المقابلة، الكتاب او النص الورقي، على القارئ أن يبتاعه، ويذهب إليه، في ظل غلاء أسعار الكتب، ناهيك عن ضعف الترويج، وقبل كل شيء نوعي ما يقدمه دور النشر من كتب التي لا تثير. وأيضا بطء وصول الكتاب، فنحن نجد أنفسنا أمام مشهد مخيف من الجهل والعتمة والانحطاط. على الرغم من معارض الكتب السنوية التي تقام شهريا في بلد عربي ما على مدار السنة. د. بُرهان شاوي كاتب روائي وأكاديمي عراقي |
المشـاهدات 217 تاريخ الإضافـة 17/05/2025 رقم المحتوى 62991 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |