الأربعاء 2025/7/9 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 36.95 مئويـة
نيوز بار
آفة الفقر والمجاعة عوامل وأهداف
آفة الفقر والمجاعة عوامل وأهداف
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. رجاء موليو
النـص :

 

تعد ظاهرة الفقر والمجاعة من النتائج المباشرة للتفاوت الكبير بين مختلف شرائح المجتمع، والتي تتفاقم مع تفشي الأزمات الداخلية، داخل هذه البلدان وهذه الظاهرة التي تفتك بالفرد والجماعة لها نتائج جد وخيمة على المؤسسات التي تقوم عليها الدول سواء التي تتعلق بقطاع التعليم أو الصحة أو الاقتصاد والسياسية، وبالتالي تفشي ظواهر اجتماعية مسرطنة ومدمرة لهذا الكيان الذي هو المحرك الأساسي للتقدم والازدهار. هذا ما سنتطرق إليه بالدرس والتحليل في هذا الموضوع؟تشكل ظاهرة الفقر والمجاعة آفة اجتماعية جد خطيرة تفتك بمختلف الشرائح الاجتماعية؛ اقتصادياً وصحياً واجتماعياً ونفسياً وسياسياً وثقافياً. فالفوارق الطبقية ماهي إلا سلوك سلبي خططت له اللوبيات التي هدفها إضعاف بلدان على حساب أخرى. لأجل السطو على خيرات هذه البلدان المستعمرة.فالهدف الأول من سياسة التجويع فرض التبعية المطلقة لتلك الدول الاستعمارية التي تستعبد هذه الفئات الهشة.وإن الحروب التي مرت على البشرية سابقاً وحتى الفترة الراهنة، ماهي إلا وسيلة لإعادة هيكلة هذه البلدان ورسم خريطة جديدة تخدم الدول القوية؛ لأن الحرب من بين أهدافها إعادة تشكيل وترتيب صدارة الدول، وتقوية منتوجاتها الداخلية، وترويج السلع والأسلحة...ونجد أن الدول العربية والافريقية بالدرجة الأولى هي الوجهة والقبلة التي تضع عليها الدول الخارجية سيطرتها الكاملة وحكمها فتضعفها وتجعلها رهينة الفتن الداخلية؛ مما ينتج هوة كبيرة بين هذه الفئات المجتمعية، فتتعرض الطبقات للفقر والهوان وبالتالي الإصابة بالأمراض الفتاكة الخطيرة والمعدية...والتي تضعف الفرد والمجتمع وبالتالي ضعف قدرة المجتمع على العمل والسير قدماً نحو التقدم. لأنه إن صلح الفرد فسيكون الشعلة التي تسير بالمجتمع نحو التجاوز وتخطي الأزمات.وكذا تسخير الثروات الطبيعية الصالحة لفائدة تطوير المجتمع اقتصادياً. لكن إن كثرة مشاكله فستكون النتيجة سلبية لا محالة.وكما سبق ورأينا في الحربين العالميتين الأولى والثانية فقد نتج عنها نزيف حاد ومميت للبلدان التي تعرضت لسطو المستعمر وسيطرته من قبل الدول المستعمرة.فقد نتج عنها تفشي الأمراض الفتاكة بدون توفير أدوية مضادة للحد من تفشيها الكبير، ورغم أن الدول أنشأت منظمات تدافع عن الإنسان وحقوقه (جمعيات حقوق الإنسان) (وجمعيات اليونسكو المدافعة عن الأمن والسلام ورفع مستوى التعاون بين الدول في مجال التربية والعلوم والثقافة).فهدفها الأساسي توفير جميع الظروف المناسبة من الأكل والشرب والتطبيب والتعليم ومحاربة الهشاشة. إلا أن التطبيق على أرض الواقع يبقى نسياً ولا يفي بالغرض المسطر له.فالشعوب في حاجة إلى التوعية بحقوقهم وواجباتهم ما يخلق نوعاً من التوازن.ومما يجب التأكيد عليه أن الفقر والمجاعة تستهدف بالدرجة الأولى الأطفال وهم اللبنة الأولى لبناء المجتمع، فهم الجيل المستعان به لبناء المجتمع، وعليه أن يحمل المشعل لتقدم المجتمعات فكيف سيكون إن هزل وضعف.كذلك يعمل الفقر على تدهور قطاع التعليم الذي هو الركيزة التي تقوم عليه جل الحضارات، فتفشي الجهل يؤدي إلى العنف وانتشار الجريمة بسبب الإدمان والتعاطي للمهلوسات بجميع أنواعها، المسممة للعقل والسلامة الفكرية والعقلية...وكل هذه الأمور تعرض الصحة للخطر سواء تعلق الأمر بالصحة البدنية أو النفسية، لأن سلامة البلدان في سلامة أفرادها وبالخصوص الطبقة الفتية الشابة المنتجة.ومن بين أبز الحلول التي المقترحة للحد من ظاهرة المجاعة داخل المجتمعات والبلدان المتضررة نجد:-حماية الفئات الشابة الفتية عن طريق خلق فرص عمل تحفظ لهم كرامتهم وتسد احتياجاتهم.-تشجيع الاستثمارات الداخلية، وتكوين اليد العاملة مع الاستفادة من الثروات الطبيعية.-خلق مشاريع ذاتية تؤهل الفرد على الصناعة والإنتاج والابتكار.-إلزامية تعميم التعليم على جميع الفئات العمرية، بدءاً من الأطفال ومحاربة الهدر المدرسي.-القضاء على تعاطي وترويج المخدرات بجميع أصنافها، ووضع قوانين الردع لكل من يروج لها أو يتاجر فيها.-محاربة هجرة الأدمغة واستثمارها في تزويد الجامعات العلمية بالخبرات والتجارب والابتكارات المتنوعة.-كبح الفتن الداخلية والمظاهرات التي من شأنها اشعال الفوضى وزعزعة استقرار الدول.-تشجيع قطاع الزراعة والفلاحة ووضع اعتمادات مالية ضخمة من أجل الرفع من الإنتاج والتشجيع على التصدير لباقي الدول المجاورة.-القضاء على الفوارق والهوة بين مختلف الفئات داخل المجتمع الواحد، والعمل على خلق التوازن بينهما لا فرق مدقع ولا ثراء الفاحش.ومن بين أهن التوصيات التي يجب الأخذ بها والعمل عليها:-تأكيد العمل على القضاء التام للاستغلال الذي تخطط له الدول المستعمرة.-تثقيف جميع الفئات المجتمعية لأن الجهل فيروس قاتل ومدمر يؤدي إلى خنوع المجتمعات الضعيفة، واعتمادها على الدول القوية.-التشجيع على تقوية نفوذ الدولة والعمل على نشر الأمن والأمان والسلم في جميع ربوع الدولة.اعتبار الفقر والمجاعة عدواً يجب القضاء عليه بالقضاء على الفوارق الطبقية والاستغلال السلبي.وهكذا فإن الحلول يجب أن تكون من داخل المجتمع، لأنه الوحيد القادر على رصد نقاط الضعف فيقويها ويستثمر نقاط القوة للعمل على ازدهارها وتقدمها ونجاحها ورقيها وتطورها على جميع الأصعدة..

المشـاهدات 197   تاريخ الإضافـة 18/05/2025   رقم المحتوى 63034
أضف تقييـم