الأربعاء 2025/6/4 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 35.95 مئويـة
نيوز بار
في النسخة الإيرانية تعزف أغاني روك لفرقة ((ميوز)) البريطانية وأخرى من موسيقى الميتال لفرقة ((رامشتاين)) الألمانية مخرجة إيرانية تقدم مسرحية ((الملك لير)) بلمسة روك عصرية
في النسخة الإيرانية تعزف أغاني روك لفرقة ((ميوز)) البريطانية وأخرى من موسيقى الميتال لفرقة ((رامشتاين)) الألمانية مخرجة إيرانية تقدم مسرحية ((الملك لير)) بلمسة روك عصرية
مسرح
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

 

 

طهران - "الملك لير" تعتبر أحد أعظم أعمال ويليام شكسبير وأكثرها تأثيرًا في المسرح العالمي، حيث قدمت على العديد من المسارح وبلغات ولهجات متنوعة، وحاول العشرات من المخرجين المسرحيين الاشتغال عليها كل وفق أسلوبه الخاص، ومن هؤلاء المخرجة المسرحية الإيرانية إليكا عبدالرزاقي.تضخ المخرجة روحا جديدة في مسرحية “الملك لير”، وهو عمل كلاسيكي لشكسبير يُعرض في طهران باللغة الفارسية، مع إعادة تقديمه في قالب زاخر بموسيقى الروك وإضاءة مبهرة لجذب جمهور الشباب إلى المسرح.في إيران يبذل الفنانون والكتّاب وصانعو الأفلام والموسيقيون وكتّاب المسرح جهودا مضنية لتجنب الرقابة على أي محتوى تعتبره السلطات غير لائق.ورغم التوترات مع الدول الغربية، تُعرض أعمال أجنبية كثيرة في إيران، بعضها من المملكة المتحدة، من بينها مسرحية “الملك لير” التي كتبها شكسبير بين عامي 1605 و1606، والتي تتناول موضوعات مثل السلطة والجنون، والوفاء والخيانة، والعدالة والعائلة.ووضعت إليكا عبدالرزاقي نفسها أمام تحدّ لتحديث “الملك لير” على خشبة المسرح وتطعيمها بأجواء “الروك” و”الحداثة”، مع الحفاظ على “الحوارات القديمة” لعمل وليام شكسبير الأصلي المنشور في القرن السابع عشر.وقالت الفنانة البالغة من العمر 45 عاما، وهي ممثلة معروفة في بلدها، “لو كنتُ قد قدمتُ النسخة الأصلية، لكانت ثقيلة جدا على الجمهور الإيراني ولشعر بالملل.”ولإضفاء إيقاع أسرع على المسرحية وحكايتها، في النسخة الإيرانية، تعزف فرقة موسيقية أغاني روك لفرقة “ميوز” البريطانية وأخرى من موسيقى الميتال لفرقة “رامشتاين” الألمانية.وأضفت الأزياء زاهية الألوان وتأثيرات الإضاءة الشبيهة بمؤثرات النوادي الليلية جوا احتفاليا على المسرحية، على الرغم من طابعها القاتم.وتروي المسرحية قصة الخيانات المتتالية لأفراد من عائلة واحدة مدفوعين بالرغبة في السلطة والاستيلاء على العرش.وبعد أن ضعف الملك لير وتقدم به العمر، قرر تقسيم مملكته بين بناته الثلاث، تبعا لمن تكيل له المديح العلني أكثر. ترفض كورديليا، ابنته الصغرى، خوض هذه التجربة، ما يثير غضب الملك المغرور الذي يُخدع بكلمات الإطراء من ابنتيه جونريلا وريغان، بينما يطرد ابنته الصغرى لرفضها التملق رغم حبها الصادق له. وبمجرد أن تتسلم الابنتان السلطة، تتخليان عنه ويُترك وحيدًا، فيفقد عقله تدريجيًا.وفي حبكة موازية يخون إدموند، الابن غير الشرعي للنبيل غلوسيستر، والده وأخاه إدغار، ما يعكس خيانة البنات لأبيهن. وتنتهي المسرحية بمأساة كبرى، حيث يموت معظم الشخصيات الرئيسية، بمن فيها لير وكوردليا.وتشرح عبدالرزاقي، وهي من النساء القليلات اللواتي حققن نقلة نوعية في الإخراج المسرحي الإيراني، “حوّلتُ أجزاء كثيرة من المسرحية الزاخرة بالكلمات إلى حركات وصور وموسيقى ورقص. كما أن أزياء الممثلين المزخرفة ببذخ بألوان الأحمر والأخضر والأصفر الزاهية، مستوحاة من الأزياء التقليدية في ذلك الوقت. أما الأغاني فيؤديها بكلمات فارسية الممثل والمغني الإيراني رضا يزداني، أحد رواد موسيقى الروك في إيران.”ويقول أمين، أحد الحضور، “لم نكن نتوقع أن نتحمل عرضا لمدة ساعتين.” ويضيف المهندس البالغ من العمر 32 عاما، إثر حضوره العرض برفقة زوجته إلهام، “لكن ذلك كان رائعا حقا، بدءا من أداء الممثلين وصولا إلى الموسيقى والديكور.”وقد بدأت الفرقة التي تضم حوالي مئة عضو، من بينهم عشرات الممثلين بقيادة إليكا عبدالرزاقي، التحضيرات لهذا العمل المسرحي منذ أشهر.وتؤكد الفنانة التي شاركت في مسرحيات للألماني بيرتولت بريشت والسويسري فريدريش دورنمات والفرنسية ياسمينة رضا، أن الحكومة “لا تفرض أي قيد” على عرض المسرحيات الأجنبية. وتشير المخرجة الإيرانية إلى أن “المسرح ظاهرة غربية في جوهره، ولا يزال فنا ناشئا في إيران.”ويعتبر الممثل الرئيسي في المسرحية أحمد ساعتشيان، الذي يتمتع بخبرة عقدين في العمل المسرحي، أن شخصية الملك لير تشكّل “أعظم دور” في حياته. ويقول بحماس “أداء إحدى أهم الشخصيات في تاريخ الأدب فرصة نادرة لأي ممثل.”ويضيف ساعتشيان، بشعره الكثيف ولحيته البيضاء، أن مسرحيات مثل “الملك لير” لها “طابع عالمي وتخاطب الناس في مختلف أنحاء العالم، ولهذا السبب يبقى شكسبير خالدا.”وفي السنوات الأخيرة عُرضت مسرحيات عدة للمؤلف البريطاني الشهير في إيران. وتركز مسرحية شكسبير على الصراعات السياسية والتنازع على السلطة والمؤامرات في البلاط الملكي. وفي نهايتها يستعيد الملك، المحطم بخيانة بناته، وعيه قبل أن يموت.ويقول ساعتشيان “إن الدول التي مرت بتجارب سياسية مماثلة، مثل إيران أو دول أوروبا الشرقية، لديها صلة خاصة بأعمال شكسبير.”وفي أحد المشاهد يطلب الملك لير من أصحاب السلطة أن يشعروا بمعاناة الفقراء من أجل بناء عالم أكثر عدلا. ويؤكد الممثل “أنها رسالة يتردد صداها في كل مكان.”

المشـاهدات 84   تاريخ الإضافـة 03/06/2025   رقم المحتوى 63628
أضف تقييـم