الأربعاء 2025/6/4 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 34.95 مئويـة
نيوز بار
أحداث المسرحية تدور في سفينة تائهة وسط بحر هائج بعد وفاة قائدها، مما حولها إلى ساحة صراع محتدم الربان.. تواصل عروض مهرجان الدوحة المسرحي مراهنة على قوة الأداء
أحداث المسرحية تدور في سفينة تائهة وسط بحر هائج بعد وفاة قائدها، مما حولها إلى ساحة صراع محتدم الربان.. تواصل عروض مهرجان الدوحة المسرحي مراهنة على قوة الأداء
مسرح
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

 

 

الدوحة - وسط إقبال جماهيري كبير، عرضت مساء الاثنين مسرحية "الربان" على مسرح يوفينيو، وذلك ضمن مهرجان الدوحة المسرحي في دورته السابعة والثلاثين، الذي تنظمه وزارة الثقافة القطرية ممثلة في مركز شؤون المسرح، بالتعاون مع مركز قطر للفعاليات، خلال الفترة من الحادي والعشرين وحتى الحادي والثلاثين من مايو الجاري.والمسرحية من تأليف الدكتور خالد الجابر، وإخراج علي ميرزا محمود، وبطولة علي ميرزا، أحمد الخياط، رؤى القلعي، وعبدالواحد محمد، ديكور منى العنبري، وسينوغرافيا حافظ خليفة. وقد تم تنفيذ الموسيقى والمؤثرات الصوتية في أستوديو إذاعة كتارا.تدور أحداث المسرحية في سفينة تائهة وسط بحر هائج بعد وفاة قائدها، مما حولها إلى ساحة صراع محتدم على القيادة لتنفجر الأزمة من الداخل، حيث تبدأ الانقسامات، ويتحول القلق إلى صراع فكري محتدم بين الركاب حول من يملك الأحقية في القيادة، ومن يستطيع إنقاذ السفينة من المصير الغامض الذي ينتظرها، فكل شخصية تمثل تيارا فكريا، ويدور بينهم جدل واسع يتجاوز حدود السفينة، لتغرق في النهاية السفينة محملة بالرمز، تجسيدا لانهيار المجتمعات حين تفقد بوصلتها، وحين يختفي العقل وتعلو أصوات الصراع.وتميز العمل بتوظيف متقن لمجموعة من العناصر البصرية التي عكست حالة التوتر والاضطراب التي عاشتها الشخصيات، وعززت الشعور العام بالتشتت والفوضى. أما الحوارات فكانت ساحة صراع مكشوفة بين الشخصيات؛ كل شخصية تخوض معركتها الخاصة، مدافعة عن موقعها ورؤيتها، وكاشفةً هشاشة مواقف الآخرين. تحول المسرح إلى تجربة وجودية يعيشها الجميع، بما في ذلك الجمهور.أعقبت العرض المسرحي ندوة تطبيقية، شارك فيها الأكاديمي والروائي الدكتور أحمد عبدالملك، والدكتور أيمن الشيوي، عميد المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة، الذي قال إن الأحداث المجردة والزمان والمكان غير المحددين يمنحان النص مساحة واسعة للإسقاطات، مؤكدا أن صوت المؤلف يعلو بشكل واضح في النص، حيث يهدف إلى طرح مقولات محددة ومباشرة، ما يجعل تقديم النص صعبا في عرض مسرحي، ويدفع المخرج أحيانا إلى المباشرة في تناوله، مؤكدا على احترامه لوجهة نظر المخرج وفريق العمل، ووجود عناصر قوية في العمل.وحلل الشيوي استخدام الدلالات اللونية في أزياء شخصيات المسرحية، لكنه انتقد التأثيرات البصرية معتبرا أنها فصلت الجمهور عن العرض بشكل كبير، كما تطرق إلى تقسيم مساحة اللعب على الخشبة موضحا أن المخرج لم يستغل كامل خشبة المسرح إلا في مشهدين فقط، مما أدى إلى تكثيف الأحداث في منتصف المسرح.من جانبه، بدأ الدكتور أحمد عبدالملك حديثه بالتأكيد على أهمية الإضاءة كعنصر أساسي ومكمل للعرض المسرحي، لينتقل للحديث عن نص العرض، معربا عن أمله في أن يكون هناك تنوع أكبر في الاستقطابات.وعلى الرغم من إشادته بالديكور والسينوغرافيا واستخدام الخلفية الفضية التي ساعدت المخرج في عمل إسقاط لشراع السفينة، إلا أنه انتقد “تدخل الإنسان الفيزيائي” في تحريك الأمواج يدويا، مقترحا استخدام آلة لتبدو الأمواج أكثر واقعية، مؤكدا إعجابه بأداء الممثلين وتشجيعهم كشباب، بينما لم يفته أن ينبّه إلى “خلل في الصوت” في عمق المسرح، متسائلا عن سبب وضع الميكروفونات على الأرض، وموضحا أن الصوت تحسن عندما تقدم الممثلون إلى الصف الأول.جدير بالذكر أن مهرجان الدوحة المسرحي يسعى إلى تفعيل الحركة المسرحية وتطويرها، من خلال تقديم عروض مسرحية مميزة تتعدد فيها الاتجاهات الفكرية والإخراجية والمعالجات الفنية، فضلا عن تنمية الوعي المسرحي لدى المسرحيين الشباب، ودعم وتشجيع التجارب المسرحية المحلية المتميزة.ووفق مدير مركز شؤون المسرح – الجهة المنظمة للمهرجان، عبدالرحيم الصديقي، فإن هذا الحدث في دورته السابع والثلاثين، لا يسعى إلى عرض المسرحيات فحسب، إذ قال “لا نقدم عروضا فقط، بل نقيم أيضا احتفالا بالحياة. بالأجيال التي مازالت تراهن على الخشبة، بالنصوص التي مازالت تقال بصوت لا يأتي من خلف الكاميرا.” وتابع “في مهرجان الدوحة المسرحي نحتفل بالخطأ كما نحتفل بالصواب، نصفق للارتجال ونمنح للممثل فرصة أن يكون إنسانا لا فلترا.”وتشهد الدورة الحالية من المهرجان استحداث أربع جوائز تشجيعية تُمنح لأول مرة، اثنتان منها لأفضل ممثل وممثلة واعدين تحت سن 30 عاما، وجائزة لأفضل إنتاج، إضافة إلى جائزة أفضل فنان عربي مشارك. فضلا عن مشاركة ثلاث فرق مسرحية وسبع شركات إنتاج، ستقدم للجمهور عشرة عروض مسرحية متنوعة.كما دشن ضمن فعاليات الحدث المسرحي كتابان لمركز شؤون المسرح حول السيرة الذاتية لرمزين من رموز الإبداع المسرحي هما: الناقد المسرحي الدكتور حسن رشيد، والفنان والمخرج فالح فايز لدورهما في تطوير الحركة المسرحية.وتتشكل لجنة تحكيم المهرجان في نسخته الحالية برئاسة الدكتورة هدى النعيمي وعضوية كل من المخرج سالم ماجد المرزوقي، والناقد الدكتور عبدالكريم جواد من سلطنة عمان، والدكتور موسى آرتي من الكويت، والمخرج عصام السيد من مصر.ويتنافس على جوائز المهرجان السابع والثلاثين عشرة عروض مسرحية.

 

المشـاهدات 96   تاريخ الإضافـة 03/06/2025   رقم المحتوى 63629
أضف تقييـم