نشأنا ونحن يافعين على إنشودة لبيك يا علم العروبة كلنا يحمي الحمى وكذلك أستمعنا الى فناني الوطن العربي وهم ينشدون أوبريت وطني حبيبي وطني الأكبر في العام ستة وخمسين وعشنا مرارة هزيمة الخامس من حزيران 1967 وبعدها غنت لنا أم كلثوم أصبح عندي الأن بندقية  وتهيم أرواحنا ونحن نستمع  الى فيروز وهي تشدو لزهرة المدائن القدس فيتعمق لدى أجيالنا  ذلك الاحساس المرهف بحب الأمة والتوق لنهضتها وتحرير الارض السليبة في فلسطين لكننا بقينا نركب ظل قادتنا نطوي المتيه ونسري حيثما ساروا كما قالها الشاعر مصطفى جمال الدين.

تطوع الكثير من الشباب في العمل الفدائي لكن هذا العمل كان مع الاسف منقسما الى ولاءات دول وأحزاب وكل يريد تنفيذ أجندته من خلال قضية فلسطين  حتى أصبحت القضية يتاجر بها الحكام العرب للبقاء أطول مدة ممكتة على كرسي الحكم  وجاءت حرب تشرين1973 وأستمعنا  الى إنشودة مرحبا يا معارك المصير من اذاعة بغداد والشاعر الشعبي يصدح بقصيدته (بالإذاعة إسمعنة طاري الموت مر بيكم وجينة ولا عتبنة ولا حجينة) لكننا أكتشفنا أنها كانت حرب تحريك لا حرب تحرير وأختزلت القضية كلها بفصائل فلسطينية متعددة الولاءات والاتجاهات وشاعرنا يقول (صهاينة كادوا الشعوب بسحرهم وفتح عصا موسى التي تلقف السحرا) لكننا أكتشفنا ايضا إن السحر ما زال باقيا ولا تأثير لما أطلق عليه عصا موسى  وأن القضية مباعة من دول وأحزاب وشخصيات عربية وما تبقى من فصائل مقاومة كانت تستجدي الدعم العربي حتى ولو بمخزن عتاد الكلاشنكوف وبالمختصر النظام الرسمي العربي هو من باع فلسطين وشعبها وتركهم عرضة للالة العسكرية الصهيونية المجرمة بل وتأمرالنظام الرسمي العربي مع الصهاينة على تدمير قدرات الامة العسكرية والاقتصادية والامثلة لازالت شاخصة  أمام أعيننا واليوم وفي هذه الحرب والتي توشك أن تكون حربا عالمية لا سامح الله نتيجة الهيمنة الامريكية الصهيونية فعلينا أن لا نضيع البوصلة ولا نجعل الطائفية هي التي تحركنا بل الانتماء للعروبة والاسلام والقيم الانسانية العليا لان هناك عدو غاصب محتل هو الكيان الصهيوني وإلا سنبقى نردد بيت نزار القباني رحمه الله

(أنا يا صديقة متعب بعروبتي          فهل العروبة لعنة وعذاب).؟؟؟