الثلاثاء 2025/7/1 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 38.95 مئويـة
نيوز بار
أحدِّقك فيك و أنثر الياسمين في الطرقات
أحدِّقك فيك و أنثر الياسمين في الطرقات
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

*د رسول عدنان

أتحدّثُ عنكِ، عن استهتار شعرك المتطاير في الريح، عن بُرقعكِ الجبان و هو يغرقُ بلجّتي، لكن قبل كلِّ شئ، انظري للبجعة كيف تُصفرُ؟ انظري هناك حيث الياسمين يراهن عليكِ، و انا اقف كما ترين أحملُ معولي و اترك الحقل ورائي تحرسه عيونك الخائنة، لم أر من أنوثتكِ غير انهياري، غير لسانكِ الذي أستبدل المتعةَ بالمتعةِ و الأنس بالجحود، غير الليالي التي نستلقي فيها على السطوح التي رسمتْها أحلامُنا،  حيثُ أقفُ أمامكِ كطائر الرُّخ، أُصفِرُ و تحملنُي جناحاي الى النار، أيّتها القبلاتُ، يا مداري الضيّق، لم تكوني غير زوبعةٍ قاتمة، غير بلاءٍ أمسكَ ياقتي، كيف أخلعُ قميصاً قدّ من دُبرٍ، و ما زلتُ أسمّي الأشياء بأسمائها و انثر في البحر بقايا أنوثتكِ، ليَ القوامةُ عليكِ في الأحلام فقط، لذا تركتُ الياسمين يتلبسني و خلعتُ بُرقعَكِ و رميتُه في الفضاء، مثل الياسمين و مثلي، يا حظّي العاثر بدرجات السلّم الذي يقودني لأزقة صدرك، حيث تكثر الكمثرى و حان حصادها، أيّتها الشئ الذي يتكسّر أمامي و أعيد صياغتَه ثم أتركه يتحدرج، كيف تُكثرين من شرابي و لم أتذوقكِ بعد؟ أيّتها الأنوثة القائمةُ بنفسها، أيّتها الأقراطُ التي تزيّن أذني، كيف أسمعُ منكِ و لم يزل صوتُك بعيداً، أنا طائر الرُّخ الذي يقفُ أمامك، يا باقة أزهار الوله، هل تعرفين شيئاً عنها؟ أنا لا أعرف أزهار الوله حتى رأيتكِ فحملتها اليكِ!! ثُّم ألقيتها من النافذة التي تُطِّل على أونوثتكِ!! أيّتها الحرجُ الذي يعترضُ الطريق!! يا شجرة التين التي أزرعها و أستحرمُ ثمرها، خُضتُ عُباب أمواجكِ بسفيتي الورقيّة التي تمزّقت قبل الوصول الى سواحلك النائية، فتركتُها محمّلة بفاكهتي المحرمة، تلك أنوتثُكِ التي أشتاقُ اليها و تبعدني بعصا زوارق غليظة، أمسكُ بأردانكِ التي خيطتْ من وجعي، حيثُ تقذفني الحسراتُ الى سواحل جحودكِ،  الى بُرقعكِ الذي يبتزّ رجولتي و يأنسُ بها، أذهبي الى الأنهار البعيدة و اتركي شيئا من توريتكِ، أستحمُّ به و أعلّقه على الزجاج المتساقط من إهابك، و انتِ تمرين بخاطري كقصّة الجدّات القديمة، هكذا أُصغي لبوحكِ الذي يستنفذُّ رجولتي و يعبثُ بها، تركتكِ تهزميني حين تدثّرتُ بأنوثتكِ و نسيت غطائي، و أنتصرتِ عليّ، لأنني خِطّتُ رايتي قفازاً لأصابعكِ المضرّجة بدمائي، و ها أنا أحفرُ قبري بأسناني التي كانت شفاهُك تستحمّ بها، و أنتِ تعصرين لوعتي و تنشريها في العراء، أرى شقائي في عيونكِ الماكرة و كلماتكِ التي لا تطاق، أراكِ تفترسين حيرتي و لا أملكُ سواها، شاهدي بُرقعك الجبانُ و ثوبُك الذي تظلل نخيلَه توريتي، كنتُ أصنعُ من قصائدي سفناً تُقِّلني اليكِ، و أرتقي حقولَ صدركِ و أقطف فاكهتها، ارى كبريائي يتدحرجُ في ممراتها الضيقة و قطوفها دانية، رأيتكِ في الفيافي  نسيماً بارداً يؤنس وحشتي، و يأخذُ بلحيتي، لم أبحثْ عنكِ بداخلي، و لم أهزّ شجرَ الوقتِ كي تتساقطي ساعاتٍ من ملل، بل أتكّأتُ عليكِ و نسيتِ إهابي بأزقّة شعرك و هو يضع لمساتهِ الأخيرة حين يطبقُ عليّ كجرحٍ قديم، دعيني أحدّق فيك كلّما أسقي نخيل ثوبك بقصائدي التي تستفزّ أنوثتَكِ و تعبثُ بها، فأنا لا أعيشُ الزمنَ بل أحملُه فوق كتفي و ألقيه بأحضانكِ، ثُمّ أحدِّقك فيك و أنثر الياسمين في الطرقات

المشـاهدات 120   تاريخ الإضافـة 21/06/2025   رقم المحتوى 64073
أضف تقييـم