
نافذة من المهجر واقعة الطف ...الدرس التاريخي الأعمق |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
يوم قال مشركو قريش للرسول الأعظم محمّد صلى الله عليه وسلّم عن طريق عمّه أبي طالب , سنمنحه ما يريد شرط أن يترك الدعوة الإسلامية , قال لعمّه أبي طالب قولاً قاطعاً لا رجعة فيه " يا عمَّاهُ، واللهِ لَو وَضعوا الشَّمسَ في يميني والقمرَ في شمالِي علَى أن أتركَ هذا الأمرَ ما تركتُه حتَّى يُظهرَه اللهُ أو أهلِكَ فيه " ... بعدها شنّوا عليه حملاتٍ حاولوا فيها اغتياله , وإحدى هذه المحاولات يوم نام أمير المؤمنين سيّد البلغاء علي بن أبي طالب عليه السلام مكانه , مضحّياً بنفسه من أجل خاتم النبيين ورسالته السماوية , هذه الرسالة التي حافظ على مسارها أهل بيت الرسول عليهم السلام , وقد دافعوا عن مضامينها ومساراتها ونبل أهدافها , لذلك حين انحرف مدّعو الإسلام عنها ليضللوا المؤمنين , لم يقف الإمام الحسين عليه السلام متفرّجاً أو محايداً أو خائفاً من سلاح ونفوذ وجيوش , ولم يخضع لمغريات الدنيا التي قدموها له , مكرّساً إخلاص الرسول وأهل بيته للمثل والمبادئ العليا ,فجده رسول الله رفض كل مغريات قريش من أجل قيم الرسالة , وسبطه الحسين عليه السلام أصرّ على هذا الاختيار , وخرج بنفسه ومعه أهل بيته وأبنائه وأصحابه الغرّ الميامين , الذين طلّقوا الدنيا وما فيها من أجل نصرة الحق , حتى حدث ما حدث في يوم عاشوراء الحزين الخالد , فوقعت ملحمة الطفّ التي وصفت بأنها مواجهة انتصار الدم على السيف , وعلوّ صوت الحقّ بأبهى مواقف التضحية وصور البسالة والشجاعة ومواجهة الموت بإيمان مطلق جعل العالم كلّه مندهشاً لما حصل لجمع من المؤمنين مقابل حشود من المغرر بهم من الذين أرسلهم يزيد المعروف بخسّته وتهوره وفساده ونزقه وممارسته لكل الأفعال التي تغضب الله تبارك وتعالى , فقد أمر هذا الفاسق أتباعه وعلى رأسهم عبيد الله بن زياد، الذي كان واليًا على الكوفة في ذلك الوقت. وقد شارك في القتل العديد من الأشخاص، منهم شمر بن ذي الجوشن الذي قام بفصل رأس الحسين عن جسده، وسنان بن أنس النخعي، وعمر بن سعد بن أبي وقاص الذي كان قائد الجيش ... طلبوا من أبي عبد الله عليه السلام أن يبايع الفاسق يزيد بن معاوية , فرفض رفضاً قاطعاً وهو يقول " مثلي لا يبايع مثله " وتعني أن شخصًا مثل الحسين عليه السلام ، يتمتع بصفات النبوة والإيمان والتقوى، لا يمكن أن يبايع شخصًا مثل يزيد بن معاوية، الذي وصفه بأنه "فاسق، فاجر، شارب للخمر، قاتل للنفس المحرمة، ومعلن بالفسق والفجور... وقد أعلن الحسين عليه السلام على الملأ " إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب سلام الله عليهم ... على هذا الأساس من التقوى والانتماء يستذكر المؤمنون في كل بقاع العالم ذكرى عاشوراء بإحيائها بطقوس صارت علامات فارقة , دالة على الولاء المطلق , والعهد على السير بنهج الرسالة التي لن تنحرف عن مسارها طالما هناك قيم متوارثة من معاني الثورة الحسينية المباركة التي نتعلم منها في كل عام درساً جديداً يمنحنا الطمأنينة والثبات على منهج الحق , مؤمنين بأن " الحسين مصباح هدى و سفينة نجاة و إمام خير و يُمن و عز و فخر و بحر علم و ذخر" ... وإذ تحلّ علينا هذا العام ذكرى عاشوراء الحزينة , فإننا نستذكرها بالعِبرَة والعَبرة , فالحزن على استشهاد هذه الباقة الخيّرة من المؤمنين , مع استلهام الدروس العميقة من التضحية والشجاعة والإثرة والصبر والإيمان بأعلى درجاته ... السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.. |
المشـاهدات 125 تاريخ الإضافـة 05/07/2025 رقم المحتوى 64539 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |