
![]() |
فوق المعلق لمن تقرع الأجراس ؟ |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : لعلي مضطرا ً سأستعير عنوان رواية ارنست همنغواي "لمن تقرع الأجراس" عنواناً لمقالي بعد تشابكت الظروف التي تحيط ببلدي ، المعروف عن الرواية تدور حول الحرب الأهلية الإسبانية،وهي رواية إنسانية ملحمية حول الصراع بين رغبة التمسك في البقاء في الحياة ،و قسوة الحرب وخذلانها ، وتأثيرها على الأفراد، بالإضافة إلى الروابط الإنسانية التي تتشكل في خضم الصراع ، ففي الوقت الذي خرجنا فيه من الحرب التي اسقطت البلد في الفين وثلاثة وانتجت طبقة من الأوليغارشية (Oligarchy) المتمسكة بنظام حكم يمارس فيه السلطة عدد قليل من الأفراد، وعادة ما يكونون من طبقة أو مجموعة اجتماعية ذات نفوذ مالي أو سياسي. صاروا من الزعماء الهواة الذين جربوا كل شي في الناس و ادارة لدولة دون جدوى ، وتحاصصوا على المنافع العامة وهدر المال العام وتحولوا إلى اشبه ما يكونوا ( طبقة ) ينعتهم المجتمع كل يوم بأبذى الصفات والنعوت في وسائط ووسائل الإعلام المحلية والدولية ، جراء اليأس من التغير و انتشار الملايين من الشعب الفارين في العالم الذي يرى في الوطن منتهب وخذلان غير مسبوق ، ومحاولات تجميلية بمساحيق وطلاء رخيص لا يصمد في حرارة المدن العراقية الفاقدة للكهرباء والماء وباقي الخدمات ، التي لاتعد او تحصى ، مع اصرار غير مسبوق للزعامات الحالية التمسك بإبقاء الوجوه الحاكمة برضى الناس او عدم رضاهم اثناء التحضير لجولة جديدة من الانتخابات المقبلة والحتمية الحصول برغبة الإحلال لا التشريعات النافعة ، والصراع المجتمعي على أشدة ، وبقاء ذات الوجوه والأدوار واحتكار السلطة والمواقع رغما ً عن ارادة الشعب وضد خياراته، وهو عازف عن المشاركة فيها ، وتوقع مرجح بعدم التصويت بعد تسرب معلومات عن قيام الكثير من المرشحين بشراء أوراق الناخبين بطرق ملتوية ، وهذا ما يوكده الكثير من النواب والمسؤولين في الدولة عن بيع الأصوات ، وتراجع مخيف في مستوى الاداء الحكومي وتفشي الرشوة وانحدار التعليم الذي توج بنكسة حصول خمس جامعات الكارت الاحمر لتدني مستواها العلمي ، وخروجها عن السياقات الجامعية الصحيحة ، وهو امر مؤسف ومحبط ان تنال جامعات عريقة كجامعات بغداد والبصرة والموصل اضافة إلى بابل والكوفة ، وتخرج شهاداتها من الاعتراف الدولي ،وتراجع مستوياتها لاسباب معروفة بطول شرحها ،،والسؤال الملح ؛ إلا يعلق ذلك أجراس الإنذار لدى المسؤول العراقي اي كان بان ثمة خلل بتاكل الدولة وسياقاتها وينال من سمعتها ، يدعوا للمعالجة وعدم المكابرة والتسويغات والتسويف لنتائج الحال الذي آلت اليه الامور في بلد كنا نرجوا ان يراجع اليات اشتغاله و تطوره وتحضره وعلاقته بالعالم والمتغيرات من حوله ، لأيظل اسيراً تابعاً لسواه ولديه كل ذلك التاريخ والخبرة التي يمتلكها خلال قرن من عمر الدولة !؟ لابد ان تقرع الأجراس لتأشير الخلل العام والتردي الذي له آباء سياسيين يحولون دون تقدم الدولة وتطورها ، وتخطيها للإخفاق السابق حتى لأيكون لاحق !؟ ولعليّ اهمس بقوة في اذهان الساسة الذين يحكمون الدولة بالدين ؛بقول الامام علي بن أبي طالب...عليه السلام ؛ " لا تكن ممن يقول في الدنيا بقول الزاهدين، ويعمل فيها عمل الراغبين، فإن أُعطي منها لم يشبع، وإن مُنع منها لم يقنع، يعجز عن شكر ما أوتي، ويبتغي الزيادة فيما بقي، وينهى الناس ولا ينتهي، ويأمر بما لا يأتي." أليست هذه هي الأجراس التي يجب ان ترن في بيوت السياسيين العراقيين ، الذين يغالون في الدين رياء وفي الدولة منفعة وفي السلطة طريق وفي المنافسة مع الاخر مغالاة !؟
|
المشـاهدات 146 تاريخ الإضافـة 09/07/2025 رقم المحتوى 64626 |