الثلاثاء 2025/7/15 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 37.05 مئويـة
نيوز بار
حوار خاص مع المدرب شاكر محمود: ذكريات مكسيكو لاتنسى وتاثرت بمهارة هادي احمد
حوار خاص مع المدرب شاكر محمود: ذكريات مكسيكو لاتنسى وتاثرت بمهارة هادي احمد
الملحق الرياضي
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

حاوره ـ نصير الزيدي

 

في هذا اللقاء، نستضيف النجم السابق للمنتخب الوطني العراقي والمدرب القدير شاكر محمود، الذي فتح لنا أبواب ذاكرته ليستعرض مسيرته الحافلة بين المستطيل الأخضر ومقاعد التدريب، ويتحدث عن أبرز المحطات التي مر بها، ورؤيته لمستقبل الكرة العراقية.

 

بدايةً، كيف كانت انطلاقتك مع كرة القدم؟ ومن كان له الفضل في اكتشاف موهبتك؟

 

بدايتي كانت كغيري من اللاعبين في مدينة الصدر، التي تُعد منجمًا للمواهب. صاحب الفضل الأول في انطلاقتي هو الكابتن عامر جميل، ثم عصام الشيخ، حيث أحرزنا أول دوري للشباب عام 1977 مع شباب الشرطة. بعدها تدربت على يد محمد الشيخلي في نادي الصناعة، ثم اليوغسلافي، ومررت بتجربة مهمة مع عمو بابا وأور جسام وأكرم سلمان. أما المدرب الذي طورني ومنحني الثقة بشكل لافت فكان البرازيلي إيدو، وكل هؤلاء أَدين لهم بما وصلت إليه.

 

ما الذي تتذكره من انتقالك إلى نادي الرشيد؟

 

انتقالي إلى نادي الرشيد كان في موسم 1983 بعد تألقي في كأس فلسطين للشباب في المغرب، والتي تُوجنا بها. جاءني طلب من رئيس النادي حينها للانضمام مع مجموعة من لاعبي المنتخب الوطني. لعبت مع الرشيد ثلاث مواسم وأحرزنا خلالها عدة بطولات.

 

هل شعرت بخصوصية اللعب في أندية جماهيرية مثل الشرطة والقوة الجوية؟

 

بكل تأكيد. طموح أي لاعب هو اللعب لأندية جماهيرية مثل الشرطة والقوة الجوية. شعرت أن المسؤولية أصبحت مضاعفة بسبب الضغط الجماهيري المستمر. هذا يتطلب الالتزام بالتدريب، والنظام في الأكل والنوم، لأنك مطالب أن تكون جاهزًا طوال الموسم.

 

من هو اللاعب الذي أثر في مستواك خلال البدايات؟

 

اللاعب الذي كان له تأثير كبير فيّ هو الأسطورة هادي أحمد، نجم خط الوسط، لأنه كان مدرسة خاصة في منطقته.

 

ما أبرز اللحظات التي عشتها مع المنتخب الوطني؟

 

أجمل اللحظات هي عندما نحقق بطولة بعد أخرى ونشعر بأننا أسعدنا الشعب العراقي. لكن تبقى التأهل إلى كأس العالم 1986 اللحظة الأهم، لأنها كانت ثمرة جهد طويل وتحملنا خلالها اللعب خارج العراق وبعيدًا عن جماهيرنا.

 

كيف كان شعورك عندما سجلت هدف التأهل أمام سوريا في تصفيات كأس العالم 1986؟

 

كان شعورًا لا يُوصف. أن تُسهم بهدف في حدث تاريخي مثل التأهل لكأس العالم هو أمر لا يُنسى ويجعل كل التضحية لها قيمة.

 

كيف تصف مشاركتك في كأس العالم بالمكسيك؟ وهل كنت تتمنى أن تُستخدم بشكل مختلف؟

 

كأس العالم في المكسيك كانت تجربة فريدة. أن ترى علم بلدك بين أعلام 24 دولة هو فخر لا يوصف. بعد مشاركتي في الشوط الثاني أمام المكسيك، نلت إشادة من المدربين العالميين بيونتك مدرب الدنمارك وسيزار مينوتي مدرب الأرجنتين، حيث قالوا: "أذهلنا اللاعب رقم 16"، وهذا وسام أعتز به. لكن يؤسفني أننا لم نستثمر هذا الحدث في بناء مستقبل كروي حقيقي.

 

ما أثر تلك التجربة في شخصيتك؟

 

ساهمت كثيرًا في نضجي وتحمل المسؤولية. بعد المكسيك، بدأت أطور نفسي أكثر. لكن للأسف، لم نخطط للمستقبل بعد 1986، ومن هنا بدأ الانهيار. من غياب الاهتمام بالبنى التحتية، وتهميش الفئات السنية، إلى دخول شخصيات طارئة على الوسط الرياضي، وهي أسباب ما زلنا نعاني منها حتى الآن.

 

ما الذي دفعك إلى دخول عالم التدريب بعد الاعتزال؟

 

كنت أعشق هذه المهنة حتى وأنا لاعب. شاركت في دورات تدريبية أثناء لعبي مع الشرطة. كنت دائمًا أراقب تدريبات المنتخبات الأوروبية، وكنت بمثابة القائد الثاني للفرق التي لعبت لها، بتوجيه من المدربين.

 

ما الفرق بين شاكر محمود اللاعب والمدرب؟

 

لا فرق من حيث الإخلاص وحب اللعبة. كلاعب، كنت أتمسك بالأخلاق واعتزلت دون أي بطاقة حمراء أو صفراء. لكن كمدرب، أصبحت أكثر صرامة في التعامل، لا مكان للعاطفة، هناك محاسبة لكل مقصر.

 

ما أبرز محطاتك التدريبية؟

 

دربت أندية عديدة أبرزها: الشرطة (2007)، الكهرباء (7 مواسم)، النفط، الجيش، السليمانية، السماوة، دهوك، بيرس، گاره، الرمادي. من أبرز إنجازاتي تحقيق المركز الرابع مع الكهرباء، ثم قيادته للعودة إلى الدوري الممتاز. عملت كذلك مع منتخب الناشئين، ومساعد مدرب للمنتخب الوطني عام 2018.

 

كيف تقيم تجربتك مع المنتخبات كمساعد مدرب؟

 

كانت تجربة ثرية جدًا بجانب زميلي باسم قاسم. العمل مع النجوم والمحترفين أعطاني خبرة إضافية، رغم الضغط الإعلامي والجماهيري الكبير.

 

كيف ترى مستوى الكرة العراقية اليوم مقارنة بجيلكم؟

 

الفرق كبير. في جيلنا، كان هناك انسجام واستقرار واستمرارية. اليوم، رغم تحسن البنى التحتية والدعم، ينقصنا الانسجام والتخطيط. اللاعبون الجيدون موجودون، لكن التغيير المستمر بالتشكيلة يُربك المنظومة، والاحتراف في العراق حاليًا مجرد ديكور بلا مضمون حقيقي.

 

ما رأيك بتجربة اللاعبين العراقيين المحترفين في الخارج؟

 

تجربة ناجحة، وأثرها واضح في المنتخب. اللاعبون اكتسبوا خبرة كبيرة، وقدموا إضافة قوية على مستوى الأندية والدوري.

 

من اللاعب الحالي الذي يذكّرك بأسلوبك؟

 

هناك لاعبون جيدون لديهم لمسة ممتعة، أبرزهم يوسف الأمين ومحمد قاسم.

 

برأيك، ما الذي ينقص الكرة العراقية للعودة إلى منصات التتويج؟

 

ما ينقصنا هو:

 

1. التخطيط بعيد المدى

 

 

2. الاهتمام بالفئات السنية

 

 

3. الاستفادة من الكفاءات في الخارج

 

 

4. تطوير دوري الدرجة الأولى والثانية

 

 

5. إرسال مدربينا إلى معايشات حقيقية

 

 

6. وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، بعيدًا عن المحاباة

 

ما هي أصعب لحظة مررت بها في مسيرتك؟

 

عندما تم استبعادي من المنتخب في قمة عطائي، قبل بطولة الخليج السابعة بأيام. شعرت بالخذلان، خاصة بعد تتويج الفريق بالبطولة.

 

من هو المدرب الذي تعلمت منه أكثر شيء؟

 

ثلاثة أسماء: عصام الشيخ، أكرم سلمان، والبرازيلي إيدو.

 

هل أتيحت لك فرصة الاحتراف الخارجي؟

 

نعم، في عام 1988، تلقيت عرضًا من نادي الأنصار اللبناني، لكن والدي توفي قبل السفر بيوم، فاعتذرت.

 

لو عاد بك الزمن، هل كنت ستغيّر شيئًا في مسيرتك؟

 

لا، لم أكن لأغير شيئًا سوى اختيار الأندية الأنسب لإمكانياتي. كثرة تنقلاتي بين الصناعة، الرشيد، الجوية، والشرطة أثرت على استقراري، لكني أحببت كرة القدم وأخلصت لها.

المشـاهدات 18   تاريخ الإضافـة 15/07/2025   رقم المحتوى 64798
أضف تقييـم