
![]() |
من ميادين الجنوب إلى خرائط الإعمار.. ابن حجيم جابر الحساني. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
في وطنٍ ما زالت فيه البنى التحتية تئن من أثقال الإهمال، وتُراهن فيه الناس على من ينجز أكثر مما يعد، يبرز اسم المهندس جابر عبد خاجي الحساني كواحدٍ من أولئك القلائل الذين اختاروا الميدان على المكتب، والفعل على القول، والهدوء على الضجيج.شغل الحساني منصب وكيل وزارة الإعمار والإسكان والبلديات العامة لشؤون الإسكان، وقاد فريق الجهد الخدمي والهندسي التابع للدولة، ذلك الفريق الذي أصبح اليوم أداة تنفيذ حقيقية في قلب التحديات اليومية، لا سيما في المناطق المهمشة والبعيدة عن الأضواء.ينحدر الحساني من عشيرة حجيم، إحدى العشائر الجنوبية المعروفة بجذورها الراسخة ومواقفها الوطنية، وقد انعكس هذا الانتماء في سلوكه الإداري، حيث يقدّم نموذجًا للمسؤول الذي يحمل أصالته معه إلى كل مهمة، ويتعامل مع المنصب كتكليف لا تشريف منذ تسلمه المهام، لم يكن الحساني ممن يكتفون بالتقارير الورقية أو الجولات البروتوكولية. بل اختار أن يكون في قلب الميدان، يزور الأحياء الفقيرة، ويفتتح المدارس والمجمعات السكنية، ويشرف بنفسه على خطوات العمل، متفقدًا نوعية التنفيذ ومراعياً معايير الجودة والكلفة والتوقيت.ولعل واحدة من أبرز محطات حضوره كانت في مشاريع البناء السريع والمخفض الكلفة، التي تهدف إلى مواجهة أزمة السكن في العراق، وتوفير وحدات سكنية تليق بالمواطن، ضمن خطة تتجاوز حاجز 2.5 مليون وحدة خلال السنوات المقبلة.كما فتح أبواب الوزارة أمام المستثمرين الجادين، وسعى لتفعيل الشراكات مع شركات محلية ودولية، وأشرف على مشاريع تنموية متعددة منها: بناء المدارس والمراكز الخدمية، تأهيل الطرق ومداخل المدن.دعم البناء الرأسي لتقليل الزحف العشوائي.إطلق مبادرات وطنية في مجال الطاقة المستدامة وتقليل الانبعاثات. رؤية ثابتة ومسار هادئ ، الذين عملوا مع الحساني، أو اقتربوا من طريقة تفكيره، يدركون أنه لا يؤمن بالشعارات، بل بالنتائج. يتحدث قليلًا، يعمل كثيرًا. يخطط بدقة، ويتابع دون كلل. يحمل في شخصيته مزيجًا نادرًا من رصانة المهندس وصدق ابن العشيرة، يجمع بين انضباط الدولة وحرارة الانتماء وله رؤية ثابته ومسار هادئ. وفي كل ورشة أو اجتماع، تتكرر عبارته الجوهرية:"العراق لا يحتاج إلى مزيد من الكلام… بل إلى رجال يصنعون الفعل المهندس جابر عبد خاجي الحساني ليس وجهًا عابرًا في مؤسسة حكومية، بل تجربة متكاملة في الإدارة والتنفيذ والانتماء. رجل لم تغيّره المناصب، ولم تستهلكه الواجهة، لأنه ببساطة ابن الجنوب الذي لم ينسَ من أين أتى، ولم يتوقف عن التقدّم إلى حيث يحتاجه الوطن. وفي زمن يميل فيه البعض إلى الأضواء، اختار أن يكون النور في موقع العمل… وفي مرحلة تزدحم بالوعود، آمن أن الصمت حين يقترن بالإنجاز، هو أعلى أشكال الكلام. |
المشـاهدات 88 تاريخ الإضافـة 31/07/2025 رقم المحتوى 65276 |