الجمعة 2025/8/8 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 36.52 مئويـة
نيوز بار
الزيارة الاربعينية .. والهوية الحسينية ..!!
الزيارة الاربعينية .. والهوية الحسينية ..!!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمود آل جمعة المياحي
النـص :

اندهش احد المسؤولين الذي تزامنت طلعته الجوية اثناء الزيارة الاربعينية وهو يرى من طوافته (خطا اسودا) على الأرض فسأل مرافقه ما هذه (الافعى) التي ذيلها في البصرة ورأسها في كربلاء! فأجابه هذه ليست افعى! وانما ( حشود بشرية ) استأثرت الإباء فتوجهت الى كربلاء حيث اربعينية الامام الحسين (ع) مشيا على الاقدام من كل انحاء العراق ، اذ يصّب هذا النهر البشري مع فروعه وجداوله وتوابعه في قضية الحسين ابن علي (عليهما السلام)  ، فرّد المسؤول ( لقد جئنا إليهم اليوم..وهم يذهبون الى الحسين !) اذ لم يحظ شهيد على مّر التاريخ مثلما حظى به الحسين (ع) من فخامة في كل مراسيم تأبينه كأول مقتول ينتصر على القاتل .فبعد عام2003 تحولت زيارة الأربعين من كونها شأن شيعي عراقي الى شان إسلامي عراقي فاصبح المسلمون السنة والشيعة يساهمون في هذه الشعيرة ، ثم اتسع نطاقها ليصبح شأنها عراقي عراقي بمشاركة المسيحي والصابئي والكاكائي وغيرهم من الملل والطوائف ذلك خلال العشر سنوات من بعد التغيير ، ثم أصبح شأنها عراقي إقليمي استقطبت فيه  فئات الشعوب  للدول المجاورة للعراق ، ولكن حرارة الشعيرة وصلت ليكون شانها اليوم عراقي دولي عالمي !! وهذا التسويق الجماهيري من خلال المجالس الحسينية والعزاء والنعي ونظم الشعر وإقامة موائد الطعام مع بقية الشعائر جعلها تكون ذو شأن أكبر وأوسع بكثير مما كانت عليه قبل عقدين من الزمن اذ يتواجد فيها المسلمون وغير المسلمين ومن كل الطوائف والمذاهب والقوميات والاعراق، فكيف وصلت هذه الزيارة الى هذا الانتشار والحضور و العلـّو والرفعة في الشأن دون غيرها من المناسبات ..! حيث تجاوزت الممارسة التعبيرية المراد منها الثواب والرضا والمواساة لآل البيت الى حّد العشق الحسيني، ليتحول الاهتمام بها من النخب الى عامة الشعوب ، لاسيما وان قسم من المشاركين في هذه الشعيرة لا يحملون الهوية الإسلامية ..!!اذن ما الذي اسسه الحسين (ع ) ليبقى حياً خالداً في ضمائر هذه الشعوب حتى استطاع ان يغيّر بوصلة العشق لتتجه نحو كربلاء الإباء مشيا على الاقدام تأسيا بسبايا آل البيت حيث الحشود المليونية تزداد سنة بعد اخرى حتى وصلت الى اكثر من واحد و عشرين مليون عاشق ..!! ونتساءل ..هل خلود الثورة يأتي من كون الحسين (ع) هو حفيد خاتم الأنبياء وسيد البشر وسيد شباب اهل الجنة ! ام كون مبادئ الثورة وولائها المطلق لله سبحانه وتعالى ! ولم يكن له مكسبا ذاتيا وانما للامة جمعاء! اذن كل ذلك يتواصل ويتماسك ويجتمع في عطاء الحسين (ع)الذي قدم نفسه واولادة واخوته واهل بيته وكل ما يملك لله وفي سبيل اعلاء كلمة الحق التي جاءت بها الرسالة المحمدية ، فأستحق الخلود والبقاء. ان كرامات التسويق الالهي جعلت هذه الثورة في دائرة المهتمين والمتابعين والمستقطبين في كل انحاء العالم .. ونلاحظ مدى تأثير كلام الامام الحسين (ع) يوم الطف ..( اني لم اخرج اشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً ، وانما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي (ص) أريد ان آمر بالمعروف وانهي عن المنكر، فمن قبلني بقبول الحق  فالله أولى بالحق) الخ !! فرسوخ العقائد أصبح لها بُعدا أكثر عمقا في ضمائر الشعوب! مثلما أصبح جيفارا رمزا للتحرر ونكسن مانديلا رمزا للمقاومة العنصرية ..وغاندي رمزا للسلام ..اصبح الحسين (ع) رمزا للإصلاح وإحقاق الحق..! وبذلك استطاع عليه السلام تذويب كل العِرقيات والقوميات من مختلف الجنسيات و الانتماءات في العالم وجعلها تنضوي وتتوحد تحت لواء لبيك ياحسين .. لبيك ياحسين .. !لقد ادرك العالم جيدا ان لا يوجد ( حسيناً ) آخر في الدنيا غير ذلك الذي تشرفت به ارض الطفوف ، وهذا إن دّل على شيء فانه يدل على ان للوجود الحسيني فردانية في الثوابت والمبادئ التي لا يمكن القفز عليها او نسيانها او التغاضي عنها باستحداث عناصر جديدة تكون بديلا لواقعة كربلاء ، وانما ستبقى الهوية الأكثر انتشارا وانتماءاً هي.. الهوية الحسينية .

المشـاهدات 28   تاريخ الإضافـة 06/08/2025   رقم المحتوى 65471
أضف تقييـم