
![]() |
لستُ بخيرٍ ولكني أتجمَّل |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
حيدر حاشوش العقابي خائرٌ قلبي؛ فمتى سنلتقي سهوًا وأظلِّل وجهي بظلِّ حضورك؟ خائرٌ وجهي، خائرٌ قلبي، ما زال كزهرةٍ ميتةٍ، أو كدميةٍ متروكةٍ في حضن طفلةٍ عاجزةٍ. لن أقولَ وداعًا أيها النهار، أنا ما زلتُ أرتجي فرحًا شريدًا، وما زلتُ أحتفظُ ببعضِ غيماتٍ، وببعضِ نوافذَ أتركها للريحِ لتمرَّ الذاكرةُ بكلِّ جرأتها. لن أقولَ وداعًا، فدائمًا كنتُ أعشقك، وأحملُ وداعةَ الحمامِ ونبلَ الأنبياء! لي بقايا منكِ، ووقتٌ لا يغادرني قط. لي منكِ هذا الارتواءُ وهذه الكثافةُ في الحنينِ. لي منكِ ما يحييني، وبقايا أملٍ، وضوءٌ رماديٌّ، وكسرةُ عنادٍ تركتيها على طاولةِ اللقاءِ حين رحلتِ للغيابِ. لي منكِ ما أجمِّلُ به المرايا: عقدُكِ هنا، خصلةُ شَعرِكِ التي تركتيها وسطَ أصابعي، كلماتُكِ المضيئةُ كشمسٍ جليلةٍ. خائرةٌ قوايَ يا سيدةَ الماءِ، وأحبكِ بكلِّ حماسةِ الفرسانِ. عينايَ مليئتانِ شوقًا؛ فمتى تلتقي أعناقُنا على سجيّتِها يا مطرَ القصيدةِ؟ هذا الحائطُ يشبهُ المَبغى، هذا الجدارُ الذي يفصلُ بيننا كئيبٌ. وفي القلبِ بعضُ جنونٍ، أُهدِّئُ بقايا الماءِ، أفكرُ أن أخلقَ لكِ أملًا جديدًا. ولكن زمانَنا مبتذلٌ، ورائحةُ الحرائقِ ما زالتْ تزكُمُ أنوفَنا كلما هرعنا كي نشمَّ رائحةَ الحريةِ. هادئٌ أنا ولكن يوجعني نصيبي من الرفضِ، توجعني بقايا ذاكرةٍ، وفواصلُ تركتيها سهوًا، وبعضُ رائحةِ قبلاتٍ. كم أمتلكُ الجرأةَ ولكني لستُ بخيرٍ؛ لهذا اتخذتُ الصمتَ كي أدَّخرَ ما يشبهُكِ لغدٍ آخرَ. هي الجذورُ إذًا، كلما أحاولُ أن أقصَّها تنمو من جديدٍ لترسمَ مطرًا من الوفاءِ، ورغباتٍ مكلَّلةً بالانتظارِ، وشيءٌ يشبهُ الملحَ، لكنه يضيءُ يضيءُ |
المشـاهدات 66 تاريخ الإضافـة 09/08/2025 رقم المحتوى 65602 |