
![]() |
على قاعة المركز الثقافي العراقي في لندن جماليات اللغة العربية في الحياة والأدب الدكتور سعيد الزبيدي : العربية أغنى اللغات |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
في إطار أمسيات المركز الثقافي العراقي في لندن، استضافت القاعة نخبة من المثقفين والأكاديميين للاستماع إلى الأستاذ الدكتور سعيد جاسم الزبيدي في محاضرته التي حملت عنوان "جماليات اللغة العربية في الحياة والأدب". جاءت الأمسية احتفاءً بمسيرة أكاديمية عراقية متميزة، امتدت لأكثر من نصف قرن في ميدان الدراسات النحوية واللغوية والنقدية.
المحور الأول: إعادة النظر في المسائل النحوية التقليدية
استعرض الدكتور الزبيدي رحلته مع البحث في قضايا النحو منذ دخوله ميدان التعليم عام 1968، مسلطًا لضوء على مواقف وتجارب شكلت بدايات اكتشافاته العلمية. ومن بين الأمثلة التي طرحها:
* صلة الموصول: بيّن أن القول التقليدي بأنها "جملة لا محل لها من الإعراب" يحتاج مراجعة، مؤكدًا أن صلة الموصول قد لا تكون جملة أصلًا.
* الفعل المتعدي: ناقش تقسيم النحاة لأفعال التعدي، مستشهدًا بآيات قرآنية مثل "ولسوف يعطيك ربك فترضى"، منتقدًا محاولات إلزام النصوص بمفعول ثانٍ حين لا يقتضيه المعنى.
المحور الثاني: النحو عند غير النحويين
قدم الزبيدي لمحة عن مشروعه البحثي الذي تناول فيه إسهامات أعلام الأدب والفكر في القضايا النحوية، رغم عدم كونهم نحويين بالمعنى الأكاديمي. أثمر هذا المشروع عدة كتب تناولت فكر:
* ضياء الدين ابن الأثير
* أبو الفرج الأصفهاني
* أبو حيان التوحيدي
* أبو هلال العسكري
* ابن أبي الحديد
وما يزال المشروع مستمرًا في تتبع هذه الشذرات النحوية في التراث.
المحور الثالث: تحقيق نصوص الخليل بن أحمد الفراهيدي
روى فيه الدكتور الزبيدي كيف قاده إشراف أستاذه الدكتور علي جواد الطاهر إلى الغوص في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي، حيث عثر على 121 نصًا منسوبًا للخليل، بعضها مطابق لما في كتاب العين وبعضها محرف أو مفقود. هذا العمل أثمر:
* كتاب الخليل صاحب العين
* كتاب المفقود من كتاب العين
* ودعوة مفتوحة لمؤسسة علمية لإعادة تحقيق أول معجم عربي بمنهج حديث.
المحور الرابع: سؤال في التفسير
تحدث الزبيدي عن مشروعه المكوّن من ستة أجزاء، والذي بدأه بإجابة سؤال أحد طلبته حول قوله تعالى: "وهو الذي يقبل التوبة عن عباده"، مبينًا الفروق بين "عن" و"من" في السياق القرآني. يرى أن هذا النوع من البحث يدخل في إطار التفسير الجزئي الذي يركز على الدلالات اللغوية العميقة.
المحور الخامس: قضايا تعليم العربية وتيسير النحو
انتقد الزبيدي واقع تعليم العربية، محملًا جزءًا من مسؤولية ضعف الطلاب إلى إعداد المعلمين.وأكد أن إصلاح تعليم النحو يبدأ من إعداد المعلم الجيد، ودعا إلى التيسير في القواعد وفق منهج علمي، مستفيدًا من تجربة إبراهيم مصطفى ومهدي المخزومي، مع التركيز على:
1. إبعاد ما ليس له صلة مباشرة بالنحو.
2. جمع ما تفرق في باب واحد لسهولة التعلم.
المحور السادس: المنهج النقدي في البحث العلمي
شارك الزبيدي تجربته في كشف سرقة علمية في كتاب تاريخي عراقي، مؤكدًا التزامه بالمنهج العلمي القائم على التمحيص، ورافضًا التسليم المطلق سواء للتراث أو للآراء الحديثة دون تحقق.
المحور السابع: الموقف من التراث والحداثة
قسم الباحثين إلى:
1. مفرطون في تقديس التراث.
2. رافضون له بالكامل.
3. متوازنون ينطلقون من التراث نحو الإبداع. وأكد أنه ينتمي للفئة الثالثة.
خاتمة المحاضرة
اختتم الدكتور الزبيدي بالقول أن النحو العربي لم "يحترق" كما يقال، بل ما يزال حيًا ومرنًا، وأن الأزمة الحقيقية تكمن في طرق تدريسه. وإن أبرز ما يفتخر به – كما صرح – ليس كونه شاعرًا أو مؤلفًا، بل كونه معلمًا.
شهدت الأمسية تفاعلاً كبيرًا من الحضور، وحوارًا مفتوحًا أضاء محاور المحاضرة وأغناها، مما جعلها من أبرز الفعاليات الثقافية في الموسم. وفي ختام الامسية قدم الدكتور عبد الحميد الصائح شهادة تقدير للدكتور سعيد الزبيدي عرفانا وتقديرا لمشاركته المميزة في المنهاج الثقافي للمركز العراقي في لندن، وكذلك تم تقديم شهادة تقدير الكاتب والصحفي صادق الطائي الذي أدار الامسية بشكل مهني ومتوازن.
|
المشـاهدات 29 تاريخ الإضافـة 18/08/2025 رقم المحتوى 65759 |