
![]() |
أزمة المياه وترشيد الاستهلاك |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
العراقيون بطبيعتهم باذخون في كل تفاصيل حياتهم ، في كرمهم وعاطفتهم ونخوتهم وعاداتهم وشهامتهم وبمأكلهم وبمشربهم ، ويعدون التقصير والاقتصاد تقليلاً من شأنهم والنيل من مقاصدهم التي غالباً ما تكون حسنة النية ، ربما لأنهم أهل بلد الخيرات والتي حباها الله فيضاً من عطائه وجاد عليهم بما لايحظى غيرهم به. هذا السلوك الباذخ جعلهم لا يأبهون لما بين أيديهم من نعم ومنها الثروة المائية العظيمة المتمثلة بالنهرين العظيمين وروافدهما ، والتي كانت سبباً في إمداد الحياة طوال قرون خلت حتى باتت الآن شحيحة وربما نادرة بسبب ما فعلته دول المنبع من حجب بتدفقهما وإنشاء السدود وحرف مساراته ، في الوقت الذي انشغل العراقيون وإدارات البلد المتعاقبة بمشكلاتها السياسية والأمنية ليجدوا أنفسهم في غفلة من الزمن وقد خسروا مصادر مياههم بعد أن جففها التراخي والتساهل وسوء الإدارة ، حتى أصبحت شحة المياه تهدد امنهمغ الغذائي بل ووجودهم بعد انحسار الخزين وقلة الأمطار ، فيما صارت مؤسساتنا المعنية تندب حظها وتشكو حالها من دون خطوات جادة على مستوى الحلول الواقعية التي يمكنها احتواء تداعيات هذه الأزمة ، وقد أصبح واضحاً أن كل المحاولات مع الجيران لمنح العراق حصته المائية التي اقرتها المعاهدات الدولية والالتزام اخلاقياً وقانونياً بها ، لم تعد تجدي نفعاً وإن الحراك السياسي والدبلوماسي غير كافٍ ولم ينجح في استعادة حقوقنا المائية المغتصبة ، فيما يبقى ساستنا نائمين في عسل الأمنيات. في المقابل لم نرَ على المستوى الداخلي والمحلي اية اجراءات سريعة وحاسمة تقوم بها المؤسسات المعنية في وضع خطة طوارئ داخلية لترشيد وتقنين استهلاك المياه كما في دول الجوار التي لا تمتلك مصادر مياه دائمية ، كأن يصار إلى وضع جداول زمنية للتزود بالمياه وإنشاء خزانات للطوارئ ، أو إيجاد بدائل تسهم في تذليل العقبات إذا ما حدث الاسوأ لا سمح الله ، فأن ترك الحال كما هو عليه ربما سيؤدي لاحقاً إلى كوارث تشكل فاجعة حقيقية لا نستطيع حينها تدارك مساوئها. باسم الشيخ |
المشـاهدات 18 تاريخ الإضافـة 02/09/2025 رقم المحتوى 66248 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |