النـص :
الالقاب يراد بها التعريف بالشخص وتحديد هويته، أو مهنته، أو منطقته، أو وظيفته، لكن للأسف في الوقت الحاضر صارت في نظر الكثير وكأنها ترفع من قيمته الإنسان ومكانته بين الناس، فصار الكثير من الناس يتهافتون للحصول على شهادة الدكتوراه مثلاً بأية طريقة حتى لو كانت تلك الطريقة غير مشروعة، وكم رأينا من مسؤولين وسياسيين وأفراد لا علاقة لهم بالعلم وأهله يحرصون على الحصول على هذه الشهادة حتى تسبق أسمائهم بالدال، فصات الشهادات تُباع وتُشترى، والرسائل تُكتب من قبل الغير من مكاتب وأشخاص، وفضيحة الشهادات الجامعية للعراقيين في لبنان وايران خير شاهد على ذلك، أما الذين يطلقون على أنفسهم لقب دكتور عن طريق الشهادات التي تمنح عبر الإنترنت، والشهادات الفخرية فحدث ولا حرج، ولا أعرف كيف يقبل هؤلاء لأنفسهم أن يصفوها بشيء ليس فيها؟! صار لقب شيخ يطلقه كل من هبّ ودب على نفسه، في حين أن شيوخ القبائل الأصليين معروفين في العراق منذ القدم وليس بهذه الكثرة وهذا العدد الهائل، صار لقب إعلامي وصحفي يطلقه بعض الناس على أنفسهم من خلال وسائل التواصل وهو لم يدرس أو يتعلم أبجديات مهنة الإعلام والصحافة، فأغلب هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم إعلاميون أو صحفيون على وسائل التواصل الاجتماعي أجزم أنهم لا يستطيعون كتابة أسطر قليلة بتعبير سليم، وصياغة صحيحة، وترتيب مقبول للعبارات والكلمات وبدون أخطاء نحوية أو إملائية! صار لقب مستشار يطلقه البعض على نفسه فيُعرِّف نفسه بأنه المستشار فلان، ولا أعرف شخصياً ماذا يقصد بالمستشار، الذي أعرفه أن لقب مستشار يطلق على من يعين بهذه الصفة في مكتب رئيس الجمهورية، أو رئيس الوزراء، أو رئيس البرلمان، أو مستشار في الوزارات أو المحافظات، كما يطلق مصطلح مستشار على من يتعين مستشار في مجلس الدولة، وفي مصر يُطلق على القضاة والمحامين ورجال القانون مصطلح مستشار، أما أن تجد شخص ليس من هؤلاء ويطلق على نفسه صفة مستشار فهذا ما لم أجد لها تفسيراً لحد الآن. فلقب دكتور أو شيخ أو إعلامي أو صحفي أو مستشار يطلقه البعض على نفسه من غير استحقاق وهذا انتحال وتزوير للحقيقة، وفيه إساءة لمن يطلقه على نفسه لا مدح له، فقيمة الإنسان لا تكمن في الألقاب التي يحملها، بل تكمن قيمته بنفع الناس وتقديم الخدمة لهم، فاللقب إذا كان حقيقياً وحصل عليه صاحبه عن جدارة واستحقاق لا بد أن يكون دافعاً له للعطاء، ولخدمة المجتمع، ولنفع الناس لا للتعالي والغرور فما بالك باللقب المزور! أو ما يسمى باللهجة العراقية (كلك)، وصدق القائل:ما قيمة الناس إلا في مبادئهم لا الجاه يبقى ولا الألقاب والرتب.
|