
![]() |
الفن المسرحي في الرقة بعد التحرير.. نهضةٌ تثقلها تحدّيات |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : أحمد عبد الرؤوف
فن المسرح من الفنون الحديثة، الذي يندرج ضمن الأجناس الأدبية النثرية على مستوى النص، ويعود انطلاق المسرح في سوريا إلى عام 1871 على يد رائد المسرح السوري أحمد أبو خليل القباني، فالقباني أول مؤسس مسرح عربي، وقد أسّسه في دمشق، حيث أبدع القباني في بداياته، وقدّم عروضاً مسرحية وغنائية كثيرة منها: “ناكر الجميل – وأنس الجليس – وهارون الرشيد – وعايدة – والشاه محمود” وغيرها.
بدايات المسرح في الرقة
مر المسرح السوري بمحطّات متباينة من حيث النشاط، والركود وتناول المواضيع المختلفة، وشهد المسرح حقبة حكم الأسدين تأطيراً سياسياً وأمنياً واضحين من خلال خضوع الأعمال المسرحية على مستوى النص، والعرض لرقابة أمنية قبل أن تكون فنية وأدبية.الممثل المسرحي ابن مدينة الرقة عيسى السلمو، أفاد لصحيفتنا “روناهي” إن المسرح انطلق في مدينة الرقة منذ ستينيات القرن الماضي، قبيل سيطرة حزب البعث على مفاصل الحكم في سوريا، وتابع: “إن المرحلة، التي تلت ذلك كانت على كثرة نشاطها المسرحي تخضع لرقابة مشدّدة، وتمنع طرح أي موضوعات من شأنها أن تعالج قضية اجتماعية، أو أن تجعل العمل المسرحي مواكباً للحالة، التي تمر بها البلاد، وبذلك ابتعد الجمهور عن المسرح بشكل كبير، الأمر الذي أدّى لتراجع المسرح على مستوى النص، ومستوى التمثيل والإخراج، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار، إن جوهر المسرحية يقوم على النقد بأسلوب الكوميديا السوداء، أو غيرها من الأساليب الفنية”.المسرح شهد نقلة نوعية، بُعيد تحرير الرقة، وفي هذا السياق أدلى المخرج المسرحي ابن مدينة الرقة فراس رمضان بدلوه: “المسرح شهد نهضة كبيرة بعد تحرير مدينة الرقة من مرتزقة داعش عام 2017، على مستوى الكتّاب المسرحيين من جيل الشباب؛ ما دفعه للعودة إلى الإخراج بقوة من خلال أعمال جمعته بنخبة من الممثلين المسرحيين من أبناء مدينة الرقة من القدامى والجدد، أنتجت العديد من الأعمال مثل “راقصو القبور” المسرحية التي شهدت حضوراً وتفاعلاً جماهيرياً كبيراً، الأمر الذي أدى لإعادة عرضها في عدد من مناطق شمال وشرق سوريا”.وعن هذه المسرحية يقول الممثل عيسى السلمو: “راقصو القبور، تتألّف من ثلاث عشرة شخصية، وتجسّد عالمين مختلفين عن بعضهما، حيث أديتُ شخصية الجندي في هذه المسرحية، في كل مرة قدمتُ هذه الشخصية، أشعر بأني قدمتها لأول مرة، حيث تتملكني الرهبة نفسها لإيصال الشخصية بكامل جوانبها، وخاصة الجانب الشعوري”.السلمو، أشار إلى أن هذه المسرحية ذات رسائل اجتماعية عميقة، وأن هناك العديد من النصوص، التي تستحق العمل لكتّاب الرقة، ولكن يحتاج ذلك إمكانات إنتاجية ضخمة.
أبرز التحديات
يواجه المسرح في شمال وشرق سوريا والرقة، تحديات جمّة تتمثل في مجملها بضعف الإنتاج، وهنا يؤكد المخرج المسرحي فراس رمضان: “إن قلة الإمكانات المادية تؤثّر بشكل سلبي على هذا الفن المتجذّر في المنطقة، ولاسيما عدم وجود خشبة مسرح متخصصة للعروض المسرحية في الرقة، حتى الآن، واقتصار التدريب على المبادرات التطوعية لذوي الخبرة والهواة، ممّا لا ينتج فنّاً مسرحياً بشكل أكاديمي”، كما ينوّه الممّثل المسرحي عيسى السلمو إلى أن المسرح شهد نهضة بعد التحرير من مرتزقة داعش، لكنه مازال يعاني من بنية تحتية مدمّرة منذ الحرب، ويحتاج الكثير من المؤهّلات، كما أن مشاركة المرأة كانت معدومة في السابق بسبب العادات والتقاليد، وبذلك لا يقوم أي فن مسرحي متكامل، أمّا في السنوات الأخيرة فقد بدأت تشارك النساء على مستوى التمثيل بشكل واسع؛ ما أضاف للمسرح عبقاً فنياً رائعاً، وكان ذلك تحدياً كبيراً على مستوى تقديم أعمال تعالج قضايا اجتماعية خاصة بالمرأة.
جمهور متذوق ومسرح متجدد
وعن جمهور المسرح، أكد رمضان أن في شمال وشرق سوريا جمهوراً عريضاً يتابع الفن المسرحي بوله ملفت، وتفاعل يحفّز المهتمين بالشأن المسرحي للمضي أكثر في هذا الطريق، الأمر الذي يفتح الباب بإلحاح لإنشاء أكاديميات خاصة بالتدريب المسرحي، وذلك ضمن إطار تطوير العمل المسرحي على مستوى النص، والكوادر وعلى مستوى إدارة الإنتاج.وتابع رمضان، إن هناك أرضية لأعمال تلفزيونية وسينمائية حدثت بالفعل، وكانت له تجربة من خلال عدة أعمال قام بإخراجها كمسلسل “بدوي” وفيلم قصير بعنوان “العودة”، وذلك دليل على أن البنية الفنية موجودة وتحتاج إلى دعم وتسويق وتشجيع للمواهب، وتدريب مكثف، لنصل بكل ذلك إلى فن مسرحي متكامل إذا ما توفرت الإرادة واللوجستيات الكافية للإنتاج واستحداث خشبات مسرح جديدة بتقنيات حديثة.وما تجدر الإشارة إليه، إن المخرج فراس رمضان أخرج عدة أعمال مسرحية في الرقة بعد التحرير من مرتزقة داعش، شارك في عدد منها الممثل المسرحي عيسى السلمو، مثل مسرحية “راقصو القبور”، و”البحث عن طريق الحادي”، و”عرائش القهر”، و”الدرويش”، و”لصوص القصر (بذرة الإجاص)”. |
المشـاهدات 882 تاريخ الإضافـة 23/09/2025 رقم المحتوى 66844 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |