التقشف مفردة طالما تتردد على لسان أغلبه الساسة ورؤساء الكتل الحزبية والمرشحين للانتخابات قبل كل دورة برلمانية جديدة أو مجلس محافظة (لا تحل ولا يربط ) وتعود بنا هذه (النغمة) الى منتصف عام 1975 وبالتحديد عقب قرار التأميم الخالد، حين شد العراقيون أحزمتهم على البطون وراح اولياء الأمور آنذاك يشهرون سلاح (التقشف) بوجه الشركات الاحتكارية.. وتكرر ترديد هذه النغمة عقب غزو الكويت وفرض الحصار الاقتصادي على البلاد ... وتواصلت على مدى سنوات مريرة معبأة بالهموم والقهر والأمراض ! وبعد أن شنت دول التحالف حربها الثالثة على العراق واسقطت النظام السابق ، توقع (المكاريد) بأنهم سيحصدون (العنبر) ويتناولون (السمك المسكوف) بعد أن أصبحت خيرات العراق وأرصدة العراق بأيدي الساسة الفطاحل الذين عادوا من المنافي على اكتاف دبابات الحلفاء.. واذا بهم يحتكرون كل موارد الدولة ويستنزفونها بروايتهم الخيالية وامتيازاتهم ومخصصات حماياتهم وعقاراتم الفارهة ولم يبق (للمكاريد) سوى العجاج والتقشف بكل شيء ...فيا أولياء الأمور بكل فئاتكم واتجاهاتكم وميولكم .. قشفوا رواتبكم وامتيازاتكم واعداد حماياتكم ومركباتكم الحديثة وعقاراتكم ونثرياتكم وشدها الاحزمة على البطون كما شددتموها على بطون ابناء شعبكم التعساء ، وتالله لو نفذتم هذه المناشدة ستضمنون دخول الجنة من أوسع ابوابها .. وتنالون محبة ناخبيكم ومحبيكم وجميع البؤساء .. والله يهديكم وینصرکم ويرشدكم الى طريق الصواب.

المنبر