ثلاث متغيرات تحكم ما بعد اليوم التالي في عراق اليوم.. الأول النموذج الدولي وما خلقه من صراعات يمكن أن تنتهي إلى خرائط جديدة للشرق الأوسط.. تحاول أطراف توظيفها في الانتهاء من تكوين العراق التاريخي الحديث بكونه ليس الا نتاجا لاتفاقية سايكس بيكو!! واستغلال المتغيرات الأخرى لصالح إعادة توظيف نتائج الاستفتاء لاستقلال كوردستان العراق في حالة اتفاق "تركي إسرائيلي أمريكي" ان تكون هناك حالة جديدة بعنوان ولاية كوردستان تتبع للإدارة التركية المباشرة.. هذا المتغير الاستراتيجي الذي كان ويظل أحد أكبر تداعيات مخاطر الامن والاستقرار في العملية السياسية العراقية برمتها.

المتغير الثاني.. ان إيران باتت تحت تأثير العقوبات الدولية وان كل مفاوضات ملفها النووي لم تجد نفعا.. وتأتي تصريحات رئيس مجلس النواب الإيراني " قاليباف "واضحة صريحة، ان محور المقاومة الإسلامية يمثل الخط الدفاعي الأمامي والا كان على طهران القتال عند حدودها مع العراق.. مما يجعل الخطوات المقبلة ما بعد إعادة سيطرة فصائل الأحزاب المسلحة  تحت سلطة فيلق القدس الإيراني امام مهمات متجددة في دعم هذا التوجه وتقليص آثار العقوبات الأمريكية ثم الدولية كما سبق وان فعلت على مدى عقدين ونيف مضت ..   في ترسيخ ربط الاقتصاد الريعي العراقي بتدوير عجلة الاقتصاد الإيراني المعاقب بعناوين مقدسة لولاية الفقيه ابسط مثال عنه عدم الاستثمار في الغاز العراقي والإصرار على استيراد الغاز من ايران المعاقبة!!!.. كل انعكاسات ذلك.. مقابل مصالح العراق الاستراتيجية التي عبر عنها نموذج (العراق أولا) والذي سيكون على المحك العملي خلال المراحل الأخيرة من السباق الانتخابي.

النموذج الثالث لما بعد اليوم التالي.. ان "نتين ياهو" بحاجة الى حرب ينتصر فيها وكذلك يحتاج "ترامب" إلى نموذج تسويقي لكسب نقاط التفوق.. وهناك بنك أهداف متجدد بعنوان قطع أذرع إيران في العراق ولبنان واليمن.. وربما تنتهي إلى ضربات جديدة ضد إيران ذاتها.

تفاعلات هذا المتغير ما بين التصريحات والتهديدات مقابل صخب العواطف ليس لإدارة حرب حتى وفق نموذج إيران الدولة.. فقط التمسك باهداب إيران الثورة.. . ربما تجعل العراق تحت مقصلة الطائرات المسيرة لقطع الرؤوس وفق التعريفات الإسرائيلية.. هنا لابد من السؤال.. هل تظهر نتائج ما بعد اليوم التالي..  ام  يمكن انتظار نتائج الانتخابات أولا، او إسقاط المعبد على الرؤوس ويكون صوت المعركة الأعلى من جنة المال السياسي المسفوك تحت حراب مفاسد المحاصصة!!

الاغرب والاعجب.. ان استراتيجية الانتظار والتوظيف الاستراتيجية الكردية تحاول حصاد ثمار كل هذه المتغيرات بواقعية وموضوعية  مرحبا بها من الفواعل الإقليمية مثل تركيا والدولية مثل الولايات المتحدة الأمريكية.. ولن تكون إيران في واقعها المحاصر عائقا مباشرا.. لاسيما بعد سقوط الهلال الشيعي أثر انهيار نظام بشار الأسد.

والاغرب والاعجب ثانيا.. ظهور أصوات تدعو للوحدة بين العراق وإيران لمحاربة أمريكا وإسرائيل.. في نبرة عاطفية أكثر من كونها تفكيرا استراتيجيا.

مثل هذه المتغيرات.. ستظهر واضحة صريحة في نتائج الانتخابات المقبلة اما  وان وقع العدوان الصهيوني الإسرائيلي على العراق باستهداف قواعد وقيادات أحزاب الفصائل المسلحة ... لا سامح الله، ربما تكون هناك متغيرات أخرى بعناوين لها نهايات مفتوحة.

  لذلك من المرجح ان تطفو كل أوراق إعادة صياغة العراق الحديد على طاولات مباحثات تشكيل الحكومة المقبلة، بين ما هو مؤجل.. في الصبر الاستراتيجي الكردي لازدواجية توظيف كل موارد الدولة في بناء إقليم كردستان نواة دولة "مهاباد" المستقلة او حتى بوصفها الولاية التركية ذات الإدارة الذاتية الفيدرالية على أقل تقدير.

وايضا ستطفو أوراق تبعية القرار لولاية الفقيه ومناصرة إيران في عقوباتها الدولية من خلال إعادة تعيين اعدادات السيطرة على الاقتصاد العراقي بشكل معلن ومباشر َمن خلال الفصائل الحزبية المسلحة وهم يتباهون في تشكيل حكومة جديدة للراغبين في ركوب القطار السريع الإيراني... وتساقط من لا يريد!!

هذه ليست اضغاث احلام.. ولا نظرة في كرة بلورية.. بل قراءة واقعية للأواني المستطرقة في تفاعلات إقليمية ودولية وما يمكن أن تكون.. بعد عقدين مما كانت عليه ومن يخالف التحليل في المتغير الكردي عليه الرجوع إلى تصريحات "برناد لويس" الذي يوصف بكونه "امام المستشرقين" وعلاقاته المعروفة مع الاكراد، فضلا عن تلك التصريحات الكردية من العراق عن مستقبل الأكراد في سوريا.. وما صاحبها في التعليقات عن ذكرى الاستفتاء على استقلال كردستان من  شخصيات كردية معروفة... ومن يختلف مع رؤية تحليل مواقف فصائل الأحزاب المسلحة عليه التمعن في تصريحات " قاليباف ".. ومن لا يتوقع  العدوان  الإسرائيلي عليه البحث عن "مبدأ ميونيخ" في ادبيات مراكز الأبحاث الأمنية الاسرائيلية.. لكن السؤال الأخير.. هل هناك حلول أخرى.. الجواب للعراق .. رب يحميه... وشعب لم ولن ولا يقبل ان يكون وطنه تاريخا بلا جغرافية.. وإذا الشعب يوما أراد الحياة في عراق واحد وطن الجميع لابد وان يستجيب القدر ...  ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!!