النـص :
في عصر العولمة الذي تعيش مظاهره شعوب العالم الان حيث نلاحظ تغيرت الكثير من المفاهيم والحقائق والثوابت ولم ينحصر التغير في الهيمنة الاقتصادية والتفاوت الطبقي ونهب خيرات الشعوب فقط كما هو المعلن من ابجديات وأهداف العولمة إنما التغير انسحب على الأخلاق وعلى السلوك العام وعلى الثوابت الأدبية والاجتماعية إلى اسوأ حالة من الانحطاط بحيث نرى امريكا التي تصنف على أنها مصدر الشر والفتن وسارقة لخيرات الشعوب نراها الآن تستقبل بالاحضان والورود على أنها حمامة سلام وأمن واستقرار والذيول يقولون لها سمعاّ وطاعة ...هؤلاء تجردوا من كل القيم الأخلاقية والأدبية والاجتماعية ....نحن نعيش في عصر تغيرت فيه الموازين والثوابت والأخلاق بحيث أصبح المجرم والارهابي مناضل وثائر يحظى بالاحترام والتقدير والفاسد والسارق متسيد في المجتمع والدول الغازية التي تنتهك حريات وكرامة وحياة الإنسان محترمة ومصانة وتجد التأيد والإسناد والدعم لها من قبل الكثير من الدول كما هي اسرائيل الان ..وهنا نتسائل ماهي الاسباب الجوهرية والدوافع التي أوصلت الكثيرمن دول العالم إلى هذا المستوى من الانحطاط والتدهور هو انحسار قوى التقدم والسلام وتسيد قوى الجريمة والظلام ... وبالمقابل نرى التذمر والاستياء والاستنكار من شعوب العالم من خلال تظاهراتها في أغلب الدول على ما وصلت إليه الأوضاع إلى هذا المستوى من الخراب والفساد والتدهور ...تغير الموازين لصالح قيم الحرية والعدالة والمساواة وشيوع مبدأ الحق والإنسانية هو من خلال ترجيح كفة قوى الخير والتقدم والسلام وتعاضدها وقوتها للوقوف بوجه طلاب الجريمة وسارقي قوت الشعوب ومنتهكي حرياتهم وناشري الفساد والرذيلة ...لم تستطع امريكا وحلفائها في أن يتجروأ وينتهكوا سيادة اي بلد ويعتدوا عليه عندما كانت المنظومة الاشتراكية وفي مقدمتها الاتحاد السوفيتي وقوى التحرر الوطني في أوج عظمتهم في الخمسينات إلى نهاية الثمانينات في حينها كان توازن القوى العسكرية بين المنظومتين لكن بعد تفكك المنظومة الاشتراكية تفرعنت وتسيدت امريكا على العالم كما ذكر المثل (اذا غاب القط ألعب يافار) وأمامنا التهور والاستهتار الاسرائيلي من خلال اعتدائه الوحشي والبربري على الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة بمساندة ودعم وتأيد ومباركة من الحكومة الأمريكية والدول الغربية وبعض الذيول من الدول العربية الاقزام والخدم المطبعة مع اسرائيل لإبادة الشعب العربي في فلسطين والدول الإسلامية والعربية والعالمية تقف متفرجة أمام المجازر التي تقوم بها اسرائيل...
|