الإثنين 2025/10/20 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 22.95 مئويـة
نيوز بار
رسالة إلى السيد مقتدى الصدر وجماهيره: لا تتركوا الساحة السياسية للعابثين!
رسالة إلى السيد مقتدى الصدر وجماهيره: لا تتركوا الساحة السياسية للعابثين!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي كامل رسول
النـص :

أيها السيد المجاهد مقتدى الصدر،يا من حملت لواء الإصلاح في زمن الصمت، وناديت بالسيادة حين خنع الكثير، ودفعت ثمن الكلمة الحرة مواقف ومواجهات… أتوجه إليك اليوم، بلسان مواطن يدعّي انه غيور على البلد ، لا يبحث عن موقع ولا مصلحة، بل عن عراقٍ يُدار بقرارٍ عراقيٍّ مستقل.لقد أثبتت التجارب أن الانسحاب من الميدان لا يُصلح وطنًا، بل يُسلم مفاتيحه إلى من لا يؤمن به. إنّ ترك الساحة السياسية فراغٌ قاتل، يملؤه الفاسدون والمتسلقون وأصحاب الولاءات الخارجية. والفراغ في زمن الفوضى أخطر من الخطأ في زمن الموقف. يا سيد الإصلاح، لقد كان صوتكم منذ 2003 حتى اليوم صرخةً في وجه التبعية والفساد.  فكيف يمكن لصوتٍ كهذا أن يصمت في لحظةٍ حاسمة كهذه؟ كيف يُعقل أن تُترك الساحة للذين حوّلوا الدولة إلى شركةٍ خاصة، والبرلمان إلى صفقة، والناس إلى أدوات انتخابية؟ إنّ جمهوركم الواسع، الممتد من الجنوب حتى أقصى الشمال، هو الكتلة الوطنية الكبرى التي تستطيع أن تُعيد للعراق توازنه المفقود.  هؤلاء الناس لا يريدون سلطة، بل يريدون قائداً يقودهم نحو الإصلاح، لا نحو الانسحاب. أيها السيد، الانتخابات المقبلة ليست معركة صناديق فحسب، بل معركة هوية. هي معركة بين مشروعين: مشروع وطني يريد للعراق أن يكون سيد قراره، ومشروع آخر يسعى لتجريده من قراره وكرامته.إنّ ترك الساحة السياسية اليوم، تحت أي مبرر، يعني تسليم الراية لمن هو غير حريص على الأمانة، ويعني فتح الباب أمام من يريد لهذا الشعب أن يعيش تحت ظلّ الفساد والتبعية إلى ما لا نهاية.ولذلك، فإن الواجب الوطني والأخلاقي يقتضي منكم – ومن جمهوركم المخلص – العودة إلى الميدان السياسي، بوعيٍ جديد، وإصرارٍ جديد، وإرادةٍ أشدّ صلابة. فالتيار الوطني الصدري لم يُخلق ليعتزل، بل ليقود. ولم يُبنَ على السكون، بل على الفعل. ولم يكن يومًا تابعًا، بل كان دائمًا صانعًا للتاريخ. أيها السيد مقتدى الصدر، عودوا إلى الساحة، لا من أجل المناصب، بل من أجل العراق. عودوا لتجعلوا من الانتخابات القادمة معركةً وطنية ضد الفساد والتبعية، لا سباقًا على الكراسي. عودوا ليبقى صوت الإصلاح عاليًا، ولتبقى الإرادة العراقية حرة لا تُشترى ولا تُخضع. فنيّا وبعد تحديد موعد الانتخابات أصبح صعبا على المفوضية التأجيل أو قبول قوائم جديدة، لكن هناك أسماء كفاءات رشحت ضمن قوائم معينة وهم غير مقتنعين لكنهم لا خيار لهم سوى الانخراط ، وبأمكانكم مساندتهم (من خلال منح جمهوركم فرصة الاختيار بعد الاختبار)،ليكونوا مرآة لتوجهاتكم،  إن العراق اليوم يناديكم… فلا تتركوه في يد من لا يؤمن به، ولا تتركوا التاريخ يُكتب بغير مدادكم.

المشـاهدات 21   تاريخ الإضافـة 19/10/2025   رقم المحتوى 67497
أضف تقييـم