
![]() |
فوق المعلق حزب السلطة ام سلطة الحزب ؟ |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
حين ينتظم بعض الناس في الاحزاب ، بدوافع شتى ، يؤمنون بنظرية فكرية معينة ، تصل حد الأيديولوجيا اي عقيدة ، تجمع بين هؤلاء الأفراد المؤمنين او المروجين لها والمتسقين مع فكرها ، حتى المستقتلين على شيوعها وأعمامها على معيتهم والآخرين من الناس ، ويتحولون شيئا فشيئا إلى "تنظيم " حزبي ، فإنهم يسعون لتطبيق فكرة او نسق فكري ، و يعتقدون إنه الأصح، والآخرين مخطئين او مناوئين ويتحولون منافسين وخصوم ثم أعداء، تنتظم تلك الفئة من الناس صغرت ام كبرت في ايقاع العداوة والإقصاء ثم الالغاء ، و يتحرك جسد الحزب الممثل بالتنظيم الداخلي سيما غلاته، و أوجهه السياسية والتنظيمية والعسكرية بكل مسمياتها ، للدفاع عن وجود الحزب والترويج له والتبشير بفكره ، بعيدا ً عن منظومة الدائرة الأكبر التي استهدفها حين تكونه ، وهي الجمهور الواسع ورسم وسياسته ومشروعه بتوجهات عقائدية ضيقة، و يدخل جزء من المجتمع في محصلة العداء والإقصاء والحرب مع مجموعة مناوئة من احزاب او تيارات تستحق من قناعات الحزب الجديدة ، و ان يوجّه اليها جهد التهميش وال "تفليش " والصِدام وخلق حالة اللا وئام المجتمعي، ويبرز المتطرفون والعتاة في الصفوف الاول من الذين يحملون مهارات العداء للآخر المنافس ، ويتحول المجتمع في تجارب كثيرة في مجتمعات متنوعة المناهج والمشارب إلى تمجيد الديكتاتوريات وصانعي النظم السرية، التي توكل لها او تتوكل هي بمهمة الازاحة والقتل وابادة الخصوم، بمفهوم الحاكمية السياسية المعتقدية، نحو الذين تضعهم كأهداف في خانة العداوة والبغضاء، وتصور لجمهورها الداخلي ان لا حياة بوجود اولئك وهؤلاء في الطرف الاخر من خارجها، وتشغل مأكنتها في الدعاية الحزبية للترويح عن تلك التوجهات المبتكرة ، في الغالب تسعى الأحزاب إلى غلق منافذ تطور الحياة للآخر الشريك في الوطن او البلد ، وتجري محاولات حتمية للتمرد على الدولة التنظيم الكلي الجامع ، والانتقال إلى "اللا دولة " بذرائع ومبررات ومسوغات يقتنع بها النزر اليسير من افراد التنظيم الداخلي الذي تحركه شهوة البقاء وتحقيق التفوق على الاخر ، وتنسى تلك المجاميع الحزبية المنطلقات الاولى لقيامها وأهدافها النبيلة المعلنة ، حين تنغمس في حراك التنظيم " السري" الذي يحركها وتتحول شاءت ام لم تش ،َ خططت ام لم تخطط في دورة حياة موغلة في التحدي الوجودي والدفاع عن قيم داخلية لا علاقة لها بالمعلن الأيديولوجي المعلن في أهدافه على الشارع ، الذي يتحول إلى مجرد صورة تجميلية او ديكور ذرائعي من الماضي لتسويغ وجودها ، وتتغول تلك الحالة الحزبية إلى برنامج يومي يقوم به افراد معينين داخل التنظيم يمارسون شهوة الإبادة لخصومهم ويوغلون في الانتقام بوجود دافعية فردية ، تحكمها تجارب شخصية واستذكارات مرضية، ومركبات نقص، تشيع جو العداوة والبغضاء تجاه الاخر المنافس والخصم والعدو في تدرج سايكوباثي مرضي مخيف لزعامات الحزب وقياداته، كلما توغلت في الحياة الحزبية في تمثل قرارات افراد نافذين ومتحكمين لتصنع محصلات كارثية في ديكتاتوريات ، القرارات الفردية تحت ذريعة التأثير والتأطير ، والطرق المستمر على أسفل جدار المجتمع وإلغاء الشراكة المعلنة نحو التوغل في التفرد التي تصنع عالم معادي لكل الأطراف الأخرى واستهداف افرادا ً بالتصفية حينا ً والإقصاء احياناً وتستمر دورة القتل التي بدأتها احزاب اخرى سبقتها ، لتعاد ماساة الشعب الذي ظن انه تخلص من احزاب السلطة ، التي أشبعته تضحيات وماسي ، ليعيد ترديد ( ذكرى خيبات مرت وأخرى على الطريق ) . |
المشـاهدات 24 تاريخ الإضافـة 22/10/2025 رقم المحتوى 67551 |