النـص :
بعد الاحتلال الانكليزي للعراق عام 1918 منع التركمان من الانخراط بالحياة السياسية وتسنم مواقع حساسة في المملكة ومن ثم الجمهورية العراقية. بعد 52 عاماً من هذا التوجه الانكليزي، منح التركمان الحقوق الثقافية. حيث صدر قانون الحقوق الثقافية التركمانية بالرقم 89 في 24/1/1970 والتي شملت كذلك حق الدراسة والتعلم باللغة الأم شريطة أن تكون باستخدام الحروف العربية. ما لبث التركمان يدرّسون أبنائهم بمدارسهم حتى عام 1974-1975، حتى تم إغلاق المدارس التركمانية. الأسباب كانت غير واضحة في هذا المضمار، حيث كانت الآراء بشقين:- 1. الدولة ادعت أن عدد الطلبة الدارسين في المدارس التركمانية غير مجدي.2. الرأي الشعبي يقول أن الدولة هي من أغلقت هذه المدارس متعمدة وحرمت التركمان من الدراسة بلغتهم الأم. حينها لم تكن الحرية مباحة وليس بمقدور الكتاب والصحفيين ذكر ما يحدث بسبب النظام الاستبدادي القمعي. لذا بقت الآراء متأرجحة بين هذين الرأيين حتى يومنا هذا. هكذا انتهت الدراسة التركمانية وأغلقت المدارس التركمانية أبوابها. رغم أنني أرجح النقطة الأولى تماماً في قيام الدولة البعثية الشوفينية بإغلاق المدارس التركمانية دون تحديد الأسباب الحقيقية، إلا أن الأجيال المتعاقبة لم تتمكن من إدراك أصل المسألة وما قد حدث آنذاك. أما اليوم..نحن نشهد ما يحدث في أروقة الدراسة التركمانية ونسمع ونتابع عن كثب كل المتغيرات والحيل والمكابد. ليس بمقدورنا فعل شيء أو تغيير واقع مؤلم فلسنا في موقع المسؤولية، إلاّ أن بإمكاننا تسجيل وتدوين كل ما تعيشه هذه الدراسة من تحديات تحاول جاهدة النيل منها. ما لم يتركه الآباء لنا في الأمس القريب علينا أن نتركه نحن لأبنائنا كي يدركوا حقيقة ما حل بالتركمان من مظالم و(من تسبب بها) وكل شيطان اخرس حافظ على منصبه ولم يحرك ساكنا في رد الظالمين وهم يريدون تجفيف هذه الشجرة وحرمان التركمان من التنعم بالدراسة بلغتهم الأم كحق طبيعي أسوة بأقرانهم من العراقيين. يجب تشخيص الأفراد الذين عَلَوْا الإدارة وتربعوا على عروشها والذين تعالوا ولم يحركوا ساكناً لغرض الإصلاح وبيان دور كل واحد منهم لوضع النقاط على الحروف. كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.. هكذا قال رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم. والمسؤول كما يتمتع بالامتيازات والحوافز التي تولي بها المناصب، فهو مطالب أيضاً بإجراء التعديلات وإنقاذ الموقف. نحن مطالبون صغاراً وكباراً بتدوين كل ما نشاهده بهدف نقله إلى الأجيال القادمة ليتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود. فبدون التدوين يختلط الحابل بالنابل ويحترق الأخضر قبل اليابس.
|