| النـص :
يعد الاقتصاد والثقافة الاقتصادية ضرورة قصوى لأي فرد بغض النظر عن مستواه العلمي والاجتماعي والوظيفي ، ذلك أن الاقتصاد بجوانبه الشعبوية والنخبوية على حد سواء تعيش معنا في حلنا وترحالنا ، في سكناتنا وثوراتنا الحياتية ، وهي ضرورة الى نخب المجتمع ومثقفيه وعلمائه لفهم مسارات الاقتصاد وماتنتهجه الدولة من حيثيات اقتصادية تبين طبيعة هذه المسارات ، لاسيما ونحن في العراق مررنا بمنعطفات اقتصادية بعضها كان عاصفا على مستوى الأداء الحكومي بحيث اضحى المستهلك العراقي يناقش هذا الاداء بأستغراب نظرا لهزالته ( أقصد الاداء الاقتصادي الحكومي ) بحكم عناصر القوة التي يمتلكها الاقتصاد العراقي والتي لو استغلت الاستغلال الأمثل لكان العراق الان في مصاف الدول الاولى اقتصاديا في المنطقة على أقل تقدير ، وايضا لكان العراق الان في طليعة الدول ذات الاقتصادات متعددة عناصر الدخل ولغادر الاعتماد المفرط على النفط بما نسبته اكثر من 90% كما هو حالنا الان ، وهذا يعود بطبيعة الحال الى التخبط في الأداء من قبل الحكومات المتعاقبة بعد عام 2003 وغياب الخطط الاستراتيجية او عدم تنفيذ المقرة منها وشيوع الفساد المالي والاداري والمحاصصة السياسية المقيتة ، ولذا وبسبب هذا الأداء الهزيل اصبح من الطبيعي بمكان ان يمتلك العراقي رؤية اقتصادية تتباين من شخص لآخر ، ولكن من الطبيعي ان تمتلك النخب معلومات بل رؤى اقتصادية عالية المستوى بهذا الاتجاه بحكم الواقع المعيش في العراق أولاً وبحكم اهمية الاقتصاد في حياة الفرد والمجتمع ثانياً ، ولذلك استغربت كثيرا من سؤال احد النخب الاكاديمية الاحبة عن سبب حديثي في الاقتصاد اثناء محاضرتي الاخيرة في الجامعة المستنصرية وانا اختصاصي في اللغة العربية وعلومها ( وهو استاذ رفيع المستوى علميا وبحدود معرفتي به يمتلك رؤى متطورة عديدة من خلال مؤلفاته وطروحاته الاخرى ) ، ومن خلال ماتقدم اقول ان الثقافة الاقتصادية ضرورة للنخب الاكاديمية والعلمية مثلما هي ضرورة للفرد من غير هذه النخب بغض النظر عن مستواه العلمي والثقافي والمجتمعي والوظيفي ، كما أنه لابد لي من الاشارة ان الاستزادة وولوج العلوم الاخرى من قبل الاكاديمي هي ليست مثلبة بقدر ماهي موسوعية نافعة ، وأنا من حسن حظي سنحت لي فرصة كبيرة للاستزادة من الاقتصاد وفيضه الكبير خلال عملي الصحفي وتحديدا في الصحافة الاقتصادية وصرت اتابع الاقتصاد بكل حيثياته وارهاصاته عن كثب لاكثر من عشرين سنة خلت جعلني متماهيا مع الطروحات الاقتصادية مثلما انا في اختصاصي العلمي الدقيق في اللغة العربية ، وهذا لايعني ان الاخرين لايعنيهم الاقتصاد وارهاصاته فهي كما قلت وهو واقع معيش ضرورة لابد منها لأهميته في تفاصيل الحياة اليومية من جهة ولفهم المسارات الاقتصادية من جهة اخرى .
|