الإثنين 2025/10/27 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 18.95 مئويـة
نيوز بار
العراق الامارات...معركة المصير الاخير
العراق الامارات...معركة المصير الاخير
الملحق الرياضي
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

 

نصير الزيدي

 

في ليلة من ليالي كرة القدم التي لا تحتمل أنصاف الحلول، يستعد المنتخبان العراقي والإماراتي لخوض مواجهة مصيرية تُعرف بـ الملحق الآسيوي الأخير المؤهل إلى كأس العالم 2026.

مباراتان فقط تفصلان أحد الفريقين عن العبور إلى الملحق العالمي، حيث سيلتقي الفائز لاحقًا بمنتخب من قارة أخرى في صراع البطاقات الأخيرة نحو المونديال.

 

هذه المواجهة لا تمثل مجرد اختبار رياضي، بل معركة هوية وطموح وأمل لشعبين يتنفسان كرة القدم منذ عقود، ويحلمان بالعودة إلى الساحة العالمية بكل ما تحمله من رمزية ومجد.

 

لم يكن طريق المنتخبين سهلًا على الإطلاق.

أنهى المنتخب العراقي مشواره في المرحلة السابقة من التصفيات بالمركز الثاني خلف السعودية، بعد أداء دفاعي مميز سمح له بالحفاظ على نظافة شباكه في معظم المباريات.

ورغم التحسن الكبير منذ تولي المدرب الأسترالي غراهام أرنولد القيادة الفنية، إلا أن التعادل الأخير مع السعودية في جده حرم "أسود الرافدين" من التأهل المباشر.

 

أما المنتخب الإماراتي، فقد وجد نفسه في موقف مشابه بعد خسارته أمام قطر في الجولة الأخيرة، ليكتفي بالمركز الثاني هو الآخر، ويُدفع إلى الملحق بحثًا عن فرصة ثانية لإحياء حلم المونديال.

 

تعيين غراهام أرنولد مدربًا للعراق كان خطوة جريئة من الاتحاد العراقي لكرة القدم.

المدرب الأسترالي، المعروف بانضباطه وشخصيته القوية، بدأ بإعادة تشكيل المنتخب على أسس جديدة، ركّز فيها على اللياقة، الذهنية، والانضباط التكتيكي.

قاد أستراليا سابقًا إلى إنجاز تاريخي في مونديال 2022، والآن يجد نفسه أمام مهمة مشابهة — ولكن في ظروف أكثر صعوبة وتحت ضغط جماهيري لا يرحم.

 

أرنولد يدرك تمامًا أن الفوز في الملحق ليس مجرد تأهل، بل تأكيد على أن مشروعه يسير في الاتجاه الصحيح، وأن العراق قادر على استعادة مجده العالمي بعد غياب دام نحو أربعة عقود.

 

من جهته، يدخل المنتخب الإماراتي المواجهة بتركيبة تجمع بين الخبرة والشباب.

يعتمد الفريق على أسماء خبرتها كبيرة في المحافل الآسيوية، إلى جانب عناصر صاعدة تبحث عن إثبات الذات.

ورغم أن الخسارة الأخيرة أمام قطر كانت مؤلمة، إلا أن المدرب الإماراتي كوزمين يراهن على الروح الجماعية والانسجام لتجاوز عقبة العراق، خصوصًا وأن مباراة الذهاب ستكون على أرضه وبين جماهيره.

 

المنتخب الإماراتي سبق وأن وصل إلى كأس العالم 1990، ومنذ ذلك التاريخ يعيش حلم العودة إلى المحفل الأكبر، وهي فرصة ربما لا تتكرر قريبًا.

 

النظام: مجموع مباراتي الذهاب والإياب، والفائز يتأهل إلى الملحق العالمي المقرر في مارس 2026.

 

سيكون اللقاء مواجهة بين الانضباط الدفاعي العراقي والتحرك السريع والهجوم المتدرج الإماراتي.

 

المباراة لا تحسمها التكتيكات فقط، بل الأعصاب.

الضغط الجماهيري، والتاريخ، وطموح العودة للمونديال كلها عوامل تجعل أي خطأ قاتلًا.

العراق سيحاول الخروج من ملعب الذهاب بنتيجة إيجابية، في حين يدرك الإماراتيون أن الفوز في أبوظبي سيكون المفتاح الحقيقي لتأشيرة العبور.

 

من الناحية المعنوية، يبدو المنتخب العراقي في وضع أفضل، إذ يعيش حالة استقرار فني واضحة.

لكن الإمارات تمتلك أفضلية الأرض في الذهاب وقدرة على التسجيل في اللحظات الحرجة.

كل المؤشرات تقول إننا أمام مواجهة متكافئة حتى الدقيقة الأخيرة من الإياب، وقد تكون الركلات الترجيحية هي الحَكَم النهائي بين الحلم والخيبة.

 

الملحق بين العراق والإمارات ليس مجرد مباراتين في التصفيات، بل فصل جديد في تاريخ كرة القدم العربية.

منتخب واحد فقط سيواصل المشوار نحو المونديال، لكن كليهما يدرك أن المجد لا يأتي إلا عبر المعاناة.

في ابو ظبي والبصره، ستكتب الجماهير فصولًا من الدموع والأهازيج والآمال.

الكل ينتظر صافرة النهاية… ليعرف من سيبقى في الحلم، ومن سيستيقظ على الحقيقة.

المشـاهدات 19   تاريخ الإضافـة 26/10/2025   رقم المحتوى 67701
أضف تقييـم