هيثم محسن الجاسم

حصاد

بذرت ماحرثت من ارض، فاينع زرعي وظللت اوراقه رؤوسنا لقد بر جهدنا باحسان.

النباش

حمل  معوله ليحفر منزل مقصوف .  في اليوم الثالث، لاحت له  ثغرة. من خلالها، احصى جثث اسرته .

ثكلى

 في طابو ر ، مزقه لهب من نار ،حين احصيت الاذرع المبتورة توسطها ذراع يحمل ختم من نور اضاء وجه ام لايعرف قلبلها الثكل باطفالها الخمس.

كانوا هنا

سقط الجلاد وتوارى ظله الثقيل وأشرقت شمس الحرية، ركضنا في دياجير الظلام، نفتش عن بقايا أرواحنا المتشظية في غياهب السجن.

مجزرة

سرق البراءة وتوارى . وشم الأجساد والجدران والهواء بثقوب من نار وفولاذ. وسم الأبطال بنياشين الخلود . فولدت المقبرة الصغيرة مقابر عظام .

ابوه

طفلي البكر ملقى بالفناء معفرا بتراب غزة المقدس. اخذت قدمه الوحيدة بكفيَّ، اشمه، أروي ظمأ أبوتي من عطر براءته المعطوبة بدخان الغدر .

الغائب

قالت: سلموا على أبيكم .

 تبادلوا الأولاد الأربعة النظرات باستغراب. أقامت كوابيس صيدنايا جدارا صلدا، حال بين المعتقل و اولاده.

ثأر مؤجل

اعتاد احمد أن يجلس ملاصقا لأمه. شعر بالفقد لما وقف يتأمل جثمانها المسجى على عربة الموتى. قلبه الصغير رفرف كطائر ذبيح لما حاول أن يقترب لملامسة جسدها لأخر مرة. لكن روحها حالت دون ذلك، هتفت به؛ من يأخذ ثأري من القاتل يا شبلي!؟

تأمين

مال كتفه الصغير تحت وطأة كيس الطحين .استُقْبل الكيس بحفاوة من جوقة الاطفال الجياع.  رمى الكيس على المنضدة وابتسم قائلا: وهو يشير لكيس الطحين : خلص ،ضمنا البقاء احياء هذا الشهر .

 الصدمة

 مقرفص في البرد كايقونة صمت . يسمع أصوات اولاده الموتى كأنهم احياء من تحت الانقاض ، شاهد عيان على المجزرة.

خارطة الظلم

خرج عاريا امام الكاميرا، جسد مهشم وهزيل. خارطة اعتقاله واضحة فوق جسمه، اخجلته سياط عيون الناس قابلهم بابتسامة خجولة .

اعتقاد خاطىء

 فزع مرتجفاً، كمن سرى تيار كهرباء التعذيب في جسده، أعتقدهم جلادين دخلوا زنزانته لإعدامه. اجتهدوا بطمئنته أنه حراً. فلن يصدق  .

أصوات صامتة

خطب المرشح خطبة واعدة في حي منسي بضواحي المدينة، (صوتكم) يفتح أبواب الخدمات لأحياء منطقتكم البائسة، صمت مطبق، قرع طبول الجوع غطى على بحة(صوته) المخاتل.

القيامة

ألف وأدوّر قسرا ،محمولا على سيخ فولاذي جبار، أمام جحيم ملتهب لا يخمد اتونه ،يسيل شحمي ويشوى لحمي بلا صراخ وعويل الا فرقعة قطرات ملتهبة. عيون صقرية وابتسامة حمقاء تتابع استوائي، لأوزع على موائد الذئاب.

رؤيا رجل صالح

شعر أن النهاية أزفت على الأبواب، حمل أمتعته ورحل، ليدفن مع الهزيمة في مقبرة المستقبل.

مفارقات حية

أستغرق بالضحك من فيديو صراع غريب بين الكائنات الحية، ديك يطارد كلب، حمار يهش ثيران، قرد يسخر من أسد، فأرة تغفو بحضن قطة، فزَّ بفردة حذاء سددتها زوجه الغاضبة.

مت واقفا

يسألوني عن صحة الأخبار بعد البث العام ، انهارت جسور الثقة، ساد اعتقاد عرفي، أن الإعلامي يعرف كل شيء?

مت قاعد

شجبت النظام " الخونة عراة ،يجوبون الديار بلا حياء، تتقدمهم دريئة جوقة سعالي متوحشة، وتتقفاهم جوقة ابواق ،تمسح اثارهم بفرشاة من ورق البنكنوت.".

تناقض

عاش مع زوجته أكثر من عقد ، كان أبوه رجلا ريفيا يعتذر عن ذكر المرأة بعبارة" تكرم من طاريها"، لما وافتها المنية، تبرع ببراد ماء لمسجد القرية سبيلا للعطاش.

الندم الاخير

ما سمع المقرئ يرتل (واما اليتيم فلا تقهر) ، أضطرم بركان حطب قديم في أعماقه، أكله اتون الندم، قبل أن تسري برودة الموت في أطرافه.

صحوة موت

اوصى اتباعه؛ احرقوا افكاري( كفارة) عن خيانة الشعب ,أجمعوا الرماد وأنثروه بالريح .

فارق السن

صوت أجش، يعنف بنبرات حادة ، وصوت ناعم، يتوسل برجاء.

بصمت، انسحبت من خلف الجدار.

حمى العطل الكيفية

طفحت مجاري الشارع الرئيس , اربكت انسيابية الدوام في المؤسسات الرسمية . فاعلن المسؤولون عطلة لثلاثة ايام،لتنقية الجو .

سيرك سياسي

خيم السيرك في أرض خضراء مفتوحة . أُنْزل قفصا لذئاب مدجنة ،ترقص على نغم السوط ،تعوي تعوي . وتسكت على صوت صاحب السوط.