محنة الاسلام السياسي و الديمقراطية
![]() |
| محنة الاسلام السياسي و الديمقراطية |
|
كتاب الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب علاء الخطيب |
| النـص : عندما يتحول الدين إلى لغة سياسية ، و العبادة إلى ديكور يعيد انتاج شرعية الحاكم او المتحكم بالسلطة. هنا لابد ان يتنازل الدين للسلطة باعتبارها مصدر للكسب المادي، و وسيلة للوجاهة.
ليس العيب بالدين بل بإستخدامه كوسيلة تلميع صورة السلطويون .
المحنة التي يتعرض لها الإسلام السياسي في العراق ، هي انتهاك قواعده الأخلاقية الرفيعة على حساب السلطة .
ويبدو ان بريق السلطة حل محل روحانية الدين . وربما هذه حتمية تاريخية، فرضتها ظروف الواقع الحالي ، فقد وضع الزمن بصماته على كل شيء على الافكار ، والأشخاص، و طرز البناء ، والوجوه ، حتى وصل إلى الإسلام السياسي .
فقد خلعت اغلب الاحزاب الإسلامية عبائتها الدينية أمام بريق السلطة، ولم يعد للشعارات القديمة مكاناً ، ولا للوجوه القديمة موطأ قدم ، وقد تحققت الإزاحة الجيلية بكل معاييرها وشروطها، فالأحزاب الإسلامية التي يقودها رجال دين تختار مرشحيها من النساء الجميلات وعارضات الأزياء والبلوگرات. والممثلين والفشنيستات و نجوم كرة القدم ، و غيرهم ، وراحت الدعاية الانتخابية توكّد على الوجوه دون المحتوى .
فلم يبق من هذه الاحزاب سوى مظاهرها الخارجية الفضفاضة ، وخطابها الداخلي الغير معلن . وراحت تتعكز على المدنية وضرورات السياسة.
لعل البعض يقول ما الضرر في ان يحتضنوا كل الطاقات والكفاءات سواء كانت إسلامية او غير إسلامية ، الجواب واضح حداً ولا لبس فيه ، لا مشكلة في ذلك ، ولكن عليهم ان لا يدنسوا الرمز الديني، ولا يتحدثوا بالدين ، وليفعلوا ما يشاؤون ، لا احد يفرض وصايته عليهم او يمنعهم من المشاركة والعمل السياسي، ولكن الاعتراض هنا فقط على تدنيس المقدس وإفساد الرمز الديني برجس السياسة. ولكن الدين لنا جميعا. وانا رمزيته تعنينا كلنا ، فلا يجوز استغلالها في السياسة. فالتحدي الأكبر للإسلام هو استغلاله من قبل من يدعون حمله. |
| المشـاهدات 46 تاريخ الإضافـة 02/11/2025 رقم المحتوى 67914 |
توقيـت بغداد









