الإثنين 2025/11/3 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غيوم متفرقة
بغداد 28.95 مئويـة
نيوز بار
محنة الاسلام السياسي و الديمقراطية
محنة الاسلام السياسي و الديمقراطية
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علاء الخطيب
النـص :

عندما يتحول الدين  إلى لغة سياسية ، و العبادة إلى ديكور يعيد انتاج شرعية الحاكم او المتحكم بالسلطة.  هنا لابد ان يتنازل الدين للسلطة باعتبارها مصدر للكسب  المادي، و وسيلة  للوجاهة.

 

ليس العيب بالدين بل بإستخدامه كوسيلة تلميع صورة السلطويون .

 

المحنة التي يتعرض لها الإسلام السياسي في العراق ، هي انتهاك قواعده الأخلاقية  الرفيعة على حساب السلطة .

 

ويبدو ان بريق السلطة حل محل  روحانية الدين .  وربما هذه حتمية تاريخية، فرضتها ظروف الواقع الحالي ، فقد وضع الزمن  بصماته على كل شيء على الافكار ، والأشخاص،  و طرز البناء ، والوجوه ، حتى وصل إلى الإسلام السياسي .

 

فقد خلعت اغلب الاحزاب الإسلامية عبائتها الدينية أمام بريق السلطة، ولم يعد للشعارات  القديمة مكاناً ، ولا للوجوه القديمة موطأ قدم ، وقد تحققت الإزاحة الجيلية بكل معاييرها وشروطها،  فالأحزاب الإسلامية التي يقودها رجال دين تختار مرشحيها من النساء الجميلات  وعارضات الأزياء والبلوگرات.  والممثلين والفشنيستات و نجوم كرة القدم ، و غيرهم ، وراحت الدعاية الانتخابية توكّد على الوجوه دون المحتوى .

 

فلم يبق من هذه الاحزاب سوى مظاهرها الخارجية الفضفاضة ، وخطابها الداخلي الغير معلن . وراحت تتعكز على المدنية وضرورات السياسة.

 

لعل البعض يقول ما الضرر في ان يحتضنوا كل الطاقات والكفاءات سواء كانت إسلامية او غير إسلامية ، الجواب واضح حداً ولا لبس فيه ، لا مشكلة في ذلك ، ولكن عليهم ان لا يدنسوا الرمز الديني، ولا يتحدثوا بالدين ، وليفعلوا ما يشاؤون ، لا احد يفرض وصايته عليهم او يمنعهم من المشاركة والعمل السياسي، ولكن الاعتراض هنا فقط على تدنيس المقدس وإفساد الرمز الديني برجس السياسة.  ولكن الدين لنا جميعا. وانا رمزيته تعنينا  كلنا ، فلا يجوز استغلالها في السياسة. فالتحدي الأكبر للإسلام هو استغلاله من قبل  من يدعون حمله.

المشـاهدات 46   تاريخ الإضافـة 02/11/2025   رقم المحتوى 67914
أضف تقييـم