الإنتخابات أَداةُ الديمُقراطية
![]() |
| الإنتخابات أَداةُ الديمُقراطية |
|
كتاب الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب مهدي مُحي الدين (مهدي بابان) |
| النـص :
بعيداً عن التعاريف الأكاديمية المَعروفة، أَنَ الديمُقراطية هيَ اسلوبٌ حياتي أساسه الأخلاق ضمن المُجتَمعات الحُرة، والغاية مِنها الوصول للعدالة ضمن كُل شؤون الشَعب والعَدالة أدواتِها القَوانين التي تَحفُظ الحُقوق و الواجبات بين أفراد المُجتَمَع وبينهُ وبين السُلطة التي تُنَفذ تَفاصيل الحياة الحاضرة والمُستَقبلية، وهكذا قُسمت هيكَلية السُلطة، تَشريعية و تَنفيذية وَ قَضائية، والتشريعية هيَ التي تُشكلها أداة الإنتخابات. أن الغاية من تَحقيق الديمُقراطية مِن خلال إجراء الإنتخابات هي نَشر العدالة، لكن في عَصرِنا الآن قد تَغَيرت الغاية فَبَدل إحقاق العدالة يَتم الإلتفاف لتكون الغايات هي نَيل المَكاسب الفِئَوية أو الشَخصية مِن خلال نيل كَراسي البرلمان، فَمِنَ النادرِ أن سَمِعنا بأَنَ كُتلة أوحزب أو مُرشحاً قد أَوفوا بوعودهِم أو شَرَعوا بِتنفيذ مَشروعهم الذي رَوَجَوا له وهذا مَعروف على مُستوى العالم، هنا في العراق و إقليمه مُنذُ عام 2003 لغاية 2021 تم إجراء ثمان إنتخابات تَمت بِشكل مَقبول إجرائياً، لكن كَنتائج لم تُحقق ما كانَ مَرجواً مِنها، فمئات الشخصيات و عشرات الأحزاب السياسية و مُتاحٌ لَهم مئات المليارات من الدولارات وعلى مَدى أكثر من عَقدين لم يَتَمَكنوا مِن تأمين الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه وخدمات صحية بالشكل المَقبول!، ضِمن بلدٍ غَنيٍ بأغلب مُتَطَلَبات الحَياة الكَريمة والتَطوركما يَجِب! وهذا ما يؤكد بأن غاية الديمُقراطية لم تَتَحقق، اليوم ونحنُ على بُعدِ أيامٍ قَليلَة مِن إجراء جولةَ إنتخاباتٍ عامة نَرى أن ألكثير من الوجوه و الأحوال والأساليب لم تَتَغيَّر ، والأنكى أَحوال الصراعات على الكراسي لها نَفس الغايات المُبَطنة رَغم كل الشِعارات والوعود التي يَتم إطلاقَها، أنَ الذي نَراه مُنذ إنطلاق الحَملات الإنتخابية للمُرَشَحين، هذا الكَم الكَبير مِنَ الصور والبوستَرات الدَعائية المُبالغ بها، التي إزدَحَمت بِها الشَوارع أراها مَحدودة الفائدة وَيَجب أن لا يُبالغ بِعَدَدِها وحُجومِها،فَمَثَلاً هنا في مَدينتي السليمانية قَد نرى عِدة صور لِنفس المُرَشح ضمن مسافة أقل من مئة مَتر ونرى أن كل الشَوارع والساحات والأعمدة مُزدَحِمة بِكَثافة بالصور والبوستَرات الدِعائية وكأنها دعايات لِسلع مُبالَغ بها!، أن أغلب الناخبين مِنَ المُجتمع العراقي هَمَهم أن يَنالوا مَصالِحَهُم الآنية مِثل الحصول على فُرصة للتَعيين في دوائر الدولة أو تَحسين أحوال بيئَتِهم السَكَنية وما إلا ذلك، فالغالبية يُعانون مِن حالة الإحباط بَعد التَجارب التي عايَشوها ضمنَ الواقع، فَلم يَلمسوا أي تَغير هام وكبير خلال حياتِهم أي أن أغلب مَن تَمَ التَرويجَ لَهم في الإنتخابات السابقة و نَجَحوا لَم يَظهر بينَهُم مَن تَمَيَّزَ وثابَرَ لِتَحقيق ما يَطمح لهُ الناخبون، كُلِنا نَعرف بِأنَ أعضاء البرلمان يُطبقون وَيُروجون لِسياسات و مَصالح أحزابِهم وَكُتَلِهِم، وهنا باتت الإنتخابات عملية روتينية عملية قَد يَتَحَيَّن البَعض لِنَيل بَعض المَكاسب وحَسب ما يُشاع فإن أصوات الناخبين قد تُشترى بِطرق مُختَلِفة، وتَحتَ هذا الواقع هُناك مَن يُطالب المُجتمع بِعَدَم المُشاركة في الإنتِخابات وهذا ليس بِحل أو حالة إيجابية فَعلى المُجتَمَع أن يُمارس هذا الحق ضِمن السِمات الحَضارية لكن عَليه أن يَتَحلى بوعي ودراية كافية عَن مَن سَيَنتَخَب ومن الذي يكون أكثر أهلية وإمكانية لِيَتَولى مسؤولية تَحقيق بَعض ما يَصبوا إليه المُجتَمَع. |
| المشـاهدات 48 تاريخ الإضافـة 10/11/2025 رقم المحتوى 68121 |
توقيـت بغداد









