| النـص : في الايام القليلة الماضية ظهرت نتائج القبول المركزي للطلبة في الجامعات والمعاهد الحكومية وعلى خلاف المفروض بدأت من القبول في الدراسة المسائية الحكومية ومن ثم القبول المركزي وبعد ذلك التقديم على التعليم الموازي وخلال الفترة ما بين هذه النتائج جرى الحث على حجز مقاعد دراسية في الكليات الحكومية مقابل اجور وتتبعتها الجامعات والكليات الاهلية , وكلاهما توجه الطلبة بالإسراع في ضمان مقعد دراسي خشية عدم القبول ,وللترغيب فيه تعهدت الكليات الحكومية المسائية بإعادة مبالغ الاقساط بعد خصم نسبة منها بمقدار عشرة في المائة اذا ظهرت النتائج خلال ايام معدودة , وهو امر مشكوك فيه للبطء والتأخير في اعلان النتاج .. الواقع ان هذا الترتيب في القبول وادارته والروتين فيه مقصود ويشكل طرقا ملتوية للحصول على المال من اهالي الطلبة وتغليفه بسلوفان تعليمات واجراءات تظهر بمظهر قانوني للتملص من الملامة التي تقع على الوزارة . ان هذا الاسلوب وغيره يكشف مسالة ” تسليع التعليم الجامعي ” الذي اصبح غاية لتعويض تدني التخصيصات المالية في الموازنة للتعليم والتي وصلت الى مدى لا يمكن التستر , انها عملية متكاملة ففقدت رقابة مجلس النواب عليها , ولم يترك مجالا لم تستثمره الوزارة ماديا على صعيد الخدمات الجامعية التي كانت تقدم مجانا , من الهويات الى الوثائق . الجهات المعنية تقارن الاجور التي تتقاضها من الطلبة بما يدفعه الطالب في الكليات الاهلية , وهي مقارنة ظالمة ,فالذهاب الى الاخيرة اكراها ,لضعف الاستيعاب في الجامعات الحكومية . و الجامعات الاهلية بات معرفا من هم المستثمرون فيها الذين يتحالفون مع المتنفذين بالسلطة , وقد خفضت اجورها للطلبة الجدد دون القدامى في منافسة مع التعليم الموازي والمسائي ولجذب الطلبة اليها بمعدلات تقل كثيرا , على ان لا يشمل الطلبة المستمرون في السنوات السابقة . ان سير عملية القبول في الجامعات الحكومية ارهق ذوي الطلبة واتعبهم , وادخلهم في حيرة من امرهم , لعدم وضوح الصورة , زادها فلسفة الدراسة الجامعية التي تقوم على الدراسة من اجل التعين في دوائر الدولة وقطاعها العام وليس اعداد المتعلم للحصول او انشاء فرصة عمل خاصة به في الاقتصاد الوطني . ان القبول في الجامعات بحاجة الى مراجعة ومناقشة مستفيضة من قبل المختصين , وكذلك من الطلبة ذاتهم في اروقة الجامعات بعد اعداد ورقة بحثية تتوخى التطوير والنهوض بالتعليم الجامعي ليخرج من الاطار الضيق المحصور في نطاقه , وجعله تعليم يمكن لمتلقيه ان تنفتح أفاق رحبة للعمل امامه .
|