الصراع النفسي في رواية (امرأة الظل) للروائي عبد الرضا صالح محمد / العراق![]() |
| الصراع النفسي في رواية (امرأة الظل) للروائي عبد الرضا صالح محمد / العراق |
|
فنارات |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
| النـص :
الباحثة: د. نور ضياء السامر يمكن رصد هذا النمط من الصراع بشكل كبير جداً في مضمون رواية (امرأة الظل) والصراع النفسي هو تقريباً (ثيمة) المؤلف هنا لأنه يقسم روايته هذه إلى (جلسات ) وليس فصول كما ضمن روايته بالرمز النفسي والعلامات السيمائية النفسية للدلالة على وجود الصراع النفسي الداخلي في الشخصيات بين ذاتها وصراعها مع الشخصيات الأخرى، وأهم هذه العلامات النفسية تبدا من عنوان الرواية، فامرأة الظل دالة على ازدواجية الشخصية النرجسية التي جسدتها (فاتن) وهي نفسها (أطياف) لهذه الشخصية هو كشبح من الماضي يطارد ذكريات (عدنان)، ومن العلامات الأخرى التي لها دلالة نفسية هي ارتدائها قميص باللون (الأصفر) وهذه اشارة إلى خبث هذه الشخصية ومكرها وغيرتها أو كبت غرائزها ورغبتها الشهوانية تجاه (عدنان) من شرب الخمر والتعطر بشكل مبالغ فيه دلالة على الإغراء لجنس الرجال، فهي امرأة لعوب استطاعت اصطياد عدنان والعبث بمشاعره وعواطفه وتمكنت من الانتقام منه ومثال ذلك : (كانت تدرك أنه يتأمل قدومها، وفي قرارة نفسها تؤكد أنه صيد سمين وسهل الوقوع في شراكها، وصلت قريباً منه، وتجاوزت بخطوات، ومن ثم التفتت نحوه للحظة) ص 9 فعند تحليل شخصية (أطياف) يظهر الصراع (الداخلي والخارجي) فيها، فهي شخصية رئيسية نامية معقدة تتطور بفعل الأحداث لتخلق الصراع، ويمكن توضيح نمط هذا الصراع في هذه الشخصية باتباع تصنيف (سيغموند فرويد) أـ (الهو) يتمثل (بالا وعي) في شخصية أطياف هي الغرائز والرغبات العاطفية المكبوتة، وسلوكيتها الغير متزنة وانحرافها بممارسة الرذائل والخيانات الزوجية لكلا أزواجها (جلال) و(عواد)، وكرهها لصديقة طفولتها وسبب ذلك هو تفضيل عدنا وفاء عليها واختيارها زوجة له بدلا منها، فتظهر رغبات الا وعي بالعودة لهذه الشخصية (النرجسية) المغرورة التي تجد صعوبة في تقبل رفض عدنان لها، ففي أول فرصة سنحت لها تمكنت من اغواء عدنان وايقاعه مي شباكها العنكبوتية فقد أغوته وجعلته يخون زوجته (وفاء) المخلصة، وهذه الرغبات المكبوتة تظهر الشخصية بصورة سوداوية من الداخل تعيش صراع الحب من طرف واحد والرفض من الشخص الذي تحبه فتلقي بظلها على حياته الهانئة فتدمره، ومثال ذلك: (لقد فعلت فعلتها هذه العنكبوت، ونصبت شباكها المحكمة لتتسلل إلى قلبينا وتفترس تلك العلاقة المحكمة من طيبة وحب وحنان، ما إن تزوجت فاتن ورحلت بعيداً عن وجهها، استقرت وهدأت، كل هذه الفترة التي مضت اختفى وجودها عنها، والآن تعود بأبشع وجه لتخطف زوجها بكل سهولة، وهو يعرف أهدافها السيئة، ونواياها الخبيثة) ص 203 ب ـ (( الأنا الأعلى) وهو مستوى الوعي في شخصية (أطياف) والذي يتمثل في الهواجس النفسية من اصرار على الانتقام من (عدنان) لعدم تقبلها شعور الرفض والأقصاء والنفور من قبل (عدنان) ، فالوعي النفسي عندها يتجسد في رفض انوثتها واحساسها بأنها شخص غير كافي منذ ايام الطفولة وما تربطها من صداقة بينها وبين يوسف أخيها ووفاء وعدنان، فهي صدمات طفولة امتدت لفترة المنضج النفسي، مما ولد لديها الصراع الذاتي والثأر لأنوثتها المرفوضة، ومثال ذلك: (لا بد أن تكون إحدانا أجمل من الأخرى، سكت ولم يجبها، ثم أقسمت عليه أن يقول الحق، وكانت مغرورة بجمالها، تعد نفسها إحدى ملكات جمال العالم، صحيح أنها جميلة، ولكنها فضة مبتذلة تخون صديقتها (وفاء) التي تحبها) ص 27 ت ـ (الأنا) وقد تجسد في نظرة المجتمع لأطياف الذي نتج عنه (صراع خارجي) يتمثل بالاشمئزاز من أفعالهاـ ونبذ أخيها (يوسف) لها، وخاصة لأنها شخصية صعبة الترويض وغير مستقرة وغير سوية، وزوجة خائنة لم تحافظ على زوجها (جلال) الذي طلقها، وثم زوجها (عواد) الذي خانته أيضاً وتقبل ذلك في بادئ الأمر، ثم بعد ذلك طلقها من شدة انحرافها واستخفافها وعدم تقديرها للحياة الزوجية، وهذا الصراع مع محيطها الخارجي ولد صراعا لديها ومثل ذلك: (لما علم زوجها (جلال) ذلك منها، نصحها بعدم الخروج والسهر مع أسر يختلفون بعاداتهم وتقاليدهم عنهما، لكنها لم تستجب لنصحه، ولما كرر عليها ذلك ازدادت عناداً وتحديا له، فما كان منه إلا أن رحلها إلينا) ص 170 فالمؤلف رسم ملامح هذه الشخصية بكل دقة وهو عليم ببواطنها النفسية وتقلباتها المزاجية التي تبين لنا بأنها مريضة بعقد نرجسية ( سايكوباثية) منتقمة تهوى السيطرة، تعيش صراع مع نفسها ومحيطها وصراع خاص بها مع شخصية أخرى وهي (عدنان)، فيدور بينهما حوار يحتدم الصراع به وصولاً لارتكاب عدنان جريمة قتلها، ومثال ذلك: (ثم وقفت كأفعى تفح كما لو أن خطراً داهمها، وهي تتهيأ للهجوم، جئت بي هنا لتوضح لي كراهيتك، وتدوس كرامتي، وأنا أتصور أنك تغيرت وجئت لتصلح أخطاءك؟!) ـ لا بأس أنا كل ما أبتغيه هو التفاهم معكِ. ـ التفاهم على أي شيء؟ ـ عليك أن تبتعدي عني وعن عائلتي وتدعينا نعيش بسلام، فضحكت ضحكة هستيرية، وبدأت تعربد، وتصرخ وتقطّع شعرها، وتكيل له أقذع الشتائم والسباب، جئت لتهينني أيها الحقير، القذر، تظهر الفضيلة أمام وفاء، وأنت أكبر دني...ء؟! ص 183 |
| المشـاهدات 28 تاريخ الإضافـة 15/11/2025 رقم المحتوى 68270 |
أخبار مشـابهة![]() |
العرس الديمقراطي مصير وطن ومقياس إخلاص الناس للأرض والعراق
|
![]() |
أسباب الجدل حول تسبه المشاركين في الانتخابات !! |
![]() |
العراق 2029: جسر بين الماضي والمستقبل
|
![]() |
الألكسو تمنح الشيخة حور القاسمي منصب سفيرة فوق العادة للثقافة العربية |
![]() |
تأهل المطيري والشمري في الحلقة الثانية من "شاعر المليون" بموسمه الـثاني عشر |
توقيـت بغداد









