| النـص :
رغم كل المعاناة التي يعاني منها الشعب الكوردي في حكومة اقليم كوردستان من الظروف السياسية والاوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة، خاصة فيما يتعلق بتأخير صرف رواتب الموظفين لأشهر عديدة، مرة اخرى اثبت الشعب الكوردي للعالم اجمع بانه شعب وفي و مخلص و يمتلك الوعي الوطني و القومي تجاه ارضه و قضيته المصيرية وارتباطه بالأرض ، وبعد اعلان النتائج الانتخابات العامة للدورة السادسة لمجلس النواب العراقي لعام ٢٠٢٥، ووفقاً للنتائج الاولية قد حصل الحزبين الرئيسيين في اقليم كوردستان على اكثر من مليون ونصف مليون صوت ، و في الحقيقة ان تجاوز حاجز مليون و نصف مليون صوت هو بمثابة تتويج لمسيرة و نضال طويل لهذا الشعب العريق والوفي لمبادئه التي ناضل من اجلها وبذل في سبيل ذلك الغالي والنفيس، وايضا هي رسالة وفاء وعطاء من ابناء الشعب الكوردي لقياداتهم و تاريخهم النضالي و البطولي ويعد هذا الانتصار الانتخابي هو ثمرة التضحيات الكبيرة لدماء الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم لدعم المسيرة الظافرة لنضال شعبنا خلال عقود من الزمن و كما يعلم الجميع فان موظفي و معلمي الاقليم يعانون منذ عام ٢٠١٤ و لحد الان الامرين حيث لا يتم صرف مستحقاتهم المالية من الرواتب و الترفيعات و العلاوات بشكل منتظم في نهاية كل شهر و السبب في ذلك يعود للخلافات السياسية بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم .ويدفع ضريبتها الموظفين ، و تعد هذه من المشاكل المعقدة و العويصة بين الحكومة الاتحادية و حكومة الاقليم و للأسف لحد اليوم ليس هناك حل جذري لهذه المشكلة الامر الذي انعكس بشكل سلبي على الواقع الاقتصادي و الاجتماعي و المعيشي لمواطني الاقليم بكل قطاعاته..و من الجدير بالذكر ان هذا الانتصار الانتخابي هو بحد ذاته رسالة مهمة الى الحزبين الرئيسيين في الاقليم و تدعوهم الى تذويب خلافاتهم و ان يتكاتفوا و يتماسكوا فيما بينهم ويذهبون بصوت واحد الى بغداد و يتركوا الخلافات الحزبية جانباً و ان يهتموا بخدمة الشعب الذي هو سندهم و مصدر قوتهم في كل الازمات و بإرادة الشعب وقوته يتمكنون تحقيق جميع الاهداف الوطنية والقومية المشروعة و الحفاظ على كل المكتسبات التي حصلوا عليها .. و مما يجدر ذكره هنا ان الشعب الكوردي تعرض الى عمليات الابادة الجماعية ،منذ تأسيس الدولة العراقية ١٩٢١ حتى عام ١٩٩٠ حيث وصلت هذه الحملات الى اوجها في عهد النظام الصدامي المقبور في زمن ( حزب البعث ) المحظور . الذي نفذ عمليات قتل ضد الالاف من الاخوة الفيليين و تعرض الباقون منهم الى عمليات التهجير و التسفير القسرى الى الدول الاخرى ومصادرة اموالهم المنقولة والغير المنقولة ، و كذلك عمليات الابادة الجماعية لأكثر من ثمانية آلاف من البارزانيين و كذلك حملات الانفال السيئة الصيت ضد الشعب الكوردي . و قد دمر خلالها الالاف من القرى الكوردية و قد جرت هذه العمليات في ثمانية مراحل .بدأت في عام ١٩٨٨ حيث تم ابادة اكثر من ١٨٢ الف من الشعب الكوردي من كل الفئات العمرية و كان الغالبية العظمى من النساء و الاطفال و الشيوخ و توالت مسلسل جرائم النظام الصدامي الاجرامي حيث دفنت قوات النظام معظم الضحايا و هم احياء في صحاري جنوب العراق و مناطق اخرى و من الجرائم البشعة للنظام المقبور قصف مدينة ( الحلبجة ) الشهيدة بالسلاح الكيمياوي. وكذلك عمليات التهجير و الترحيل و التطهير العرقي الذي نفذتها الانظمة العراقية المتعاقبة ضد الكورد. و اتباع سياسة الارض المحروقة التي انتهجها نظام صدام المقبور في كوردستان . و بعد عام ٢٠٠٣ تنفسوا الصعداء بسقوط هذا النظام الدكتاتوري والدموي.. و الان يتم محاربة الشعب الكوردي من خلال قطع رواتب الموظفين مصدر رزقهم و قوت عيالهم و اتباع سياسة تجويع الشعب..ختاما نتمنى من الحكومتين انهاء الخلافات السياسية و لا يدخلوا قوت الشعب في صراعاتهم السياسية لتوفير سبل العيش الكريم لأبناء الشعب لينعموا بالأمن و الاستقرار و الرفاهية مثل بقية شعوب العالم.
|