الإثنين 2025/11/17 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 12.95 مئويـة
نيوز بار
تقاسيم على الهامش (( كم نحن بحاجة الى مثلها الآن ..!!))
تقاسيم على الهامش (( كم نحن بحاجة الى مثلها الآن ..!!))
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عبد السادة البصري
النـص :

 

 

 

 

ذات يومٍ وأنا اتصفّح بعض الصفحات توقفت عند منشور للأستاذ حسين العطيّة يتحدّث فيه عن مكتبة الموانئ في المعقل ( المكتبة العامة )، فعادت بي الذكريات لأيامٍ خلت كنت أتردد فيها على هذه المكتبة التي  اسّسها اللواء الركن المرحوم مزهر الشاوي المدير العام الأسبق للموانئ العراقية في منطقة  ( كامب الفلح  ) سنة 1962، لأتزوّد بالمعرفة وأقرأ ما فيها من المؤلفات أيام الثمانينات حيث قرأت كل مؤلفات سارتر ونجيب محفوظ وديستوفسكي وغيرهم!!

يقول الكاتب العطيّة في منشوره :ــ أول ما يلفت انتباهك وانت مقبلٌ على بوابة حديقتها الخارجية الواسعة التي تكثر فيها المصاطب هو التنسيق البديع للدراجات الهوائية  التي صفت إلى جانب ممر الحديقة الغنية بالأشجار والورود المتسلّقة حتى سطح المكتبة !

نعم، كان علينا أن نوقف درّاجاتنا الهوائية في المكان المخصص لها لنلج المكتبة، لقد أعادتني هذه الكلمات الى أيام كنّا نراجع دروسنا نحن طلبة السادس الاعدادي في السنة الأولى من ثمانينات القرن المنصرم لنستعدّ للامتحان الوزاري بين أفياء حديقتها، والقصائد التي كتبتها وأنا جالس على تلك المصاطب!

 كانت تأتيها الصحف والمجلّات والكتب من أوربا وجميع انحاء العالم حيث تجلبها الطائرات القادمة إلى مطار المعقل في رحلاتها اليومية أيام الستينات والسبعينات !

 تضمّ قاعات للمطالعة فيها كل ما يحتاجه الباحث من مراجع وصحف ودراسات ومؤثثة بأفضل الاثاث مع التبريد صيفاً والتدفئة شتاءً،  يالله ما أجمل الهدوء فيها؟!

نظام حفظ الكتب والمطبوعات والفهرسة حسب أنظمة المكتبات المتّبعة عالمياً كما كانت الضوابط والتعليمات للاستعارة تطبّق بدقة ووفق سجلات وآليات معدة لهذا الغرض !

 تعرّضت المكتبة لأعمال النهب سنة 1991 ثم تحوّلت إلى جمعيّة أسواق وفرقة حزبية في التسعينات، بعدها إلى بيوت تجاوز بعد 2003 !!

ما أن أكملت منشور الاستاذ العطية الذي اخذت منه بعض ما ذكرت سابقاً حتى سقطت على خدي دمعتان، حيث أعادتني كلماته الى أيام الثمانينات وكيف كنت من المواظبين على ارتياد هذه المكتبة والتزوّد من مخزونها المعرفي لساعات طويلة سواء اجلس في احدى القاعات أو على المصاطب في حديقتها الغنّاء ،واليوم كلّما أعبر على بنايتها في السيارة وأشاهد ما آلت اليه من خراب وضياع معالم تخنقني العبرة والحسرة على آلاف الكتب والمخطوطات والمجلّات والصحف التي صارت وقوداً للتدفئة والطبخ ذات يوم تسعينيٍّ عاصف !!

 لكنّني اعود وأقول في سرّي :- أتفاءل خيراً حين أقرأ وأسمع عن حركة الاعمار والبناء التي تقوم بها شركة الموانئ في المعقل وميناء الفاو وما الى ذلك، متأمّلاً عسى ولعل أن تعود هذه المكتبة الى اشراقتها ويُعاد بناؤها وتأثيثها بما يحتاجه القارئ والباحث من كتب ومصادر وغير ذلك، ولا ننسى أنها كانت ذات يوم أثراً وحكايات وأحاديث للعديد من المبدعين البصريين والعراقيين وغيرهم، وانها كانت مَعْلَم من معالم المعقل الحضارية .

المشـاهدات 35   تاريخ الإضافـة 16/11/2025   رقم المحتوى 68341
أضف تقييـم