الإثنين 2025/11/17 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 15.95 مئويـة
نيوز بار
رئيس الوزراء القادم بين الرضى الأمريكي وشروط الاطار
رئيس الوزراء القادم بين الرضى الأمريكي وشروط الاطار
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علاء الخطيب
النـص :

 

 

 

لقد وضعت الانتخابات أوزارها وبدأت الكتل تتوجه نحو تشكيل الحكومة ، وكالعادة ستكون الحوارات طويلة ومضنية في اختيار رئيس الوزراء ، المنصب الاهم والأول في ادارة دفة الحكم في  البلاد ، هذه المهمة  الثقيلة التي  يضطلع بها الاطار التنسيقي ، قد بدأت ، واستهلها المجتمعون  برفضٌ التجديد لرئيس الوزراء المنتهية ولايته، محمد شياع السوداني، ووضع شروط مشددة في اتفاق  أوليّ على منع رئيس الوزراء المقبل من تأسيس حزب أو خوض الانتخابات، كي لا تتكرر تجربة السوداني التي هددت وحدة الاطار وتماسكه .

 الإطاريون  يريدون ان  يكون  رئيس الوزراء، بقرارته ومستشاريه وطاقمه، ضمن الارادة الجماعية لقوى الاطار . وبالوقت  نفسه ، يعلنون ان المرشح القادم لا مانع من ان يحوز على رضى  

الولايات المتحدة الأمريكية.

 يعلّلون ذلك بان المرشح الذي ينفرد في ادارة الدولة  يسبب اضطراباً في الموقف السياسي، والخطاب السياسي، ويجعل القرار الحكومي ضعيف ، وقد يضطر رئيس الوزراء إلى تقديم تنازلات كبيرة على حساب حقوق المكون الأكبر .

 فهمًا يريدون تكرار التجربة التي  أفرغت احزابهم وكتلهم من قواعدهم الجماهيرية ، والتي كان حراك تشرين احدهم تداعياتها .

 البعض يقول: ان هذه النقاط التي طرحها  الإطاريون هي تقييد لحرية وحركة رئيس الوزراء التي تجعله رهين زعماء الاطار ، وتفرغ سلطة رئيس الوزراء من محتواها .

اما المحللون  فيذهبون ان ارتفاع سقف المطالب والشروط ناتج عن نشوة النصر التي تتملك الكتل الفائزة، والبعض الاخر يعزو هذه الشروط إلى الغرور  بالنصر  ، وهذا الغرور ربما سيكون  أسرع الطرق للخسارة.

   من جانبها الولايات المتحدة تريد ان يكون رأس السلطة التنفيذية بعيداً عن ايران ومحور المقاومة ، والفصائل المسلحة ، كما تريده ان  يفرض سيطرت الكاملة على الحشد وهو المعضلة الأكبر في العملية .

  هذه الرغبة الأمريكية تواجه رفضاً شعبياً واطارياً ، فالغالبية الشعبية في العراق يعتبرون الحشد قوة لحماية العراق وانه جلب الامن والاستقرار. ولا يجوز التفريط بها، لكن لابد من تنظيمها وتقنينها. اما  مسألة حل الحشد فهي مسألة حساسة جداً ، لكن يمكن حلها بالحوار ، وهذا يعني ان رئيس الوزراء القادم يجب ان يكون مرناً  ، ولكنه لا يمكن يقبل بكل الشروط الأمريكية .

 إن  غالبية القواعد الشعبية التي صوتت لكتل الاطار،  تريد  بناء دولة مؤسسات، وأمن ، وخدمات، واستقراراً طويل الأمد. تريد رئيس وزراء قويًّا، مستقلًّا في قراره التنفيذي، قادراً على التفاوض مع العالم، وقادراً على حماية البلد من الصراعات الداخلية قبل الخارجية، وان يوازن في العلاقة بين واشنطن وطهران .

النصر الذي حققته كتل الاطار  هو اختبار جديد وتجربة لابد من استغلالها دون الوقوع في مطبات وتقاطعات، تعطل عملية النمو والإعمار ، ولكي تثبتوا ان الإعمار والبناء والعلاقات الخارجية والتحول  من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد  الانتاجي هو البرنامج الحكومي لكم .

 الانتصار هو اختبار  للإرادة والحكمة السياسية وليس لبسط النفوذ وفرض الشروط

إن لحظة ما بعد الفوز أخطر من لحظة الاقتراع، لأنّ مسار السنوات الأربع المقبلة يُكتب الآن.

   يمكننا ان نتفهم شروط  منع رئيس الوزراء القادم من  خوض الانتخابات و تشكيل حزب او كتلة ، ولكن بذات الوقت تكبيل رئيس الوزراء بشروط تعجيزية ، تجعل منه رئيس وزراء  صوري و ضعيف… لا يخدمكم، كما ان اي رئيس وزراء قادم يجب ان لايكون ولائياً صرفا ، فهذا يسبب مشاكل كبيرة للبلد ، كما حدث في تجربة الرئيس الإيراني الأسبق " محمود احمدي نجاد" الذي  جلب الكثير من المشاكل لايران .

ادعموا تجرية رئيس وزراء قوي يؤدي دوره بكفاءة  دون قيود ليحفظ الدولة  ويديم النصر معاً.

 ويجب ان يمتلك رئيس الوزراء القادم صلاحيات، يمكنه من خلالها ادارة الدولة وهي القرار المستقل  مع احترام التوازنات السياسية، وعدم التقاطع  ، والتوازن في العلاقات الدولية والإقليمية ، بالإضافة إلى خطة اقتصادية واضحة .

 وعليكم أيضاً ضبط حركة السلاح وان لا تتركوا رئيس الوزراء   في مواجهة الفصائل المسلحة.

 وربما الشرط الاخير هو الأسهل ، بعد ان تحولت بعض من الفصائل إلى حركات سياسية ، واصبح الذراع العسكري مجرد وسيلة وليس اداة .

 العراقيون قدموا الكثير وأدوا ما عليهم و ينتظرون منكم الكثير ، ينتظرون عراقاً مزدهراً مستقراً  آمناً ، بعيداً عن الاهتزازات والحروب .

المشـاهدات 25   تاريخ الإضافـة 16/11/2025   رقم المحتوى 68355
أضف تقييـم