متابعة ـ الدستور الرياضي

مع اقتراب العد التنازلي لانطلاق كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، يتبقى أقل من سبعة أشهر على الحدث الكروي الأكبر في العالم. ومن المقرر إجراء القرعة في الخامس من ديسمبر/كانون الأول في واشنطن، حيث ستتحدد المجموعات النهائية للبطولة. حتى الآن، تأهلت 42 دولة، فيما لا تزال بعض التصفيات الإقليمية مستمرة، خصوصًا في أوروبا، حيث تتنافس عدة منتخبات كبيرة على المقاعد الأخيرة.هذه النسخة من كأس العالم قد تشكل الفصل الأخير من مسيرة الأسطورة ليونيل ميسي مع منتخب الأرجنتين، بينما يسعى النجوم الصاعدين مثل لامين يامال، فينيسيوس جونيور، عثمان ديمبيلي، وكيليان مبابي إلى فرض بصمتهم الدولية على الساحة العالمية. من جهة أخرى، يطمح كريستيانو رونالدو لمعادلة الرقم القياسي لميسي بمشاركته السادسة في كأس العالم مع منتخب البرتغال، بينما يسعى هاري كين لقيادة إنجلترا تحت إشراف المدرب توماس توخيل، وأخيرًا يطمح إيرلينج هالاند إلى خوض أول تجربة له في أكبر حدث كروي دولي مع منتخب النرويج، الذي قد يكون الحصان الأسود في البطولة.مع ذلك، ستظل بعض الدول الكبرى تحلم بالمشاركة، بينما تلاشت أحلام أخرى تمامًا، خصوصًا بعد المرحلة الحاسمة من التصفيات، التي أوقعت ضحايا بارزين، من بينهم منتخبات أفريقية عملاقة، وأوروبية، وأخرى من أمريكا الجنوبية، لكل منها سجل طويل في كأس العالم مع تسع مشاركات لكل دولة تقريبًا.في هذا التقرير، نستعرض أبرز اللاعبين الكبار الذين لن نراهم على الملاعب في كأس العالم 2026، رغم كونهم من أبرز نجوم كرة القدم في العالم.

خفيتشا كفاراتسخيليا (جورجيا)

قدمت جورجيا أداءً رائعًا في يورو 2024، حيث وصلت إلى دور الستة عشر بقيادة خفيتشا كفاراتسخيليا، الذي أصبح يُعرف بقوة انطلاقاته وسرعته الكبيرة على الجهة اليمنى، بالإضافة إلى مهاراته الفردية الفائقة. إلا أن جناح باريس سان جيرمان لن يكون حاضرًا في كأس العالم الصيف المقبل.سجل كفاراتسخيليا هدفين خلال التصفيات الأوروبية، من بينهم هدف مميز في فوز فريقه على بلغاريا 3-0، لكنه لم يكن كافيًا لتأهل جورجيا. فقد خسرت جورجيا أربعًا من مبارياتها الخمس الأخرى، وانتهت في المركز الأخير في المجموعة الخامسة بفارق كبير عن إسبانيا وتركيا.وكانت الهزيمة الثقيلة بنتيجة 4-1 أمام تركيا خير دليل على فشل الحملة التصفياتية، الأمر الذي يضع المدرب ويلي سانيول أمام مهمة إعادة بناء منتخب يعاني من نقص في اللاعبين القادرين على تقديم مستويات تضاهي أداء نجمهم المتألق.

بيير-إيمريك أوباميانج (الجابون)

يُعد أوباميانج من أبرز المهاجمين في جيله، لكنه سيغيب عن كأس العالم 2026 بعد فشل الجابون في التأهل. اللاعب البالغ من العمر 36 عامًا، الذي قاد فريقه سابقًا في آرسنال وبوروسيا دورتموند، لم يحقق حلمه الدولي الأكبر.ساهم أوباميانج في مشوار الجابون للتأهل إلى كأس الأمم الأفريقية، مسجلًا سبعة أهداف خلال التصفيات، من بينها أربعة أهداف رائعة في فوز 4-3 على غامبيا. واستعاد أوباميانج لياقته مع أولمبيك مرسيليا، ليقود هجوم الجابون في نصف النهائي ضد نيجيريا، لكن المنتخب خسر أمام النسور الخضراء 4-1، ليصبح حلم المشاركة في كأس العالم بعيد المنال بالنسبة له.غياب أوباميانج عن البطولة سيكون خيبة أمل كبيرة، ليس له فقط، بل لكل مشجعي الجابون الذين اعتقدوا أن الوقت قد حان لرؤية نجمهم الكبير يشارك في أهم حدث كروي عالمي.

برايان مبيومو (الكاميرون)

كان اختيار برايان مبيومو تمثيل الكاميرون بدلًا من فرنسا خيارًا طموحًا، لكنه لم يكتب له النجاح. واجه المنتخب الكاميروني هزائم مؤلمة في التصفيات، بدءًا بخسارة أمام الرأس الأخضر، ثم خسارة أخرى أمام الكونغو الديمقراطية بهدف في الوقت بدل الضائع.على الرغم من مشاركة مبيومو الكاملة في المباراة، لم يستطع الفريق فرض سيطرته على اللقاء، ليغيب المنتخب عن كأس العالم بعد سلسلة أزمات إدارية وفنية خارجة عن الملعب، ما يجعل مستقبل الكاميرون غامضًا في البطولات المقبلة، ويترك مبيومو أمام شعور مؤلم بالفشل الدولي رغم إمكانياته الكبيرة.

دوسان فلاهوفيتش (صربيا)

تأهل صربيا للبطولات الكبرى كان مستمرًا منذ 2014، لكن بطولة 2026 ستشهد غيابهم، مع انعكاسات كبيرة على مهاجمهم دوسان فلاهوفيتش. بعد استقالة المدرب دراجان ستويكوفيتش إثر الهزيمة أمام ألبانيا 1-0 على أرضهم، وتأكيد الخروج بعد خسارة 2-0 أمام إنجلترا، فقد فريقه أمل التأهل رسميًا.بالنسبة لفلاهوفيتش، كان الموسم محبطًا، حيث سجل هدفين فقط ولم يظهر بمستواه المعتاد في المباريات الحاسمة. بينما يحاول تثبيت مكانته كمهاجم من الطراز الرفيع، يجد صعوبة في إقناع جماهير يوفنتوس، وقد تنخفض قيمته مع فتح باب الانتقالات القادمة، ما يجعله أحد أبرز الغائبين عن المونديال رغم إمكانياته الكبيرة.

دومينيك سوبوسلاي (المجر)

شهدت المجر سيناريو تصفيات جنوني، حيث كادت تتأهل حتى اللحظات الأخيرة، لكن هدفًا في الوقت بدل الضائع من أيرلندا قلب الأمور رأسًا على عقب، ليغيب المنتخب عن كأس العالم للمرة العاشرة.دومينيك، قائد المنتخب وصانع ألعاب ليفربول، بكى على أرض الملعب بعد الهدف، رغم مساهمته بخمس أهداف حاسمة في ست مباريات. هذه الخسارة كانت صادمة للمنتخب والمشجعين، الذين اعتقدوا أن سوبوسلاي قادر على قيادة فريقه لتحقيق حلم العودة إلى المونديال.

فيكتور أوسيمين (نيجيريا)

ستغيب نيجيريا عن كأس العالم للمرة الثانية على التوالي بعد الهزيمة أمام الكونغو الديمقراطية في التصفيات الأفريقية النهائية، في مباراة حاسمة حُسمت بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1.فيكتور أوسيمين، مهاجم جالطة سراي، لعب دورًا كبيرًا في حمل المنتخب، حيث سجل ثمانية أهداف خلال التصفيات، لكنه لم يجد الدعم الكافي من باقي اللاعبين. غيابه عن كأس العالم سيكون خسارة كبيرة، إذ يمثل أحد أفضل المهاجمين في العالم في مركزه، ويعتبر الغياب عن المونديال فرصة ضائعة لأفضل سنواته الدولية.

أليكسيس سانشيز (تشيلي)

أليكسيس سانشيز، أحد أفضل لاعبي تشيلي في القرن الحالي، لن يكون حاضرًا في مونديال 2026 بعد فشل المنتخب في التأهل، حيث احتلت تشيلي المركز الأخير في تصفيات أمريكا الجنوبية بـ 11 نقطة من 18 مباراة.كما عانى سانشيز من إصابة في ربلة الساق، أبعدته عن معظم المباريات الحاسمة، وظهر بعد ذلك بمستوى منخفض في المباراتين ضد الأرجنتين وبوليفيا.وعلى الرغم من عدم إعلان اعتزاله دوليًا رسميًا، يبدو أن الصفحة الدولية لسانشيز قد أُغلقت، ليغيب أحد أعظم لاعبي تشيلي عن الساحة العالمية دون وداع كبير.

بينجامين سيسكو (سلوفينيا)

المهاجم الشاب يواجه تحديًا كبيرًا مع سلوفينيا، حيث فشل في تسجيل أي هدف خلال التصفيات، بينما حقق الفريق ثلاث نقاط فقط من أصل 12 نقطة ممكنة. إصابة في الركبة أضافت تعقيدًا لمسيرة شيسكو، الذي لم يستطع إنقاذ فريقه من الخروج من المنافسات الكبرى.بالرغم من إمكاناته الفردية الكبيرة، إلا أن غياب الدعم والموهبة حوله جعل من الصعب تحقيق أي نتيجة إيجابية، ليبقى بينجامين سيسكو من أبرز الغائبين الصاعدين عن مونديال 2026.

كيلور نافاس (كوستاريكا)

حارس المرمى المخضرم كيلور نافاس، عاد عن اعتزاله الدولي في مايو 2025 بهدف المشاركة في كأس العالم للمرة الرابعة، لكنه لن يرى حلمه يتحقق بعد فشل كوستاريكا في التأهل.رغم الأداء الجيد للناڤاس، حيث استقبل ستة أهداف فقط في ست مباريات، إلا أن ضعف الهجوم وفشل الفريق في المنافسة على المراكز المؤهلة جعل من مشاركته في المونديال حلمًا بعيد المنال، لتكون هذه خيبة أمل كبيرة للحارس الذي يطمح لإنهاء مسيرته الدولية على أفضل صورة ممكنة.

سيرهو جيراسي (غينيا)

أحد أفضل المهاجمين في أوروبا في المواسم الأخيرة، جيراسي، سجل 75 هدفًا منذ بداية موسم 2023-2024، وكان من بين هدافي دوري أبطال أوروبا. لكن مع المنتخب الغيني، لم يظهر بنفس القوة، حيث سجل هدفًا وحيدًا، ولم يكن له تأثير يذكر على الأداء الهجومي للفريق.احتلت غينيا المركز الرابع خلف الجزائر وأوغندا وموزمبيق، مع أربعة انتصارات فقط من عشر مباريات، لتبقى أحلام التأهل لأول كأس عالم في تاريخ البلاد مجرد حلم مؤجل، ويظل غياب جيراسي عن المونديال خسارة كبيرة للمنتخب وللاعب نفسه.في النهاية.. كأس العالم 2026 يعد بالعديد من الأحداث المثيرة واللحظات التاريخية، سواء بمشاركة النجوم الكبار أو تألق الجيل الجديد. لكن من المؤكد أن غياب العديد من أبرز اللاعبين العالميين، مثل أوسيمين، كفاراتسخيليا، أوباميانج، فلاهوفيتش، سوبوسلاي، سانشيز، سيسكو، نافاس، وجيراسي، سيترك فراغًا كبيرًا في البطولة، وستكون قصصهم الشخصية وغيابهم جزءًا من الحدث نفسه.من المؤكد أن الجماهير ستتذكر هؤلاء اللاعبين ليس فقط لإنجازاتهم الفردية، بل أيضًا لما مثلوه من رمز للموهبة والإصرار، حتى وإن لم تتح لهم الفرصة لتقديم أنفسهم على المسرح العالمي الأكبر.