فوق المعلق
أسى الغربة
![]() |
| فوق المعلق أسى الغربة |
|
كتاب الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب الدكتور صباح ناهي |
| النـص : ماهذه القسوة التي تتملك الكثيرين من البشر في بلدي ، قسوة في العيش وفي السكن ومعاشرة الجيران ، قسوة في الجيرة التي كانت ذات يوم متصالحة متراضية ، قسوة في المعاملة والمراجعة والتقبل والتعايش ، قسوة بين الملل والنحل ، بين الغائبين والحاضرين لملعب الحياة ، بين المراجعين والمتراجعين ، بين من يملك اموال السحت الحرام وأموال الضنك الحلال ؟بين الرجل والمرأة بين الكنة والعجوز ، بين الاولاد والأحفاد ، بين الاخوة والأخوات ، بين الغريب والقريب بين المنتمي واللامنتمي ، بين الموتى والأحياء برغم ان الجميع لايملك لحظة ضمان لحياته المقبلة ، فالكل راحلون مودعون لهذه الدنيا الفانية ، لاتسمع إلا خبر نعي ، ورحيل صامت ووداع صادم ، اتساءل هل نحن خليط مجتمعي ؟ ام نسيج اجتماعي ؟
هل نحن نتاج وطن عريق ام عابري طريق ؟ هل نحن أمة ام نتاج مساكنة عابرة ؟ ماذا نحن صانعون بانفسنا وبسوانا بالأجيال التي ضاعت بين مدن العالم وتفرقت على القارات والأمصار حتى صرنا نثار ؟ لأشعب موحد يسمع ذات النغمة ولا يعرف كيف يعيش ويتحاور !؟
هل نحن "كولاج " وطن جمع من كل طينة مفردة ومن الطين المفخور بالنار ؟ لقد صرنا شذر مذر ، تفرقنا على الأقوام والقبائل من أقصى الارض لأقصاها ! وتوزعنا على القارات والمدن الغابرة ، هل حقا هناك عراقيين يقاتلون في حرب أوكرانيا من اجل العيش لان زعامات كذبت عليهم وباعتهم لتجني ارباحا ً وعقود او لترضي اسيادها !؟ هل ابناؤنا الذي قلبوا الدنيا ( نريد وطن ) باتوا مكشوفين بلا خيمة وطن ! امام الاف الخيم التي تأوي مشردين جراء حرب طائفية لا نعرف من أجّجها من أوقدها ؟ هل حقا مازلنا لانعرف من قتل 1800 شاب عراقي من طلاب القوة الجوية في تكريت ( سبايكر ) لا احد يقول من القاتل ومن المتسبب في القتل متناسين مئات الأمهات والزوجات والأخوات بلا اجابة ، ولا يكترث الساسة لمن كان وراء كل تلك المأساة ،هل نحن عاجزين عن معرفة ( الطرف الثالث ) الذي قتل أبناءنا في تظاهرات تشرين .
ما ان تطالب ان تكون في وطنك تدلي بصوتك او تحكي عن طموحات المواطنة فيك حتى ينبري لك عشرات الأصوات النشاز التي نشعر انها تعوي عليك كانها ذئاب جائعة توغل في قتلك ، جيوش إلكترونية تثير الوحشة والترقب ، توقف باب الاعتراف واثارة الحوار ، لاتعرف كيف تلجمها او تمنعها من النعيق والدوي والصراخ الذي يشي ان ثمة مشكلة، ازمة كارثة تدور من حولك وتسعى لتمزيق نسيج محبتك للوطن والناس ، تمزق فيك رغبة الإصلاح ومحاولة رأب الصدع الذي خلفته الايام والحروب الكارثية التي تملئ ذكراك بالعويل والمآسي ، وذلك الحصار الذي نسميه الجائر ،ومرأى الجيوش الغابرة التي تمزق صورة السلام بداخلك ، يا لأوجاع الأوطان الضائغة بين الفاسدين و السراق والمتقاتلين على سرقة آخر عقد سياسي يستجلب لها المال و الثراء المخلوط بنثار وطن لايعرف كيف يستقر ليبني تاريخا جديداً بالاتفاق مع نفسه وحاكميه الذين يتولون نهبه بانتظام عال !؟ |
| المشـاهدات 32 تاريخ الإضافـة 10/12/2025 رقم المحتوى 68768 |
توقيـت بغداد









