الجمعة 2025/12/12 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
ضباب
بغداد 12.95 مئويـة
نيوز بار
خطايا ألونسو.. ريال مدريد على حافة الغرق بفعل فاعل
خطايا ألونسو.. ريال مدريد على حافة الغرق بفعل فاعل
الملحق الرياضي
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

 

متابعة ـ الدستور الرياضي

دخل ريال مدريد حالة من الشك، في ظل تذبذب نتائجه مؤخرا، خاصة على مستوى الدوري الإسباني، الذي فقد صدارته لصالح غريمه برشلونة، بسبب كثرة تعثراته في الأسابيع الماضية.ومنذ مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لم يستطع الفريق الملكي تذوق طعم الانتصار في الليجا، على مدار 4 جولات متتالية، شهدت تعادله في 3 مباريات، وهزيمته في واحدة.يأتي ذلك قبل مواجهة مرتقبة ضد مانشستر سيتي بملعب سانتياجو برنابيو، اليوم الأربعاء، في سادس جولات دوري أبطال أوروبا.وتشير بعض التقارير إلى احتمالية إقالة المدرب الإسباني تشابي ألونسو في الساعات المقبلة، حال تعرض الريال لخسارة جديدة على يد السيتزنز، حيث سيكون التعثر الخامس تواليا على كافة الأصعدة.ويلقي كووورة الضوء على بعض الأخطاء التي ارتكبها ألونسو وآخرون، أدت لدخول الريال مشارف النفق المظلم.

 

الانصياع التام

 

جرت العادة في ريال مدريد، أن يتحكم الرئيس فلورنتينو بيريز في النادي بأكمله، خاصة مدربي الفريق الأول، بفرض تعليمات وخطوط حمراء عليهم، لا يمكن تجاوزها.وقلما نجا مدرب من سيطرة بيريز المطلقة على الميرينجي، وأقرب مثال كان الإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي يُعرف عنه رضوخه التام لإدارات الأندية التي عمل بها.وكان الريال يدخل مواسم أحيانا بدون إبرام صفقات، كان في حاجة ماسة إليها، بدون تذمر أنشيلوتي أو شكواه من نقص صفوفه في المؤتمرات الصحفية، نظرا لتوافقه التام مع إدارة بيريز، وانصياعه لها.وفي الموسم الماضي، تعاقد الريال مع المهاجم الفرنسي كيليان مبابي، الذي ظن الجميع أنه سيلعب على الأطراف، كما اعتاد مع موناكو وباريس سان جيرمان، لكن تفاجأ جمهور الميرينجي بتحوله إلى رأس حربة تحت قيادة أنشيلوتي.ورغم فوز مبابي بالحذاء الذهبي كهداف لأوروبا، إلا أن أغلب المباريات كشفت عن حاجة الريال لمهاجم صندوق حقيقي، مثل خوسيلو الذي لعب دورا في تتويج الفريق بثنائية الليجا والأبطال في 2024.ومنت بعض الجماهير أنفسها عند قدوم ألونسو للنادي الصيف الماضي، بأن يضع مبابي في مركزه الطبيعي، سواء الجناح الأيسر الذي يشغله فينيسيوس جونيور، أو على اليمين، خاصة أن المهاجم الفرنسي شغل هذا المركز في مناسبات عديدة مع منتخب فرنسا.لكن ألونسو بدا أنه انصاع هو الآخر لتعليمات بيريز، ورغبته الواضحة في تحويل مبابي إلى مهاجم الريال الأول.

 

البداية في أمريكا

 

انطلاقة ألونسو مع اللوس بلانكوس كانت في الأراضي الأمريكية، حيث أقيمت بطولة كأس العالم للأندية، والتي ودعها الريال بخسارته المدوية (0-4) على يد باريس سان جيرمان في الدور نصف النهائي.وسبق تلك المباراة، مواجهات ظهر فيها الريال بمستوى جيد في غياب مبابي الذي كان يعاني من إصابة، خاصة مع الاعتماد على الإسباني الشاب جونزالو جارسيا في عمق الهجوم.وفاجأ جارسيا الجميع بقدرته على قيادة الريال للمربع الذهبي، بفضل أهدافه الأربعة التي توجته هدافا للمونديال.لكن بمجرد استعادة مبابي عافيته، قرر ألونسو إشراكه لأول مرة كأساسي أمام سان جيرمان، لتبدأ مرحلة العبث والفوضى الممتدة حتى الآن.القصة بدأت بإعادة مبابي للعب كرأس حربة، مع تحويل مهاجم الصندوق جونزالو جارسيا، إلى جناح أيمن، رغم عدم امتلاكه خصائص هذا المركز، فقط لكي يلعب الفرنسي مهاجما كما يريد بيريز.ودفع الريال ثمنا غاليا بسقوطه بهزيمة مدوية على يد الفريق الفرنسي، قبل أن يتذوق مرارة الهزائم في أغلب المباريات الكبرى مع بداية الموسم الحالي، مثلما حدث في الديربي أمام أتلتيكو مدريد بالخسارة (2-5)، فضلا عن السقوط أمام ليفربول المترنح (0-1).

 

رفض للتمرد

 

وفي ظل يقين أغلب جمهور الريال بأن توظيف مبابي في مركز رأس الحربة، نابع من بيريز نفسه، فإن ألونسو قرر التماشي مع نهج الإدارة، رافضا التمرد عليها، رغم كم الكوارث الفنية والخططية التي يتسبب فيها هذا التوظيف الخاطئ.وظهرت في أغلب المباريات، إن لم يكن كلها، تمركز مبابي في أماكن غير معتادة لمهاجم الصندوق، وهو تصرف طبيعي من لاعب اعتاد اللعب كجناح طوال مسيرته.وبسبب سوء تمركز مبابي وخلو منطقة الجزاء من أي عنصر، أصبح لدى فينيسيوس مشكلة واضحة، عند توغله من الجهة اليسرى واضطراره للارتجال أو إعادة الكرة للخلف، كلما أراد التمرير لأي من زملائه داخل منطقة الجزاء.فأغلب الوقت يجد مبابي يميل قليلا إلى الجهة اليسرى بجانبه، أو التمركز على حدود منطقة الجزاء، بدلا من اقتحام العمق، كتمركز طبيعي لرأس الحربة، وبالتالي يهدر جهود فينيسيوس أو حتى لاعبي الجبهة اليمنى، كلما أرادوا إرسال عرضيات داخل منطقة الجزاء الخالية.ورغم وضوح ذلك في كل المباريات تقريبا، رفض ألونسو التغيير وإصلاح ما أفسده قرار الاعتماد على مبابي في عمق الهجوم، سواء كان بإرادة منه أو بتعليمات قادمة من الرئيس.

 

فوضى التوظيف

 

ما قد يبرئ بيريز من تهمة إجبار مدربي الريال على توظيف مبابي في مركز لا يناسب قدراته، هو نهج ألونسو نفسه في توظيف أغلب لاعبيه في مراكز مختلفة غير معتادة.فبالنظر إلى 27 مباراة قاد فيها المدرب الإسباني فريقه الحالي، سنجد أن 90% من تشكيلته الأساسية على الأقل، لعبت في مراكز غير مراكزها.سنجد أن قلب الدفاع راؤول أسينسيو لعب ظهير أيمن، وثنائي الجبهة اليسرى ألفارو كاريراس وفران جارسيا، لعبا في مركزين غير الظهير، الأول تحول لقلب دفاع في بعض المباريات، والثاني لعب كجناح أو لاعب وسط أيسر في خطة (3-5-2) أو (3-4-3).كما حدث ذلك مع فيرلان ميندي بمجرد عودته للعب مع الفريق بعد تعافيه من إصابته، إذ لعب كقلب دفاع وليس ظهير أيسر.وبالانتقال لوسط الملعب، سنجد أن أوريلين تشواميني لعب في بعض المباريات كقلب دفاع، كما فعل في عهد أنشيلوتي، أما فيدي فالفيردي فسد ثغرة الظهير الأيمن وقت الإصابات.وهناك إدواردو كامافينجا، الذي تحول من لاعب وسط أيسر إلى أيمن، على عكس العادة، فضلا عن فوضى تبديل دوري أردا جولر وجود بيلينجهام، بتكليف صانع الألعاب التركي بالأدوار الدفاعية، بدلا من الإنجليزي الذي كان يلعب هذا الدور في بوروسيا دورتموند بصورة طبيعية.وفي الهجوم، حول ألونسو رودريجو من جناح أيمن بعد الاعتياد عليه لـ6 سنوات، إلى جناح أيسر بديل لفينيسيوس، مع وضع مبابي في العمق كما أشرنا.أما جونزالو جارسيا، فتارة يدفع به للعب على الأطراف، وأحيانا يقحمه كمهاجم مع تكليفه بمهام دفاعية، للعودة إلى الخلف والمشاركة في الضغط وإغلاق المساحات، بدلا من مبابي، الذي يحافظ على مركزه في عمق الهجوم، حتى حال نزول الإسباني الشاب.وبسبب هذه الفوضى، تداخلت أدوار اللاعبين مع بعضها، فضلا عن منح لاعبين أدوارا لا تناسب خصائصهم أو قدراتهم، إلى جانب إرباكهم بتحويلهم لمراكز جديدة بمهام مختلفة تماما عن التي اعتادوا عليها.وبطبيعة الحال، يتأثر الفريق بهذا النهج العبثي، خاصة أن سياسة تبديل الأدوار والمراكز لا تناسب إلا لاعبين ينطبق عليهم وصف "الجوكر" مثل فالفيردي، الذي يجيد بالفعل اللعب في مراكز مختلفة، بينما لا يفطن ألونسو لحقيقة مفروضة عليه، تتمثل في أن أغلب لاعبي الريال لا ينطبق عليهم هذا الوصف مثل الأوروجواياني.

 

المشـاهدات 54   تاريخ الإضافـة 11/12/2025   رقم المحتوى 68787
أضف تقييـم