الأربعاء 2025/12/24 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم
بغداد 12.95 مئويـة
نيوز بار
صرخة الدم
صرخة الدم
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

 د.شادي سعد

 

يا طِفْلَ غَزَّةَ....

يا جَناحًا كُسِّرَتْ أضْلاعُهُ فِي الحَرْبِ

يا يَدَهُ الَّتِي لَمْ تَبْلُغِ الخُبْزَ الأخِيرَ

وَلَمْ تُعانِقْ صَدْرَ أُمٍّ خائِفَةْ

يا طِفْلَةً...نامَتْ عَلَى صَدْرِ الحَنِينِ

وَعَنْ أبِيها فِي الظَّلامِ تساءَلَتْ

لِتَرُدَّها رِيحٌ تَقُولُ:

"مَضَى مَعَ النَّهْرِ الكَبِيرِ

وَذابَ فِي صَدْرِ الحِجارَةِ

والرَّصاصِ مَعَ الأنِينِ"

أيا فَتاةً قَدْ بَكَتْ......

وَبِقُرْبِ أبْوابِ المَدِينَةِ

تَرْتَجِي مِنْ رَحْمَةِ الجُدْرانِ أنْ

تَحْكِي حَكايا العائِدِينَ مِنَ القُبُورِ

فَتَصْمُتُ الجُدْرانُ

يُغْلَقُ بابُها

وَتَعُودُ تَحْمِلُ فِي يَدَيها صَمْتَها

تَمْشِي

وَيَقْتُلُها المَساءُ بِلا رَفِيقْ

يا وَيلَها!!!

أبْوابُ رُوما قُرْبَها امْرَأةٌ بَكَتْ

حَيثُ افْتِراسُ وُحُوشِها جَسَدَ المَحَبَّةْ

حَيثُ القُلُوبُ هُناكَ قُرْبانٌ لِأسْرٍ بَعْدَ نَكْبَةْ

يا وَيحَهُ!!!

رَجُلٌ مَشَى فِي الأرْضِ

يَرْفَعُ رايَةً لِلرَّبِّ

أطْفَأَ نُورَهُ الأوغادُ

عُلِّقَ فِي جِدارِ اللَّيلِ

سَرَقُوا نَشِيدَ الفَجْرِ مِنْ فَمِهِ هُنا

لِيَغِيبَ فِي صَمْتِ الرَّدَى والوَيلِ

وَجَنُوبُ لُبْنانَ الأبيُّ...

كَمِثْلِ زَهْرٍ قَدْ نَما فِي ظِلِّ ناقِلَةِ الجُنُودِ

وَصارَ أكْبَرَ مِنْ جِراحِ الأرْضِ

مِنْ لُغَةِ الوَداعِ

وَمِنْ جَمِيعِ القاذِفاتِ الغاضِباتِ

عَلَى الضُّلُوعِ الواجِفَةْ

بَيرُوتُ يا بَيرُوتُ...

يا امْرَأةً تَزَوَّجَها الحَرِيقُ

وَصارَ يَسْكُنُ فِي مَساماتِ الحُرُوفِ

وَفِي مَرايا البَحْرِ

فِي صَوتِ القِبابِ

وَفِي ثِيابِ العاشِقاتِ الرّاحِلاتِ عَنِ الدِّيارْ

كَيفَ احْتَرَقْتِ؟

وَكَيفَ صِرْتِ مَقابِرًا لِلضَّوءِ

إذْ صَلَبُوا عَلَى أبْوابِ عَينَيكِ النَّهارْ؟

يا شامُ...

يا وَجْهَ الحَضارَةِ يا رُبُوعَ الياسَمِينْ

مَنْ ذا الَّذِي ساقَ الفَجِيعَةَ نَحْوَ أرْضِكِ؟

أيُّ طاغُوتٍ لَعِينْ

كَتَبَ اسْمَ شَعْبِكِ

مِثْلَ أقْدارٍ عَلَى صُحُفِ التَّشَرُّدِ والحِصارْ؟

أشْياءُ كَمْ تُدْمِي القُلُوبْ

نَزْفُ الزَّمانِ عَلَى جُسُورِ دِمائِنا

والمَوتُ يَحْبُو فِي الدُّرُوبْ

يَحْبُو كَطِفْلٍ ضائِعٍ

أمْسَى بِلا أُمٍّ بِلا مَأْوًى

بِلا وَطَنٍ يُسَمِّيهِ المَلائِكَةُ الصِّغارْ

كُلُّ الَّذِينَ تَنَفَّسُوا نُورَ الحَقِيقَةِ

سُحِّلُوا فَوقَ الأزِقَّةِ

ذُبِّحُوا أو شُرِّدُوا وَكَأنَّهُمْ وَرَقُ الخَرِيفِ

وَفِي زَوايا اللَّيلِ نامَتْ أعْيُنُ الجُدْرانِ

تُحْصِي كَمْ بَكَى حَقٌّ عَلَى أوجاعِنا

وَتَعُدُّ كَمْ مَوتَى لَنا فِي كُلِّ دارْ

فَلَكُمْ

لَهُمْ

وَلِمَنْ مَضَوا مِنْ غَيرِ أسْماءٍ

وَدُونَ هُوِيَّةٍ

دُونَ ارْتِعاشِ يَدَيْ طَبِيبَهْ

ضَمَّتْ إلَيها رايَةَ الوَطَنِ الحَبِيبَهْ

فَلَكُمْ

لَهُمْ

سَنُقِيمُ صَمْتًا عَلَّهُ

يُغْنِي نَشِيدَ الرّاحِلِينَ

يُعِيدُ مَنْ ماتُوا عَلَى الطُّرُقاتِ

أحْياءً مِنَ الصَّمْتِ العَمِيقِ

وَمِنْ تُرابِ الأرْضِ

مِنْ صَوتِ السَّما

واللَّهُ مَولانا شَهِيدْ

واللَّهُ أوفَى بِالوَعِيدْ

المشـاهدات 22   تاريخ الإضافـة 23/12/2025   رقم المحتوى 69262
أضف تقييـم