يعيد وجود العقيد ستيفاني باغلي الملحق العسكري الجديد في السفارة الامريكية في بغداد ووصول مارك سافايا الممثل الخاص للرئيس دونالد ترامب  صور قديمة مر بها العراق أثناء الاحتلال البريطاني بعد العام 1917 حيث وجود السير بيرسي كوكس المندوب السامي البريطاني و المسز بيل سكرتيرته المعروفة عند العراقيين بخاتون بغداد والتي كان بيدها إقالة حكومات وتشكيل أخرى  .كما يذكرنا  وجودهما هذا  بفترة بول بريمر الحاكم المدني الامريكي )سيء الصيت) بعد غزو وإحتلال بغداد في التاسع من نيسان 2003 هذه الصور تأكيد لا يقبل الشك بأن العراق منقوص السيادة وإن هناك إرادات اقليمية ودولية  لها تأثيرها الكبير المباشر  وغير المباشر على القرار العراقي الذي ظل خلال اكثر من 22 عاما من العملية السياسية في تخبط سياسي واقتصادي وتفشي ظواهر الفساد والبطالة  والجريمة  المنظمة ورواج تجارة المخدرات  وسجل العراق خلالها ونتيجة لها تراجعا في قطاعات التربية والتعليم والصحة والخدمات وتوقف شبه كامل للصناعة في شقيها القطاع الصناعي العام والخاص وباتت عمليات غسيل الاموال تجري على قدم وساق  بإستيراد كل شيء يخطر على البال إضافة الى أن الحقائب الوزارية  والمناصب المهمة وزعت ضمن مفهوم  المحاصصة التي مكنت الكثير ممن لا يملكون الخبرة والكفاءة  المهنية والعلمية من تبوء تلك المناصب  فأصاب الدولة الفشل في كل شيء وتفشي المحسوبية والرشا في كل مرافقها ومؤسساتها . إضافة لما نتج عن العنف الطائفي وجرائم القاعدة وداعش الاجرامية وتفجيران السيارات المفخخة من زهق عشرات الالوف من ارواح الابرياء فإن الاقتصاديين أشاروا الى أن العراق فقد ما مجموعه 1460 مليار دولار خلال هذه السنوات الاثنتين والعشرين الماضية .

وفي العودة الى ما يجري اليوم في العراق الذي يقف فعلا على مفترق طرق فقد جاءت ستيفاني باغلي ومارك سافايا بمهمات محددة وإذا كانت ستيفاني تحتاج الى ترجمة ما تقول للساسة العراقيين فإن سافايا  هو أبن الديرة ويعرف الساسة لغته بدون الحاجة الى مترجمين وقد قال باللهجة العراقية الدارجة ما حمله من أوامر ترامبية غير قابلة للتأجيل والتسويف فأمريكا تريد حماية مصالحها وضمان أمن الكيان الصهيوني والتأثير على موقف إيران في المنطقة وإضعافه  وإنها ترى ان الفصائل  تقف عائقا أمام مصالحها وإن المتغيرات الإقليمية تميل الى كفة امريكا وحلفائها بعد ان تآمر النظام الرسمي العربي على العراق وشعبه من خلال دعم الغزو والاحتلال وإذكاء الاقتتال الطائفي بين العراقيين ، فهل يعي اليوم  الاحزاب والقوى القابضة للسلطة في العراق مصلحة الشعب  والوطن  الذي تكالب عليه اعداء الداخل والخارج  في آن واحد؟.

ولله در أبي الطيب  المتنبي العظيم القائل :( وسوى الروم خلف ظهرك روم   فعلى أي جنبيك تميل ).؟؟؟

وإن جل ما أخشاه  أن نضطر أخيرا   لترديد المثل الشعبي  ولكن بصيغة اليوم (بين سافايا وستيفانة ضاعت لحانة).

وسلامة يا وطن .