48 ساعة ما بين الزوراء والشرطة… كرتنا إلى أين؟
![]() |
| 48 ساعة ما بين الزوراء والشرطة… كرتنا إلى أين؟ |
|
كتاب الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب نصير الزيدي |
| النـص :
لم تكن الـ48 ساعة التي مرّت على الكرة العراقية عابرة، بل جاءت محمّلة بأسئلة موجعة وحقائق صادمة، بعدما تلقّى قطبا الكرة العراقية، الزوراء والشرطة، خسارتين قاسيتين في مشاركتهما الآسيوية، لتتجدد علامات الاستفهام حول واقع أنديتنا وقدرتها على مجاراة ركب التطور القاري. الشرطة… صدمة النخبة الآسيوية في دوري أبطال آسيا للنخبة، دخل نادي الشرطة اختبارًا صعبًا أمام الأهلي السعودي، لكنه خرج منه مثقلًا بخسارة كبيرة كشفت الفوارق الفنية والبدنية بين الفريقين. لم تكن الهزيمة مجرد نتيجة في سجل البطولة، بل انعكاسًا واضحًا لمشكلة أعمق تتعلق بآلية الإعداد، ونوعية المنافسة المحلية التي لا تمنح فرقنا القدرة على مواجهة أندية تملك استقرارًا فنيًا، وعمقًا في دكة البدلاء، وخبرة قارية متراكمة. ظهر الشرطة عاجزًا عن مجاراة الإيقاع العالي، وبدت خطوطه متباعدة، فيما عانى من بطء في التحول الدفاعي والهجومي، وكأن الفريق دخل المباراة وهو يدافع عن حلم لا يملك أدوات حمايته. الزوراء… التاريخ لا يكفي في آسيا بعد أقل من يومين، جاء الدور على الزوراء في دوري أبطال آسيا 2، حيث اصطدم بالنصر السعودي، فكانت النتيجة قاسية ومؤلمة لجماهير فريق طالما تفاخر بتاريخه وإنجازاته. لكن التاريخ وحده لا يكسب المباريات في القارة الصفراء، خاصة أمام فرق تمتلك نجومًا عالميين، وتنظيمًا احترافيًا، واستثمارًا حقيقيًا في كرة القدم. الزوراء افتقد للتماسك الدفاعي، وعانى من غياب الحلول الهجومية، فبدت المباراة وكأنها صراع غير متكافئ، يؤكد أن المشاركة الآسيوية لا تُقاس بالأسماء ولا بالشعارات، بل بجودة العمل والتحضير. أين تكمن المشكلة؟ إخفاق الشرطة والزوراء خلال 48 ساعة ليس حالة معزولة، بل جزء من أزمة ممتدة تعاني منها الأندية العراقية، يمكن تلخيص أسبابها في عدة محاور: ضعف التخطيط طويل الأمد، والاعتماد على حلول مؤقتة لا تصمد أمام البطولات الكبرى. تواضع مستوى الدوري المحلي مقارنة بدوريات المنطقة، ما ينعكس سلبًا على جاهزية الفرق. عدم الاستقرار الفني والإداري، وتكرار تغيير المدربين دون مشروع واضح. فجوة الاحتراف بين أنديتنا ونظيراتها الخليجية والآسيوية، سواء في الإعداد البدني أو العمل الذهني والتكتيكي. خلال 48 ساعة فقط، تلقّت الكرة العراقية صفعتين قاسيتين، أعادتا طرح السؤال المؤلم: إلى أين تتجه كرتنا؟ ،ا لواقع العام يحتاج إلى مراجعة شاملة، تبدأ بإدارات الأندية، ولا تنتهي عند آلية بناء اللاعب والدوري. إن لم تتحول هذه الخسائر إلى جرس إنذار حقيقي، فإن مشاركاتنا الآسيوية ستبقى مجرد حضور شرفي، وذكريات جميلة لا تصمد أمام واقع مؤلم. |
| المشـاهدات 32 تاريخ الإضافـة 27/12/2025 رقم المحتوى 69317 |
توقيـت بغداد









