في غرفة مغلقة، حيث الأبواب المغلقة تفتح على فراغ لا متناهي، يجلس السياسيون، يحاولون تفسير حلمهم المستحيل: بناء دولة."إلى أين نذهب؟" سأل أحدهم، وهو يبحث عن مخرج من دائرة مفرغة."نذهب إلى الأمام، نحو الأمام دائمًا!" أجاب آخر، وهو يضرب الأرض بقدمه. لكن الأرض لم تتحرك."ماذا يعني الأمام؟" سأل ثالث، وهو يخدش الجدار."يعني الانتخابات، يعني الحكومة، يعني الوزارات..." أجاب الأول، وهو يعد على أصابعه."لكننا فعلنا كل هذا، وكل مرة نعود إلى نقطة البداية!" قالت صوت مجهول من الظل."نعم، هذا صحيح!" قال أحدهم، وهو يضرب رأسه بالجدار. "نحن في دائرة مفرغة!""لكن لماذا؟" سأل آخر، وهو يبحث عن جواب في وجوه الآخرين."لأننا نبحث عن حلول في المكان الخطأ!" أجاب صوت حكيم من الظل. "نحن نبحث عن السلطة، بينما يجب أن نبحث عن الشعب!""لكن الشعب يريد الخدمات!" قال أحدهم، وهو يرفع صوته."نعم، لكن الخدمات ليست كل شيء!" أجاب الحكيم. "الشعب يريد حياة كريمة، يريد أمانًا، يريد مستقبلًا!""لكن كيف؟" سأل الجميع في آن واحد."لا أعرف!" أجاب الحكيم، وهو يختفي في الظل. "لكنني أعرف أننا يجب أن نبدأ من جديد، وأن نبدأ من الشعب!"الجميع سكت، يحاولون فهم الكلمات الأخيرة. لكن الأبواب بقيت مغلقة، والغرفة بقيت مظلمة.إلى أين نذهب؟ لا أحد يعرف. لكننا نعرف أننا لا نستطيع البقاء هنا.