لم يجف بعد حبر استقالة عبد المهدي وبدأ الصراع بين الكتل والتحالفات على الاستثمار في موقع رئيس الوزراء محاولة ترتيب اوراقها على طريقتها التقليدية متجاهلة هدير صوت الشارع الرافض لكل مرشحيها ولكل ما يرشح عنها.

سائرون التي تنازلت عن حقها بالكتلة الاكبر لصالح المتظاهرين بكتاب وجهته لرئيس الجمهورية ، نأت بنفسها عن القيام بدورها الدستوري وتركت الامر للمتظاهرين الذين لم يجمعوا لحد الان على تقديم قيادات يمكن ان تأخذ على عاتقها مسؤولية التفاوض او تحديد الخيارات المتاحة ، مما سيجعل الامور تؤول للنزعات العاطفية او استغلال هذا الفراغ من قبل القوى السياسية لتفرض املاءاتها او اختراق الحراك الاحتجاجي.

المتظاهرون الذين فقدوا الثقة باغلب القيادات السياسية المتوفرة في المشهد السياسي صار من الصعب عليهم منح ثقتهم بسهولة لاخرين من خارج المشهد لاسباب تبدو موضوعية اذا ما اخذنا بالحسبان خشيتهم من ان يتسلق على دمائهم راكبو الموجة من الانتهازيين والوصوليين ، كما يمنع تعدد جهات التنسيقيات من الاجماع على شخوص بعينهم لتقديمهم مفاوضين او قيادات ، فيما تعمل جهات سياسية لها حضور شعبي واسع في الساحات على منع بروز اي شخصيات من بين تنسيقيات الحراك المدني او اخذ دور مميز من خلال الترويج لمخاوف من سرقة بذار الاحتجاجات والترهيب الناعم بوسائل متعددة لضمان حصر التأثير بتلك الجهة.

الاحتجاجات امام مفترق طرق خطير لا يشعر به المتظاهرون ، فاما ستصب هذه الجهود وما بذل من دماء لصالح جهات سياسية سيتضح فيما بعد دورها في التحشيد والتنظيم والدعم ، اوا اننا سنعيش سيناريو ما حصل في مصر حيث ستقفز الى الواجهة جهات التحقت بموجة التظاهر بعد ان بانت بوادر الانتصار ، او وأد الاحتجاجات بعد صفقة تعقد بين من يتسترون الان خلف سرادق الاعتصام وبين القوى السياسية حيث سيجد المدنيون والشباب العفوي انفسهم خارج قائمته المشاركة.

الاصرار على عدم افراز قيادات لساحات التظاهر هو تمهيد لسرقة الانتفاضة لصالح جهات تتربص لنيل الفرصة بحسب توقيتات محسوبة سلفاً.

باسم الشيخ